أحياناً عليك أن تتوقف عن رؤية الخير في الناس، والبدء في رؤية ما يظهرونه لك.

يا تُرى كم تبقّى من المحاولات؟
وأيُّ نهاية تنتظر هذا الطريق المُتعب؟
متى تنكشف مَعالم الأحلام الخَفية،
متى يهدأ هذا القلب المُثقل،
إلى أي مدى سأقاوم عَصف الأيام؟
وهل للروح نصيبٌ من راحةٍ طال انتظارها؟

مشكلة الإنسان الكبرى هي هوسه بالمقارنات، يقارن ما لديه من متع روحية وشتى النعم بما لدى غيره، وعلى أساس هذه المقارنات الفاسدة يُكَوِّن فكرة عن نفسه ويَتَكَوَّن لديه رأي في شخصه.

غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ
إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا

أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم
وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ

وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت
أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ

لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ
أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ

- المتنبي

‏لا تطلبَ الحُبَّ ممن ليسَ يعرفهُ
أو تسأل الشَّوقُ قلباً قُدَّ من حجرِ
لا يُرتجى الماءُ من بئرٍ مُعطَّلةٍ
أو يُجتنى ثمرٌ من عاقرِ الشَّجرِ

‏يَهُزُّ الرَّأْسَ يُوهِمُنِيْ بِفَهْـمٍ
وَعَنْهُ الفَهْمُ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ!

كأنّي طافَ بي رَكْبُ اللّيالي
يُحَدِّثُ عنك في الدُّنيا وعنّي

على أنّي أُغالِطُ فيك سمْعي
وتُبصِرُ فيك غيرَ الشّكِّ عينِي

وما أنا بالمصَدِّقِ فيك قولاً
ولكنّي شَقيتُ بحُسنِ ظنّي

ذُو الأَصلِ لا يُعادي ؛ يَتركُ الجَمل بِمَا حَمل.

صدّقني
أنا أتمسك بالأشياء كي لا تفلت،
لكني لا ألاحقها أبدًا إن أفلتت.

يظلُّ الإنسانُ يكتمُ في نفسهِ مؤرِّقات بالِه، ومُبرِّحاتِ قلبِه، ومُحزِناتِ نفسِه، حتَّى يصرخ جسده ويبوح بكلِّ شيءٍ على هيئة إرهاقٍ، وما أشدّ بوح الجَسد.