لو ضيعت ألوانها كل وردة
ما ضاع لونك بس حاول تكلم

العين، ثم القلب، ثم الذاكرة
لا طحت من الأولى تطيح من الثلاث

قد تكون الذكريات كالمقبرة في صدورنا
كلما دفنّا فيها شيئاً، عاد شبحه يتنفس
فنحاول ردم قبورها، لكن موتاها يصرخون
يسكنون أحلامنا ويقظتنا... حتى في صلواتنا
نمشي بين شواهدها كل مساء
نقرأ على ما مات فينا
ونبكي على أشياء لم تمت بعد
لكنها تحتضر... في زحمة النسيان..

سُ

مذكرات المطر..

أكتب إليكِ من غرفةٍ أشبه بالقبر، فالسقف منخفض والجدران رطبة هنا، الوقت لا يسير،

تسألينني عن حالي؟
لا أعلم كيف أصفه. أنا يا عزيزتي الطيفْ.
الطيف لا يرى نفسه في المرآة، وجودي فقد صوته. الحياة تُعيد نفسها، الوجوه نفسها، الخطوات ذاتها، وأحلامنا بقوالبها الباهتة..
كل طريق فيها يقود إلى عبثٍ أشدّ من سابقه. أتساءل وأعيد نفس التساؤلات مراراً فلا جواب..
أفكر فيك كثيرا، أتخيلكِ تقفين أمام نافذتي، تحدّقين في الشارع الذي يموج بالحركة أتعرفين؟
أحياناً يبدو لي أن القطط التي تجوب الأزقة أكثر حكمة منّا. فهي لا تبحث عن تفسير لوجودها؛ تعيش ببساطة، أما نحن نستهلك أعمارنا في البحث...
تذكرت حديثنا، حين قلتُ: "نحن كالأشجار، نبدو صلبة، لكن جذورنا تنغرس في أرضٍ قاسية." كنتُ أظنني أفهم حينها، الآن أدرك الآن أن الموضوع أعمق مما تصورت. نحن نعيش محاولين أن ننمو، و الأرض حولنا لا ترحم، والأفق والسماء يبدو دائماً بعيداً.

أتعرفين ما يخيفني؟ أن يكون هذا الجدار الذي أتكئ عليه أكثر صدقاً من البشر. صمته يحمل معنىً، برودته تشبه حقيقتنا. نحن نعيش، لكننا لا نحيا.
فإن كانت الحياة قصيدة، فهي بلا قافية. وإن كانت رحلة، فهي طريقٌ ينتهي دون أن نستوعب. ومع ذلك، ما زلت أكتب إليكِ، كأن أحرفي نفسها محاولةً المقاومة، محاولة لإثبات أنني ما زلت هنا، ولو كشبحٍ يخطُّ على جدارٍ رطب.

سُ

•••

كأنه زرعَ في الصحراءِ أحلاماً وأغصاناً نديّة
يسقيها ، يداويها..
والشوكَ سيخضرُّ يوماً في يديه المتعبتين
و سيورقُ يوما ما محترقاً
سيدفنه نازِفةً يديه ..

لكنَّ رمالَ اليأسِ كانت تبتلعُ كلَّ قطرةٍ منه
هذه الرياحِ العاتيات وأوهامَ الذكرياتِ
الجراح ستشفى يوماً، والظلامِ الذي تسلل إلى الشرايين نسجً شِباكاً من وَجَعٍ،
والشمعةِ تحترقُ في صمتٍ وألم ..
وكلما رفع رأسه، ثَقُلَت على كتفه بلواه
حتى استحالَ جسده قارباً من ورقْ
يتهاوى، كسيرٌ ينتظرُ الغرقْ
وها هو اليومَ يحملُ في صدره محيطاً
ويمضي في دربه، مهزوماً، بلا شراعٍ أو رجوعْ

سُ

أنا والتّيه
الثاني من كانون الثاني ..

في غربةِ الروحِ أمشي، أتعثرُ في خطواتي
وانتظرتُ الفجرَ حتى شابَ ليلي وضاعَ فجري
كنتُ أظنُّ أنَّ القلبَ يقوى حينَ تشتدُّ حباله
لكنَّه تشرّب الوهن في مهبِّ الزَمَنْ
تتقاذفهُ العواصفُ، تعصرهُ الذكرياتْ
حتى لم يعد فيه متسعٌ لمزيدٍ من الآهاتْ
اليومَ تعلّمت أنَّ الحياةَ أقسى وأشد من حبالنا
وأنَّ طريقَ النجاةِ محفوفٌ بحطامِ
فهل من سبيلٍ للخلاص؟
أم أنَّ القدرَ قد كُتبَ علينا وجفّ حبره!
لا أعرفُ: هل أنا الباكي أم المبكيُّ عليه؟
هل أنا الشاكي أم المشكوُّ إليه؟
هل أنا الغريقُ في البحر أم أنا البحرُ ذاتُه؟
أم أنني صرتُ حزناً يمشي على الأرضِ، يبحثُ عن نجاتِه؟

سُ

الحمدلله ♡ .

أتعلمين؟
اليوم أشعر أن كل شيء في الكون يبتسم لنا. حتى النجوم في السماء مشعة بشكل مختلف، تشاركنا فرحتنا.
نعم، ما زال أمامنا طريق، لكن اليوم هو بداية جميلة.

سُ

لا بغيت أسج ولا انبسط ساعة
دق قلبي من ورى حدب الأضلاعي

الغايب اللي ماهو متعمد إهمالي
لكن ظروف الزّمن عني يحدّونه