هل تشتَفِي منكَ عينٌ أَنت نَاظِرُهَا
قد نالَ مِنهَا سوادُ اللَّيلِ مَا طَلَبَا
ماذا تَرىٰ في مُحِبٍّ مَا ذُكِرتَ لَهُ
إِلَّا بَكىٰ أو شَكَا أو حنَّ أَو طَرِبَا
يرىٰ خَيَالَكَ فِي المَاءِ الزُّلَالِ إذَا
رامَ الشَّراب فَيُروىٰ وهوَ مَا شَرِبَا

يا قَلبُ إِنَّكَ في دُنيَاكَ مُرتَهَنٌ
فَكَم تَخُوضُ بِأَسبَابِ الهَوى وَهَنا
إنَّ العُيُونَ الَّتي كانَتْ تَقُولُ لَنا
قُولًا فَصِحْنَ بِتَودِيعٍ وَقَدْ بُحْنَا
فَلَيتَ شِعْرِي هَلِ الأَيَّامُ تَجمَعُنا
أَمْ أَنَّ دَهْرِي بِأَسْقامِ النَّوَى مُلْحِنا
وَهَلْ أُلاقيكِ وَالأَقدارُ تَرفَعُنا
أَمْ أَنَّ حَظِّي مِنَ الدُّنيا تَعِبْنا

نَتَرَتْ صُروفُ الدَّهرِ عِقدَ نِظامِنا
فَنَثَرْتُ دَمعي وَهوَ فيكَ قَليلُ
شَطْرُ الفُؤادِ حبيبُهُ فَإِذا نَأى
نُهِكَ الفُؤادُ فَطُلَّ مِنهُ قَتيلُ
طالَ انتِظاري وَالحَياةُ قَصيرَةٌ
وَكِلاهُما سَبَبٌ عَلَيَّ ثَقيلُ
وَيْلاهُ قَدْ ضاعَ الزَّمانُ فَساقِطٌ
يَومٌ يَمُرُّ وَلا يَراكَ خَليلُ
رُكنُ الحَياةِ نَعيمُها إِنْ لَمْ يَكُنْ
فِي العَيْشِ طِيبٌ فَالحَياةُ فُضولُ

عَلِمْتُ مِنَ الأَحْدَاثِ أَنَّ الْهُدَى عَمًى
وَأَنَّ ابْتِسَامَاتِ الزَّمَانِ خُدُوعُ
وَرُبَّ عُيُونٍ وَهْيَ دَعْجَاءُ أَغْمَضَتْ
وَجِيدٍ لَوَاهُ الْكَرْبُ وَهُوَ تَلِيعُ

مَازَالَ يُؤْنِسُنِي خَيَالك كُلَّمَا
فَاضَتْ بِي الذِّكْرَى وَطَالَ عَنَائِي ..

لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ
ما بِتُّ مِنْ خَوْفِ الهَوى أَتأَلَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي
مِنْ ناظِريْكَ وفي فُؤادِي أَسْهُمُ
دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَواكَ وَهُمْ عِدىً
وَلأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكْرَمُ .

أَبُدِّلَ اللَيلُ لا تَسري كَواكِبُهُ أَم طالَ حَتّى حَسِبتُ النَجمَ حَيرانا يا رُبُّ عائِذَةٍ بِالغَورِ لَو شَهِدَت عَزَّت عَلَيها بِدَيرِ اللُجِّ شَكوانا إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى…

أَبُدِّلَ اللَيلُ لا تَسري كَواكِبُهُ
أَم طالَ حَتّى حَسِبتُ النَجمَ حَيرانا
يا رُبُّ عائِذَةٍ بِالغَورِ لَو شَهِدَت
عَزَّت عَلَيها بِدَيرِ اللُجِّ شَكوانا
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

وَمَا فَرقُ بَعضِ العِشْقِ عَن كُلِّ مِيْتَةٍ
سِوَى  أنَّهُ  يُبقِي   عَلَيكَ   بِلَا    قَبْرِ!

تقول العرب :
«تَبَغددَ فلان علينا».
كناية عن تكبّره بسبب النّعمة، إذ كانت بغداد مدينة يُضرب بها المثل في الثّراء والتّرف.
ويقالُ : تَدَمشقَ فُلان، أي : تزيَّن، نسبةً لدمشقَ الجميلة.

وفي هذا قال تميم البرغوثي :

تبغددِي ما شِئتِ أو تدَمشقي
فالأرضُ بينَ مغربٍ ومشرقِ

فدا التِماع جيدكِ المطوَّقِ
يا بضعةً منَ الصّباحِ الأبلقِ.