ومتى أيقن الإنسان أن قَدَرَه مكتوبًا وأن الله قد اختار له الخير في شأنه كلّه, وأنه لو فُتحت له مفاتح الغيب فقرأها لما اختار إلا ما اختاره الله له, تهادت عليه حُلل الطمأنينة والرِّضا, وغشيهُ امتنان لله على ما قدَّرهُ له وكتبه, فطيبوا بذلك نفسًا.

بلغك الله رمضان فلا تفرّط ، أقلل من الناس وتفرّغ للقرآن، استعد وتقوى للقيام بين يدي الله هيّئ من مالك ما تجود به على كل ذي حاجة، اعقد العزم على ألا يفارقك رمضان وأنت نفس الشخص بل يزيدك قرباً من الله ، توكل على الله في كل ذلك واسأله صادقًا أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

لايزال المؤمن يغالب نفسه ويجاهدها في اقباله على القرآن حتى يسهل عليه ويجد فيه أنسه وانشراحه ولذة قربه من الله! قال الإمام ابن حجر رحمه الله " الذي يداوم على تلاوة القرآن يذل له لسانه، وتسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة، وشقت.

‏- اللهم ارزقنا لذة العيش مع القرآن .

كان الربيع بن خُثيم يميط الأذى
عن الطريق ويقول
هذا لأمي وهذا لأبي .
‏ ( يقصد ثواب العمل )
ــــــــــــــــــ
(رب إرحمهما كما ربياني صغيرا)

من عجائب بركات القرآن: أنك كلّما زِدت في وردك القرآني كلما اتّسع يومك وزادت بركته، وكلّما أهملت وردك بحجة الانشغالات وضيق الوقت، كلما ضاقت عليك ساعات يومك!

‏﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك .. ﴾

وكأنَّ حسن الظنِّ بالمولى شقٌّ صغير ينظرُ خلالُه المؤمن إلى الدنيا رغم جدارِ البلاء الذي يسدُّ طريقه .. حتى وإن ضاقت عليه نفسه، وانسلَّت أسباب الأمل من بين يديه، وكاد أن يفرّ -من نفسه!- من الضيق الذي يواجهه، ما إن تنصاع روحه لظنِّه الحَسَن بربه إلا ويطمئن قلبه، وتهون عليه شدّته.