"فقاعة"

أمضي بلا طريق
خطواتي حافية مني
يحملني الهواء الذي يُكوِنُني
يدفعني الهواء ..
يختزلني من وزنه
أَمُرُّ بالشمس فأصبح ضوءها
أمر بالشجرة فأصبح لونها
الشوكة حادة
لكنها لن تُخفي شكلي
إلا من ضباب الطريق
لستُ تلك الطبقة الرفيعة
تفتت أناي بفعل الفراغ
تنفس لتجدني
المس الهواء بطريقة شاعرية لتتحسسني
معنى الشفافية يلتصق بي
أنا هي الفقاعة
لكنها ليست أنا .
الفراغ
هو ما حررها
الفراغ
هو ما سجنني .

_ كنزة تجيني

"أن يكون المرء هو أن يرى"

_خورخي لويس بورخيس

تجربة ألم /

تجربة الألم هي رحلة وجودية تتجاوز حدود الجسد لتغوص في أعماق الروح. إنها تجربة فلسفية تحمل في طياتها تأملات عميقة حول طبيعة الحياة، والمعاناة، والمعنى.

تبدأ رحلة الألم بتلك اللحظة الحتمية التي ندرك فيها أننا عرضة للألم والمعاناة. ربما تكون تجربة فقدان عزيز، أو فشل في تحقيق هدف، أو حتى ألم جسدي لا يطاق. في تلك اللحظة، نجد أنفسنا وجهاً لوجه مع حقيقة لا مفر منها: الألم جزء من وجودنا.

الفلسفة تعلمنا أن ننظر إلى الألم ليس كعدو، بل كمعلم. الألم يعرّينا من زيف الأمان المزيف الذي نعيش فيه، ويجبرنا على مواجهة هشاشتنا وضعفنا. من خلال الألم، ندرك أننا كائنات محدودة، وأن الحياة في جوهرها ليست سلسلة من اللحظات السعيدة، بل هي مزيج من الفرح والمعاناة.

في قلب هذه المعاناة، نكتشف بُعداً جديداً للوجود. الألم يدفعنا للتأمل في معنى الحياة والغاية منها. نبدأ في طرح الأسئلة الكبيرة: لماذا نتألم؟ ما الهدف من هذا الألم؟ هل يمكن أن يكون للألم معنى أعمق؟

ومن خلال هذه الأسئلة، ندخل في مرحلة من النمو الروحي. الألم يعلّمنا الصبر والقدرة على التحمل، ويمنحنا رؤية أعمق لحقيقة الوجود. إنه يكشف لنا عن عمق التعاطف الإنساني، فنصبح أكثر تفهماً لمعاناة الآخرين، وأكثر استعداداً لمساعدتهم.

الألم هو تجربة تحويلية. إنه يغيرنا بطرق لا يمكننا توقعها. يعلّمنا أن نكون أقوى وأكثر حكمة. ومن خلال قبول الألم والتعلم منه، نكتسب القدرة على تحويل معاناتنا إلى قوة، وتحويل آلامنا إلى دروس، وتحويل تجاربنا الصعبة إلى خطوات نحو السمو الروحي.

_نسرين تجيني

إلى لينا مزالة

أحب حقيقة أننا نتغير، أحب التغيير و أطمح له و أتمنى لو أنني أتغير دائما و بشكل أسرع و أكثر ما أحبه أيضا هو التخلي و النسيان ما أنا إلا كائن حي يفقد أوراقه دفعة واحدة و ينسى ما كان عليه بمجرد اخضراره من جديد هل راقبت كيف يستمتع البحر بلفظ نفسه على الشواطئ ؟

عندما ذكرتِ بأننا تراسلنا قبل سنتين شعرت بتفاهة الوقت أيام تمضي بنا أو بدوننا نعيشها أو لا نعيشها نقرر أن نتغير فيها أو أن نتصرف كشجرة تقف فوق تربة موحلة ربما علاقتك بالكتابة مازلت كما هي لكن بقدر ما غيرتني ممارسة الكتابة عما كنت عليه من قبل أُجبرتُ على تغييرها لأستمر إلا أنني مازلت عالقة عند نقطة واحدة
لما قد يستمر المرء في الهرب من كل ما يحبه؟

لا أذكر آخر مرة تساءلت فيها عن هذا، كنت منشغلة جدا بالإهتمام بما يتوجب علي القيام به الآن ،مهمة وراء أخرى، دفتر مليء بالمهام، عقل يخاطبني بلغة الإنجاز و شيء قديم صغير حقيقي مني أقفلت عليه في مكان ما بداخلي ... "ما أحتاج القيام به أهم مما أحب فعله" لقد توقفت حقا عن الإهتمام بما أحب فعله و الآن لا أعلم كيف أوقف هذا.

عندما توقفت عن ممارسة الكتابة أردت أن أكتشف أي نسخة كنت لأكون دونها، دون عملية النظر إلى نفسي من خلال الكلمات و لقد كان ذلك هروبا حقيقيا من أكثر التجارب التي كونتني بالرغم من أنني مازلت أمقت نظرة الآلة للآلة إلا أن العالم سيستمر في تدويرنا و إعادة تدويرنا إلى أن يصنع منا ما يشاء .

كتبت لي مرة بأن كافكا يكتب عندما تنازعه الظروف الخارجية و حين يضيق به الوقت على عكسك فالكتابة بالنسبة لك امتداد للزمن و لحظات توقف و عودة و أكثر ما تأخذين وقتك في فعله، إنني لا أدين للكتابة بشيء، أنا أكتب لأرى، تلك الرؤية التي تشغلك عن العيش ستار في شق العالم يطل على كل ما يحتاجه هذا العالم: "الرؤية" .

ما أصعب الكتابة.

_ كنزة تجيني

لو كنت النسخة الأنثوية من مورسو، ما الذي كنت لأفعله بكل هذا اللاشعور؟
أنسى تناول فطوري الصباحي.. أفجر رأسي لأنه يسرق من عاطفتي حقها في الخلق و اتخاذ القرارات!

غالبا ما سأفكر في النجاة من يومي بعيشه، أتصفح المجلات، أضع كحلا، أنسى الرد على رسائلي، أحاول أن أكون طيبة و أقلل من وقاحتي، أتخيل شرايين قلبي و هي تنفجر من البرود و عقلي بمطرقته الضخمة و هي تضرب على جمجمتي.. الأصوات الكثيرة و الهدوء الذي أحتاجه..

كلاهما، الشعور و فقدانه يُحضران الجحيم، إدراك ذلك أو جهله، كلاهما يُحضران الجحيم أيضا كما أن إدراك فكرة تأصّل الجحيم فينا لن يساعد كثيرا. لو كنت النسخة الأنثوية من مورسو لكنت جالسة الآن على شاطئ مدينة الجزائر أفكر في: كيف يمكن للحياة أن تكون هادئة معي حد التفكير في جعل أنفاسي من أنفاس أمواج البحر الذي يتغنّى بأسراره أمامي!

• كنزة تجيني

هنالك أيام أقضيها في التأمل في ماهية الوجود، و هي الأخف لدي شعورا بأن تكون بشري ..أتساءل عما تعنيه الإنتاجية و الوقت و الإبداع و السطوع و إنجاز أكبر قدر ممكن من المهام في اليوم ؟ صحيح بأنني غالبا ما أجد نفسي منغمسة في حياة البشر تلك و لو أنني غير مخيرة و لا أملك سبيلا للهروب من شاكلتي هذه ، إلا أن التمهل و الاستمتاع و التساءل عن قيمة كل لحظة أعيشها و كل عمل أؤديه أمر أملك خالص الحرية في القيام به،أمقت نظرة الآلة إلى الآلة تلك،في كل مرة يسألني فيها شخص ما عن ما أنتجت في يومي أرغب في القول : تنفست و تأملت السماء . هل هذا قليل !

_ديسمبر 2023

بعد فترة ليست بقصيرة من الركض وراء مفاهيم العالم الجديدة، الإنتاجية و الإيجابية و التحرر من قيود الذات الإنسانية الشاعرة التي مازالت تنزف و تتنهد و تركض معي في طريق النجاة، أو هذا ما ظننته، عدت مجددا للمرة الألف و ككل مرة و التفت عائدة إلى ضوء الكلمة و إلى تساؤل المعنى .
إنني لا أدين للكتابة بشيء لكنها تعاملني معاملة المحدق إلى أصله و أنا لم أتعرف على نفسي إلا من خلالها، الكتابة التي يمارسها المرء و هو يحدق في الفراغ ليفتح من الكلمة بابا لألف معنى، الكتابة كأن أزفر بعد استنشاقي ما وقفت على هامش العيش من أجل ملاحظته، إلا أنني اعتقدت مؤخرا بأن الحياة وجدت لتعاش و لم أدرك حلاوة ما كنت فيه من قدرة على الملاحظة دون الخوض في التجربة.

_ جوان 2024

من فترة و أنا أفكر في تسجيل بودكاست يتعلق بالكتب و النصوص و بقراءات لنصوصي .. اليوم خطيت خطوة صغيرة باتجاه هذه الفكرة أتمنى تحبوها ?

سبوتيفاي
https://open.spotify.com/show/2fENO0ZO7s3S7yVOeOK7pu?si=muFGERQvSVCr7pbHbwYQXA

يوتيوب
https://youtube.com/@user-do6bn3nc5l?feature=shared

هذه العيون المشردة
إستقرت في ظلام ليلك

الأصفر لون شِعريّ
أصبغ به جلدي
و ألون به نصوصي
الأصفر لون جثّة

التفاحة الذابلة،
وجهي
مركز خلق الغموض
البذرة
تركض باتجاه الأرض
فتنمو فاكهة سوداء :
الأصل
مختبئ في البذور

تشققات بيضاء و حمراء
صبارة ميتة
شفتي
صحراء قاحلة
يستقر فيها
الندم .

الذات
التي ترقد فوق ظلك
أنتِ

الشجرة المكسورة الغصن
لا تحسد ظل يدك

ثلاثة جدران
بشكل مثلث
أنتِ
وجهك
و ظلك

الصباح
الذي لا تشرق فيه الشمس
زهرة عباد شمس
لم يُلقى في حضرتها قصيدة

المرآة
التي تسحب مني الحياة
وقفت أمام إنعكاسها
و كتبت هذا النص.

2021

_كنزة تجيني

التالي مجرد تشويش

في تحليل النصوص و الصور قطرة من أعماق التعقيد، النفس البشرية بكل عوالمها و غموضها مخاوفها و تهديدات الواقع لها من جهة و الخيال من جهة أخرى، الألم، الحسرة، الخسارة الشعور بعدم الإستحقاق، الحب، الندم، تمريرة لون أسود أو أخضر، لون الحياة بعد الاستفاقة من ذكرى كان لابد من عيشها، بيت شعر و نص عنوانه كلمة تسبقها مبالغة في شعور كان لابد من الملل أن يخلقه و صوت الشجرة تتسابق مع أمنياتها في التحليق مع فراغ الهواء و الحمامة البيضاء تحط على سقف مبنى تطل عليه نافذة لشاعر لا يكتب و لا يغني، ترمش مرة فتزور ظلام اللامعنى.. المشاعر التي نخلقها لنستمر و تلك التي تهاجمنا عند لحظة مزدحمة بالرضا.. و لي رغبة في قول المزيد: شخص يحاول قتل ملله بلوحة فيُنتج فكرة ليست عن كيف يمكن لكائن بشري أن يحس بالوحدة كحشرة تستلقي تحت سريرها خوفا من السطح، كما رغب، و لكنها تبدو كحشرة حاولت الزحف نحو العيش فهددها الموت فبقيت و اكتفت بطعامها و بوحدتها طعام لوحدتها.
و في ليلة بسيطة الظلام قد تكتب سعادة ما عن وِحدة غزيرة قديمة، لا بد من العيش أولا ثم التفكير.. الشِّعر بعد الشعور و قبله التجربة ثم التفكير.
مع التجربة تزدحم عوالمنا
و عند الشعور تتصافح
و في لحظة الشِّعر تعانق الكلمة مصدرها
و بالتفكير في كل ما سبق نعيد خلق تشويش لبداية لم تنتهي.

_كنزة تجيني

«لا أحد ينزل مرتين إلى النهر نفسه»