"اللّهُمَّ ارحم غُربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم قيامي بين يديك"

إلهنا..
يا ربّ عبدك قد أتاك وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا
وقد استجار بذيل عفوك من عقابك مذ جفا

ربّ اعفُ عنه وعافه، فلأنتَ أولى من عفا..

وبالله ندفعُ ما لا نطيق..

الداء والدواء ..

إنَّ ‏كل ما يجري في العراق والشام وفلسطين واليمن وعموم ديار المسلمين له حكمة ربّانية بليغة تَعجز عقولنا عن إدراكها.
فالأرض أرض الله، والضحايا عبيده، والظالمون في قبضته وتحت سلطانه وقهره!!

فإذا أردنا أن نفهم أدنى اليسير من حكمة الله في هذا الأمر فلنتدبّر قوله تعالى: "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض"

فما هو هذا الابتلاء والاختبار وكيف عساه يكون؟!

يتجلّى ذلك في قوله تعالى: "ولنبلونّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم".

إذاً هو بالعودة والرجوع إلى الجهاد ومقارعة الكفار والصبر على ذلك والثبات عليه وتوطين الأنفس على البقاء على ذلك ما بقيت الأنفس تشهق وتزفر والأعين تطرف والعروق تنبض، حتى يرى الله منّا خيراً فيرضى، وليس جزاء الرضى إلا الرضى.

فلا يظنّنَّ أحدٌ أن النصر سيأتي أو الظلمَ والذلَّ سيرفعان ما لم ترجِع الأمَّة إلى أمر دينها وهو الجهاد في سبيل الله وهو ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "حتى ترجعوا إلى دينكم".

ولا تشغلوا أنفسكم بعد ذلك بموعد النصر فهو آتٍ لا محالة إذ هو وعده سبحانه، وأشغلوها بمدى قربكم أو بعدكم عن أداء واجبكم في نصرة دين الله والمستضعفين من المسلمين.

فلا يكاد المرء يعرف دواءه مالم يعرف داءه، فمتى ما عرف الداء أوشك أن يعرف الدواء فتداوى به فشفاه الله.

‏"واللهِ ما في الكونِ بدرٌ مثلُهُ
‏ صلّوا بلا شحٍّ عليهِ وسلّموا" ﷺ??