بِسْمِهِ تَعَالَى:
نظرًا لتركِ هذه القناة، وكان تخصيصُها مُنْصَبًّا على الموسوعةِ المهدويّة، ونظرًا لضيْقِ الوقتِ عن تقديمِ الفوائدِ المتعددةِ منها، فقد تقرَّرَ أن تُخَصَّصَ القناةُ لفكرِ السَّيِّدِ الشَّهيدِ في شتى أنواعه، ليكونَ نورُه هاديًا للسائرين، ومَعينُه نَهْلًا للراغبين.

حزن الثگالى

رَحِمَ اللهُ شِيعَتَنَا.
شِيعَتَنَا وَاللهِ هُمُ المُؤمِنُونَ، فَقَدْ وَاللهِ شَرَكُونَا فِي المُصِيبَةِ بِطُولِ الحُزْنِ وَالحَسْرَةِ.
١٨ رجب ١٤٤٥هـ.

ببركات مولانا الحجة

2k ?

لأنَّ أنفاسَهُ.. مِن بعضِ أنفاسِكْ
وبأسهُ يا أمينَ الروحِ مِن بأسِكَ
يَا سيدي نصفُكَ الثاني إليكَ أتىٰ
لا شكّ أنّكَ مِشتاقٌ لـ "عبّاسِكَ"

لا تعدوا علينا شهداء، ففي كربلاء الكل أستشهد، فاصبحت كربلاء أيقونة التاريخ ومنها الموالين يستمدون العون والقوة والإرادة وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الله عز وجل، واليوم يحصل هكذا فكانت دماء السيد الشهيد حسن نصر الله ودماء السيد الشهيد هاشم صفي الدين وقبلهما السيد عباس الموسوي والسيد موسى الصدر كلها تضيف العزم والإرادة عند المجاهدين فنحن نقدم القادة قبل الجنود.

كنتُ أعرفُ انَك هناك، لم أكن أعلم ذلك.. وحين علمت.. علمتُ أيضًا أن كل شيء سيتغير

كنتُ أعرفُ أن الإيمان هو التسليم.. لم أكن أعلم ذلك.. وحين علمت، علمتُ أيضًا أن التسليم هو تسليم لما يريده الحق، لا لما اُريد.. ولا لما أتمنى.. لن يحدث أبدًا في هذا الطريق ما أريد، أو ما أتمنى..

كنتُ أعرف ذلك، لم أكن أعلم.. وحين علمت.. علمتُ أيضًا: من العبث أن يطلب الإنسان بعد السجود في الصلاة.. أو يتمنى، أو يريد

يرمز السجود.. بوضع الرأس على الأرض أمام الحق الأوحد.. إلى التسليم التام، وفي التسليم التام أمام المحبوب الأوحد.. لا يجوز الكلام، ولا الأمنيات، ولا الإرادة، وكان أحد الكبار يقول "تذكّر ما دمت هنا.. ليس مسموحًا لك أن تذكر أي شيء آخر"

كنتُ أعرف أنك هناك.. في الأعالي يا رب حيث لا يمكن أن نراك.. كنتُ اقرأ تسليم إبراهيم في القرآن "أسلمتُ لرب العالمين" دون أن أفهم.. وحين علمت.. علمتُ أن تسليم إبراهيم وهو يُلقى إلى النار دون أن يطلب.. دون أن يسأل.. دون أن يتمنى.. هو سبب للقول حينها "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ"

كنتُ أعرف أن كل ما عرفته إذا علمته تلاشت المعرفة كالسراب، السراب الذي "يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ"

كنتُ أعرف.. لم أكن أعلم.. وحين علمت.. علمتُ أيضًا.. أن الحسرة التي في قلبي.. ستبقى حسرة مخلوطة بالرجاء إلى الأبد.. قال زين العابدين عليه السلام مرة "إلهي كيف ادعوك وأنا أنا.. وكيف أقطع رجائي منك وانت انت.."

?: الحقيقة والتبيان في شخصية كيان .

تأليف: لَيْث بْن عَلِيّ .

أتسَاءل عَن العالم، كيف وصل مرحلة الاعتياد وبأيّ لُغةٍ بدأت هذه الكلمة، وكيف نسيّ أنّ البُوصلة أهمّ من الوقت وأنّ كُلّ بدونها ما هُو إلا سراب وأنّهُ إن اعتاد الرقص على ألحان الموت سيُفنى.
ودائمًا ما أستغرب كيف تُزرع ابتسامة في وسط الألم، أحقًا الإنسان كائن حقير يعتاد كُلّ شي؟ أم أنّه وبطريقةٍ ما لَم يعتد سوى حقارته فمَن يتوضأ بماءٍ نجس لَن يهتم بكون صلاته صحيحة أم باطلة، فالأساس باطل.
أتساءل وكأنّهُ سؤالي الأوحد، كيف بدأ الكون باعتياد الألم، أهي منذ الجريمة الأولى أم أنّهُ منذ أن اختار الأنسان عجرفته ونفسه فوق الأشياء؟ كيف يرى المرء الباطل ويبتسم له بدون إنكار، أهو خوف من مواجهةِ النّفس؟ أم خوف من غربلة الأشياء لتصلّ نحو الحقيقة؟ أوليست الحقيقة هي كلّ ما سعى له الإنسان القديم والحَالي؟ فلمَ الآن يهرُب منها بين بساتينها مُعلنًا لها أنّها هِي الموتُ الوحيد مُتناسيًا عقيدته التّي أشادت بأنّ الحقيقة ليست سوى موتًا رحيمًا خير من ألف موت جهال.
ويكمن السُؤال الأخير في وحدة المرء في اختياراته، فيكون وحيدًا جدًا لأنّ أمامه طريقان إما الباطل المليء بنشوة السعادة المُؤقتة وإما الحقّ المليء ببرد الوحشة القارس. وهُنا تستوي الأشياء وتتباين وعلى أساسها تُعقد الأمُور، فإما أن يختار حفته أو حتفه. وشتان بينهما.

كم هاتفٍ باسم الشريعة
قـد شـكت مـنـهُ الشريعة
خــدع الأنـــــــام بجـهـلـه
وأجاد في طرق الخديعة
اتــــرى تـجـيء فـجـيـعـة
بأمضٍ من هـذي الفجيعة