‏لا شيءَ أقتَلُ لنوازعِ الخيرِ في نفوسِ الكرماءِ من نُكرانِ الصنيع، وقد أفصحَ عن هذا يحيى بن طالب إذْ قال:

‏يُزَهِّدُنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ صَنَعْتُهُ
إِلَى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشُّكْرِ.

- وأكملُ الخير؛ في صُنْعِ المعروف دون انتظار جزائه. ‏﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا ﴾.
ٖ

- وردَ في كتاب الأمالي لأبي علي القالي أنهُ قِيلَ لأعرابي:
مَن لم يتزوج امرأتينِ لم يَذق حلاوةَ العيشِ، فتزوجَ امرأتين،
ثم نَدم، فأنشأ يقول:

تَزَوَّجتُ اثنتينِ لِفَرطِ جَهلِي
بِمَا يَشقَى به زَوجُ اثنتينِ

فقلتُ: أصيرُ بينهما خروفًا
أُنَعَّمُ بين أَكرَمِ نَعجَتَينِ

فصِرْتُ كَنَعجَةٍ تُضحِي وتُمسِي
تُدَاوَلُ بينَ أَخبَثِ ذِئبَتَينِ

رِضَا هَذِي يُهَيِّجُ سُخطَ هَذِي
فَمَا أَعرَى مِنَ احدَى السُّخطَتَينِ

وأَلقَى في المعِيشَةِ كُلَّ ضُرٍّ
كَذَاك الضُّرُّ بينَ الضَّرَّتَينِ

لهذي ليلةٌ ولتلكَ أُخرى
عِتَابٌ دَائِمٌ في الليلَتَينِ!

فإنْ أَحبَبتَ أن تَبْقَى كريمًا
مِنَ الخيراتِ مَملُوءَ اليَدَينِ

وتدركَ مُلْكَ ذِي يَزَنٍ وعَمْرٍو
وذي جَدَنٍ ومُلكَ الحَارِثَينِ

ومُلْكَ المُنذِرَينِ وذِي نُوَاسٍ
وتُبَّعٍ القَدِيمِ وذِي رُعَينِ

فَعِش عَزَبًا فإن لم تَستَطِعهُ
فَضَربًا في عِرَاضِ الجَحفَلَينِ .

صلُّوا عليهِ وسلِّموا كي تغنموا
عشراً وربُّكَ واسعٌ بعطائِهِ

يا ربّ صلِّ عليه ما انتشرَ السّنا
واستبشرتْ أُممٌ بفيضِ ضيائهِ.ﷺ
ٖ

صلَّى عليكَ اللهُ ما ابتسمتْ لنا
شمسٌ وما احتجبتْ بِسِترِ غَمامِ. ﷺ
ٖ

إذا كان الوضوءُ سبباً للمغفرةِ والمشيُ إلى الصلاة يرفعُكَ درجةً ويحطُّ عنك سيئةً، وانتظارك للصلاةِ بعد الصلاةِ رباط، والدعاءُ بين الآذانِ والإقامة لا يُردُّ، وبعد الصلاةِ تدعو الملائكةُ لكَ ..

‏- فما ظنك بالصلاة نفسها ؟
ٖ

نَصَبَ الحَنينُ بأضلُعِي أوتارا
فَعَزَفتُ لَحناً بالصّلاةِ جِهَارا

صلَّى عليه الله ماحَرفٌ غَدا
يَصِفُ الجَمَال ويَنثر الأشعَارا. ﷺ
ٖ

يا خيرَ رسْلِ الله يا تاجَ الورى
لمّا ذكرتكَ زالتِ الأكدارُ

صلى عليك الله في عليائهِ
ما أشرقتْ من هديكَ الأنوارُ
'

رأى نحْويٌّ رجلاً ضريرًا بسوقِ بغداد، يسألُ الناسَ قائلاً:

ضعيفًا، مسكينًا، فقيرًا، ضريرًا ...
فقالَ لهُ: يا هذا...علامَ نصبْتَ (ضعيفًا، مسكينًا، فقيرًا، ضريرًا)

فقال الرجلُ: بإضمارِ اِرحَمُوا.

قالَ النحويُّ: فأعطيتُهُ كلَّ ما معي من نقودٍ فرحًا بما قال!
ٖ

الله خصّ محمداً و اختارهُ
أعلى على كلّ الورى مقدارهُ

أعطاهُ فضلًا لا يُرام و زادهُ
فاز المحب إذا اقتفى آثارهُ

أكرم به نوراً يضيء لحائرٍ
فاقرأ شمائله و ذق أنوارهُ

صلى عليه الله ما طيفٌ سرى
أو حنّ مشتاق له أو زارهُ
'

‏كلّما ضعف إقبالُ العَبد على الله وفترَ عن دُعائه والتضرُّعِ إليه؛ تعسَّرت أموره، وتشتَّت قلبُه، وأصبحت الفِتن تقلِّبُه يمنةً ويَسرة، وكثُر منه الزَّلل والميل، ومن اعتصمَ بالله؛ حماهُ ووقاهُ، وثبّته على سبيلِ الحقِّ حتى يلقَاه.

حُثّ الخُطى نَحْوَ الإلهِ ولُذْ بِهِ
إنّ الإلهَ يُجيبُ منْ ناداهُ.
ٖ