‏موقن إن كل حاجه قابله للإعتياد
‏ما عدا لحظة وداعك عجزت آلف ألمها

‏لحظةٍ فيها الثواني إرتدت ثوب الحداد
‏لحظةٍ خرَّت قواي وما عدا وجْهك هزمها

‏مارحلت إلا وأنا أحسب كم تبقَّى للمعاد
‏وما يهوِّن وحشة أيامي سِوى لحظة عدمها

‏يوم ألْهج بالدُعا وأستودعك ربّ العباد
‏وأذكر إن الله توفَّى روحك وأمره حكمْها

‏كنْ قلبي من حرارة ما شَعر أصبح رماد
‏والملامح شلَّها واقع بكفِّينه لطمْها

‏عشت مابين الوعي والَّلاوعي قصِّة جهاد
‏وإغتراب الرُوح أضرم نار في صدْري حممها

‏ضحكتك صُوتك و وجهك كلِّها كانت ضماد
‏ذكرياتك سلوةٍ فيها لقِت روحي عشمها

‏كيف بأسلاك وأنا ما أفقد بشر ، أفقد بلاد!
‏والحياه رغم اتساع الأرض يخنقني نسمها

‏ من تجرَّع مُر فقدك وإغتراب الإفتقاد
‏ما يلوم المغترب إن لاذ بالذِّكرى وألمها

‏"الخوف يجتاحني.. وجه الطريق أسمر
‏راح اكثر العمر، يا خوفي على الباقي

‏يا صوت لا تلتحف صمتي ولا تصبر
‏قل ما تبي واترك الهقوة على الهاقي

‏والخطوة اللي عن آخر سكتي تقصر
‏ماهيب من طبع رجليني ولا ساقي

‏مانيب من عاش لا يربح ولا يخسر
‏ولا هو ضروري تكون افعالي: أخلاقي"

أنتي أول من سمع صمته وصفّق لـ احتجاجه
‏وأنتي أول من سعى في رجعته ماقال وينه؟

‏وأنتي أول من شرب بيره ولاعذرب هماجه
‏وأنتي أول من ترك قَصره وفضّل بيت طينه

‏وأنتي أول من وطى برَّه وهيجن به وداجه
‏وأنتي أول من سبح بحره ونهّم به كنينه

‏وأنتي أول من تعب لرضاه لو كنتي علاجه
‏وأنتي أول من أعانه يوم قيل (الله يعينه)

‏وأنتي أول،
وأنتي أول،وأنتي أول كل حاجة
‏- يكفي إنّك لو نساه الكون كلّه؛ تذكرينه.

‏الله من جفنٍ عن النوم محروم
‏و قلبٍ رجف بين الضلوع النحايف

‏حاولت أنام ولا تهيا لي النوم
‏النوم و الهاجوس ماهم ولايف

‏ما تستريح العين و البال مهموم
‏ولا يستقر الحال و القلب خايف

‏غديت مثل اللي بالأعدام محكوم
‏ما مات لكنه من العمر خايف

‏انا مفتقد قلبٍ يساير هبوب النود
‏ياحظي لو ان اني مفتقد عقلي الشايب

‏يضيع الشغف لا صار ما يدعمه مجهود
‏مثل ما يضيع المال من غفلة السايب

‏عسى غايتي في ليلةٍ بدرها .. موجود
‏يجيني عوضها ليلةٍ بدرها غايب

‏غريبٍ منهكه و عثا السفر والوجد والحرمان
‏يحسّب خطوة أقدامه من الخوف ومن الريبة

‏تعداه أغلب الظن وتعلق بـ أضعف الأيمان
‏و أخذ من قل حيلة بين تشريقة و تغريبة

‏من يشوف المساري والسهر ملجا وبر أمان
‏لا يجزع لا تغشاه السهاد ولا كثر شيبه

‏يقولون المحبة قابلة للزود و النقصان
‏و أنا أقول الحنين اللي يبي يوديك بيجيبه

‏على ذكراك يا وجهٍ يوقّف دونه النسيان
‏ألين أموت ما أنسى مزاياه و عذاريبه

‏خذاني خل ،خلسة لين سمّحني من الخلان
‏و وصاني ما طول بالغياب وطول الغيبة

‏جرت رجله على الروحه وعينه غورقت تحنان
‏لاهو اللي راح مغصوب ولا هو اللي راح من طيبه

‏ما خلا غير مشروه الحنين وحسرة الندمان
‏وطيفٍ وين ما أوجه يهلي بي و أهلي به

‏يا قلبي مالنا حيلة لا تسالني من الغلطان
‏أنا أصغر ظنوني لو تبي تخطيه بتصيبه

‏أجيه من الزعل راضي يروح من الرضا زعلان
‏غريب الحب مهما صار ما تصفى مشاريبه

‏على أدنى الدون ياخذنا العتاب عناد واستلعان
‏ونخوض فـ بعض ماكنا هواويّة و حبّيبة

‏لا ترجي من حبيبك يا حبيبه شي مهما كان
‏لا صار يذكرك عيبك و صرت تذكره عيبه

‏ولا لي في مشاويرك؛ مسافة دمعة وْتنساب
‏فقدتك كنّك الأخو الكبير، وطوّل الغيبة

‏على الله يوم حطيت الليالي بين ضرس وناب
‏وهقيتك وأنت علمٍ، كم لي أودّيه وأجيبه؟

‏مضى وجهٍ قديم، وضحكٍ إن ضِلّ الزمان وْتاب
‏أعرف إنّي لو تميل المساعي عنك حاضي به

‏حزين إنّي بعد قلبٍ تساقى علمك ولا شاب
‏تشوف إنه جفاف وهو يشوفك من مشاريبه

‏تعب حتى يدور لك؛ عذر، مع كثرة الأسباب
‏ترى ما هو عدوك، يوم عينك؛ ما تهلي به

‏يعرف الفقد، والليل الطويل،ونظرة الكذاب
‏مثل ما هو يعرف إنك هوى داره، وتغريبه

‏تسربل لك جيوش، ولا توقّى قبل لا يرتاب
‏نطح صدر الجموع، وهبّ ذكره، وأهتوى غيبه

‏لقى في نظرتك علم، ولقى في ما لقاه غياب
‏وْقلّط صدره حقوق العتاب، وْجت معازيبه

‏أنا لو ضاعت الدنيا وراك؟ وزادت الأتعاب
‏أجي كنّي؛ صباحٍ، كل هالعالم تهذري به

‏يمرّ الصوت، وأتخلخل مداك، ولا قفلت الباب
‏تجي مثل السحاب اللي يفز القاع من صيبه

‏وترحل، ما لحقك إلّا القصيد وْشرهة الطلّاب
‏وقلبٍ ما يخونه فـ الحياة إلّا تجاريبه

‏أنا ماني بْـ عاقلك الدروب، ولا رضيت أحباب
‏حزين إني أشوفك؛ حق، وأنت تشوفني ريبة

‏جزيت، وفز قلبي؛ أثر قلبي.. ما نساك وْتاب
‏حكيت؛ وضاع صوتي، في رجاك وضاعت الهيبة

‏ولا عاد السهر ملفى، ولا عاد السنين أصحاب
‏تحاشيت المكان، ولا فقد سمعي؛ تراحيبه

‏ تجوّدت بـ سفر ليلك،"وأنا أقول القمر ما غاب."
‏يا عنك إن القمر لو غاب، من هو عاد بـ يجيبه

‏لو إن الغيمة أقفت، ما تلحقت الهبوب عتاب
‏أنا حتى الجفاف إن كان في طارفك؟ راضي به
- محمد السلطان

“هذا أول الليل.. لاتربك سكون الظلام
للنور بعيوني الليلة مسافة سهر

حييت ياساعي الذكرى عليك السلام
لا انفض سمار ليلي طاب معك السمر

شعوري البارحة ..ماكان قدّ المقام
البارحة كانت الساعة بحسبة عمر

كيف أختزل جوهر المعنى بقالب كلام
الا اني انزف مداده من عروقي حبر

للنور يافجري الأول ومسك الختام
لو ما لقا المهتدي لك في قنوته فجر

رتبت رزنامة أحلامي: طيور ..وغمام
ودفتر قصيد وصباح أبيض وورد وعطر

وأخذت صهوة نسايم خصلتك بالخطام
—وشكلتها في سما روحي سحابة طهر—

واستاذن الغي.. يتجاوز حدود الحرام
مزيج كاس الغواية كان ثلج وجمر

وبعثرت عمري على سفح اللقاء والغرام
نزوة وطيش ..ومشاوير وغياب وسفر

قد قلت لي خذني لحربك حمامة سلام
وقد قلت لك: خذني لمجدب شعورك مطر

كنت أدري أني وسيلة ، وأدري أنك مرام
قبل أستميح الليالي ..وأستميحك عذر

وأنزع من الصمت مايشبع فضول الكلام
وآخذ من الحبر مايرضي غرور الشعر

والحين لو شعّ نورك في سكون الظلام:
سفكت دم الشفق لأجلك وطل الفجر”— عبدالله البديري

شعوري أطول من مدى الأيام يالترف الغيور
‏يالله بصبح تزفّه أنسامك و شمسٍ مشرقه

‏آخايل اللهفة على لاماك و سنيني دهور
‏و على ثمانك جيتك اسابق ظلالي و اسبقه

‏أنظرلك بعين العمى و اصونك بصمت الوقور
‏بس الغريب آمرّك بضيقة و آعوّد بغلقة

‏عن حاجتي لو اهرج للناس بالصوت الجهور
‏يمكن يعوّد حبل صوتي مثل حبل المشنقة
- متعب البقيلي

‏كنت بـ اخر محطات الصبر والتعافي
‏وصرت بـ اول محطات الوله ياجميله

‏كم جحدت الدموع ويوم حان اعترافي
‏مانثرته وانا اعدي براس الطويله

‏دمعي اللي مسيله في طريق الخرافي
‏كل ماخلي الجهراء واروح المسيله

‏اعتقد لين هذا الحد بالعشق كافي
‏مابقى لك طريق ولا بقى لي وسيله