"مالا يُنال بالأسباب يُدرك بالدعاء، وبين ماترجوه وماتستحيله.. أمرُ اللّٰه"

‏عند أول قدمٍ نضعها في الجنة إن شاء الله:
‏ستطوى صفحة الأحزان إلى الأبد فلا بلاء، ولا خَوف، ولا ظُلم، ولا تكليف، حتى هذا الفراق الذي يحاصرنا سينتهي، و تُنسى مرارة المجاهدة ، وتجاعيد السنين، لتبدأ رحلة النعيم الأبدي في جوار أكرم الأكرمين.
‏ألا يستحق كُل هذا النعيم ثباتُ أيّام قلائل؟!

صباح الخير، ثمّ:

"ولتكن لا حول ولا قوة إلا بالله ذخيرة نزالاتك، وعصاك التي تضرب بها حجر مصاعبك؛ حتى تنفجر لك منها تياسير ربّك"

بينّ دعوتك والأستجابة " حسنّ ظن بالله "

‏لا تعجل !
‏سيجيب الله دعوتك ، لن يخيّب الله ذاك الصوت اللّحوح ، و تلك الدمعةِ الصادقة ، إنني أرى في عتمتك صباح .
‏

‏{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ}

"‏بين ثنايا العُمر ؛ قلّبْ عينيك جيّدًا
‏فكم من "هُنالك” انتظرتْك ولم تجُدْ عليها بالوصل، لمْ تكن تُريدُ منك سوى أنْ تُدْركها بنفحات منْ طيب دُعاء "":??

وأنت مُسافر في بحرِ الحياةِ برحلةٍ طويلة، فجأةً..يضطربُ الموجُ ويعلو، تُداهمُك العواصفُ من كل جانب، ينكسرُ مركبُك وتتحطمُ أشرعتُك! تقذفُك الرياحُ بين أمواج لا ترحم، وتظُنُ أنك غارق لا محالة..!!
تضيقُ عليك المنافذُ كُلها، وتُسدّ كُل السُبل في وجهك!
لكنك تنظرُ للسماءِ بعينٍ راجية، وتمدّ يديك مُتضرعاً لربِّ السماءِ أن يُنقذك..
عندها تتحولُ ذراعاك لجناحين من نُور، وتعلو في السماءِ تُقاومُ العواصفَ بصبرٍ وعزيمة..
برحمةِ ربك ولُطفه تُحلّقُ في فضاءٍ ليس له مدى..

- أتظنُ ذراعاً مددّتها لله ترجعُ خائبة..؟!

‏لا تهمل قلبك:

‏تحسَّس مواضعه، لا تُثقِل عليه، فهو لا يحتمل أن يبتعد عن رحاب ربِّه..
‏إياك .. إياك .. أن يخرج عن حِمى الله، أغلق عليه كل المنافذ وحصِّنه بالذكر، هذه المضغة هي أعز ما تملك، لو فقدتها ما قام لك شأن في الدنيا ولا في الآخرة .. وتكون صفر الأيدي يوم القيامة!

"واعلم أنّ الله سُبحانه يرى تقلّب وجهك في السماء، ويسمع أزِيز صدرك ونشيج حَاجتك، فلا تفارِقنّ رحال الدُّعاء،
وأبشِر" .