"بعد سُهاد الليل الطويل ينبلج الصباح ضاويًا، يُعلن بدايةً جديدة، وفجرًا جديدًا، وفرَجًا قريبًا، مُشرقًا بأملٍ ينسلّ على الدنى والقلوب من بزوغ الشمس، بعد مغيبٍ حلّ عليهما؛ فيُسلّم المرء أمرَهُ لمَن بيده المشرق والمغرب!

بك نحيا وبك نموت وإليك النشور ربّنا"

يشعر الإنسان أن آخر بصيص أمل فُقد، وأن يديه لا حيلة لهما، وأن كل شيءٍ يسير عكس ما يريد، حتى يتذكر

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْء في السماوات ولا في الأرض﴾

فيستريح قلبه، ويرتاح عقله، ويهدأ خاطره؛ لأن له ربٌّ قادرٌ على كل شيء.

رُبّ سائرٍ عاثرِ القدمين، دامعِ العينين، مُغبرّ الكفّين، خطوُه في الأرض، وقلبه في السّماء..
‏
ما زال يَعبُر فيعثر، ويكبو فيقوم حتىٰ يبلغ من السّداد أرشده، وتنادي السّماء للأرض:
"هذا عاثرُ الأمس عرج حتىٰ وصل!"

"علَّمتنا الشَّدائد أنَّ الله أقرب، علَّمتنا من يحبّ أكثر، من يحبّ أصدق، علَّمتنا من يصحبنا في اللَّيالي الموجعات بدعواته، ومن ينام دون أن يلحظ صوتًا لجراحنا، تُعيد الشدائد ترتيب أرواحنا وعلاقاتنا كلَّ مرة، الحَمْدُ للّٰه."

‏"أرجو أن يُشرق لنَا الفرج من عُمقِ الكرب، ويُجلَى مرّ عسرٍ بحلو يُسرين، وتغالب السَّعة الضِّيق، واللُّطف البأس .."

"في الحياة ما لا يمر إلا بالعفو والصفح، وإنه لشديد، وما لا يُقبل إلا بالتسليم، وإنه لعظيم!

فإن بسطت يد الفكر والسؤال لتفهم، تلعثمت فيك نفسك وتضرمت بوسواسها، وآل أمرها إلى الضعف والعجز!

ومتى تلقيت القدر من يد الله سكنتَ ولبستك هدأةٌ بقيعية، وإن تلقيته بإناء العقل انكسر لضعف بنيَة الفخَّار!

وقد ذكر ربنا خلقتك في سورة " الرحمن" مشبهًا بالفخار، فارفق بضعفك وارحم نفسك!"

"فرج الله يأتي بالوقت الذي لا تحسبه نهائيًّا يأتي بشدة تعبك، وفي لمحة بصر تنسى كل همك !
استشعر معية الله ولا تُحمّل نفسك فوق طاقتها فَـ والله لو فكرت ما فكرت لن تغير شيئًا، اهدأ واسعد بفرصة في هذه الليالي واحمد الله"

"لِكي لا تُصاب بالجنون أو الاكتئاب مِن هذه الأحداث الغريبة المتصاعدة بعد فتح سوريا ثم ضرب إسرائيل لدمشق في نفس اليوم؛
حافظ على مناجاتك، ويقينك
وثقتك بِربّك.

قد استعان الخنازير بالسلاح واستعنا نحن برب العالمين وسنرى لمن الغلبة.

إنا لله والحمدلله أننا له."

"دُلَّني يارب .. كما تدلُّ نملةً ضريرةً إلى حبةِ سكّر،
‏وقمرًا تائهًا إلى مداره، وطيرًا مهاجرًا إلى بلاده،
‏وعبدًا عاصيًا إلى إيمانه، وليلًا طويلًا إلى نهاره.. دُلَّني إليك".