الصبر والعمل: ركائز الحياة الكريمة في ضوء القرآن الكريم

الحياة مسيرة ملؤها التحديات و الإبتلاءات و في القرآن الكريم نجد خارطة طريق للنجاح والسلام ... تنبع قوة الإنسان وفاعليته من إيمانه المقترن بالعمل الصالح، الصبر، والتوكل على الله.

الإيمان والعمل: الإيمان بمفرده قوة، لكن عندما يقترن بالعمل الصالح، تزداد فاعليته و قوته.
القرآن يبين أهمية هذا الاقتران في سورة العصر: "إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"، مؤكدًا على أن النجاة في الدنيا والآخرة تتطلب الإيمان المترجم إلى أعمال.

الصبر كمصدر قوة: الصبر ليس مجرد تحمل للصعاب، بل هو مصدر قوة وتأييد إلهي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلَوةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". القران هنا يشير إلى أن الصبر والصلاة هما مصدر القوة والسند في مواجهة التحديات.
الصلاة كدعامة: الصلاة في الإسلام ليست فقط عبادة، بل هي سلاح يمنح المؤمن القوة والصبر. "اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلَوةِ"، تذكرة بأن اللجوء إلى الله من خلال الصلاة يعزز من قدرتنا على التحمل والثبات.

التأييد الإلهي للصابرين: وعد الله للصابرين بالتأييد والنصرة يحمل في طياته معاني اللطف والمحبة الإلهية. "إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، وعد إلهي يبعث في نفوس المؤمنين الأمل والثقة بالنصر والتأييد في أحلك الظروف.

محل الشاهد: في زحمة الحياة و تقلباتها، يقدم لنا القرآن الكريم الصبر والعمل الصالح كمفاتح لحياة كريمة و ملؤها السلام، فالإيمان المقرون بالعمل يبني الأساس، والصبر يشيد الجدران، والصلاة يكتمل بها السقف، لنعيش في وطن ملؤه الأمان والسكينة بتأييد من الله.
طالوت الشروگي
١٣ رجب ١٤٤٥هـ

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

▫️"واعْتَصِمُوا" يأمرنا القرآن بالتمسك بحبل الوحدة كفريضة إلهية مشددًا على ضرورة الابتعاد عن الفرقة والتفرق

▫️"بِحَبْلِ اللهِ" - يحث القرآن على أن يكون مركز الوحدة هو دين الله وليس الانقسامات القائمة على أساس العرق أو اللغة أو القومية او حتى الحزب او الفصيل!

▫️"إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ" - يذكرنا القرآن بأن الإسلام كان سببًا في تحول العداوات إلى علاقات متينة من الأخوة والمودة.

▫️"فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا" تبرز الآية الوحدة كعامل أساسي في تحقيق الأخوة بين المؤمنين مؤكدة على التحول الجذري في العلاقات الإنسانية تحت راية الإسلام

▫️"فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ" تعلمنا الآية أن الوحدة بين المؤمنين هي من أعظم نعم الله وتدعونا إلى شكر هذه النعمة والحفاظ عليها

▫️"شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ" تحذر الآية من أن الفرقة والعداوة تهدد المجتمع بالسقوط في هاوية الدمار مشبهةً ذلك بالوقوف على حافة حفرة من النار

▫️"واذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ... يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ" تؤكد الآية على أهمية التفكر في نعم الله كدلائل على هدايته وتوجيهه

▫️"لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" تختم الآية بالتأكيد على أن تذكر نعم الله يفتح أبواب المحبة ويقود إلى الهداية الصحيحة

? طالوت الشروگي
١٨ جمادي الثاني ١٤٤٥هـ
https://whatsapp.com/channel/0029VaJ8jtABVJlBqp1ccz1o

بعد الانتصار..
نستذكر الآية القرآنية العظيمة (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ)، التي من تعاليمها:
الثبات وعدم الضعف، إذ لا ينبغي لنا أن نهن أو نضعف، فعزيمتنا وإرادتنا هي مفتاح النجاح.
صلابة الجبهة الداخلية، فصلابة قلوبنا ووحدتنا هي أساس النصر الذي حققناه.
الموقف من السلام، نحن لا نبادر بالدعوة إلى السلم من موقف ضعف، بل من موقف قوة وثقة.
تذكير بأهميتنا وعلو مقامنا، نحن الأعلون بفضل إيماننا وجهودنا المستمرة في بناء وطننا.
نصرة وعون الله، فهو تعالى معنا يدعمنا في كل خطوة نتخذها نحو تعزيز ديمقراطيتنا.
ضمان ثواب المجاهدين، فكل جهد وتضحية نبذلها في سبيل وطننا محفوظة، الله هو الكافل لجزاء المجاهدين: وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ.

لنتذكر دائماً، أن نجاحنا هو خطوة أخرى نحو مستقبل أفضل لوطننا، وكل خطوة نحو هذا الهدف بعين الله وتحت رعايته.

تفكر وتدبر

? طالوت الشروگي
٦ جمادي الثاني ١٤٤٥هـ

من الآية الكريمة "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" نستلهمُ درساً عظيماً بأنّنا مخيَّرونَ في أعمالنا لا مجبرون، وأنّ أفعالنا تحت رقابة الله ورسوله والمؤمنين، مما يُرسّخ مسؤوليتنا الأخلاقية، فالوعي يحثّنا على التفكير العميق في كل عمل نُؤدّيه، ويجعل من أعمالنا معياراً لتقييمنا في الدنيا والآخرة.

تفكر وتدبر

? طالوت الشروگي
٥ جمادي الثاني ١٤٤٥هـ

(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ)

في الأروقة المعقدة للسياسة، يُعد الإمهالُ لوحةً فنية من الصبر والتكتيك، كأنه يتردد صدى "أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً"
حيث يُقدم الوقت كهدية مؤقتة، تنبئ بتطورات قادمة. غير أن كل لحظة صمت تنطوي على نهايتها الخفية، مرتسمة في"وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ".
ومع تقديم كل تنازل ومحاولة للتفاهم، في مسعى لإرجاعهم إلى صوابهم تجسيداً لـ " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ "، متوجهًا نحو مستقبل محفوف بالوضوح والتبصر.

طالوت الشروگي
٢ جمادي الأول ١٤٤٥هـ

وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

‏يتحقّق النصر في ظلّ التقوی، (أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)

طالوت الشروگي
٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٥هـ