يقول عنترة بن شداد في قصيدته الفروسية التي يفخر فيها بنفسه وشجاعته:

حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا
فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً
يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ
لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا

مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي
وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا

قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قُربانَا
‏لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

‏والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
‏هل هانَ حُلْمُكَ أم أنتَ الذي هانَا ؟

‏كيف اللقاء وقد شطّت بنا السُبُل؟
‏وذرّفت من دمٍ في ليلها المُقَلُ

‏مرابع الروح ما جفّت شواطئها
‏وذكريات لنا في الصدر تشتعلُ

‏يا دار فيك تركنا بعض مهجتنا
‏فهل للقياك يبقى عندنا أجل؟

سأترك وصلكم شرفاً وعِزاً
‏لخِسة سائرِ الشركاءِ فيهِ

‏إذ كَـثُر الذبابُ على طعامٍ
‏رفعتُ يدي ونفسي تشتهيهِ

‏وتجتنبُ الأسود ورود ماءٍ
‏إذا كانتِ الكلابُ يَـلُـغـن فيهِ

سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَماً
وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ

رَأَيتُكِ مَرَّةً تَهوَينَ وَصلي
وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي

وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ
يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ

فَإِن يَكُنِ الصَوابُ لَدَيكِ قَتلي
فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ

العباس بن الأحنف

كَوَاكِبُ اللَّيْلِ لَاحَتْ لِنَّاظِرِهَا
وَبَدْرُ وَجْهِك عَنِّي الْيَوْمَ مَفْقُودُ

فَهَلْ تَرَانِي أَرَى مِنْ بَرْقَهِ خَبَرًا
أَمْ أَنَّ قَلْبِي بِالْأَوْهَامِ مَوْعُودُ

أعلِّمُهُ الرِّماية كُلَّ يَومٍ
فلمّا استَدَّ ساعِدُهُ رَماني

و كم علمتهُ نظمَ القَوافي
فلما قال قافية هجاني