•العشر الأواخر، فيها يكره الجدال والمِراء وكثير الكلام، بل كان بعض السلف يترك طلب العلم فيها للتفرغ للتلاوة والقيام.

- هناك مسألة مهمة جدا ينبغي التحذير منها ، وهي أن هناك الكثير من الناس عندما تناقشهم في مسألة إخراج الزكاة طعاماً ، من ضمن الكلام يقومون بوضع هذه الشعيرة في موضع يستخف بها ويستنقص منها ، فمثلا يقول باستهزاء :

« هه الأن أنا أذهب إلى بيت الفقير وبيدي برغل وأرز واقول خذ بدلا من المال ؟! » فيستصغر الأمر ولا يراه لائقا وكأن هذا الحكم لم ينزله الله سبحانه وتعالى ، فلابد من أن تخذّروا الناس من الوقوع بهذا الفعل القبيح ، الذي ينافي الأدب مع الله تعالى وربما يجعل المرء مخاطَبا لقوله تعالى :

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ

- عبدالمهيمن إبراهيم

- ‏من أقذع الهجاء قول الأعشى:

يَبيتُونَ في المَشْتَى مِلاءً بطونُهم
وجاراتُهم جوعى يبْتن خمائصا.
ض
قال عبدالملك بن مروان حينما سمعه: والله ما يسرني أني هُجيتُ بهذا البيت وأن لي ما طلعت عليه الشمس!

و‌‎قيل: أن علقمة بن علاثة لما سمع قول الأعشى هذا وكان في هجاء قبيلته بكى وقال:
أنحن نفعل ذلك بجارتنا ؟!

- قلت : هذا كان حالهم فيما إذا تغافلوا عن جوع النساء بجوارهم ، فكيف بنا معاشر المسلمين إذا قيل فينا وقد قيل :

يَبيتُونَ في المَشْتَى مِلاءً بطونُهم
وأخواتهم جوعى يبْتن خمائصا.

وزيادة على كونهن جوعى ، فإنهن أسيرات مسلوب منهن الحرية ، خائفات مسلوب منهن الأمان ، فماذا عساه أن يقول عنا الأعشى لو أدرك زمانا ورأى حالنا؟!

- ويلنا ويلنا إن بقينا على هذا الحال

تقول : (أنطاك) الله . أنطه مما أنطاك الله

كلمة (أنطه ) درجت على لسان أهل الشام واليمن وغيرهم ، وهي فصيحة ، ولغة الأزد وهذيل ، وتحدث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحو : « اللهم لا مانع لما أنطيت » وغيرها .

ولقد قرأ الحسن وابن محيصن وطلحة والزعفراني « أنطيناك الكوثر » . قال التبريزي : هي لغة العرب العاربة من أُولي قريش .

أخبرتهم أنني أكره الشرح ، فقالوا : لماذا.؟!

قال مسعر : ما نصحت أحداً قط إلا وجدته يفتش عن عيوبي .

• وهؤلاء الصنف من الناس ، الذين يدّعون أنهم يبحثون عن الحق بألسنتهم بينما يحاربونه فعليّا في واقعهم ، موجودون في كل زمان ، فإننا نرى اليوم كثيرا من أمثالهم تقول ألسنتهم بالخطب و المحاضرات ، و تكتب أقلامهم في الكتب و المنشورات ، أنهم من أهل الحق المتبعون له ، الحريصون على الانقياد له ، المطالبون بتحكيمه بين الناس ، و التحاكم إليه فيما شجر بينهم ، لكن أفعالهم تكذب هذه المزاعم أشدّ تكذيب ، و تمتنع عن الانقياد لما يقولون و يكتبون أشد الامتناع!

ولئن سألتهم عن ضلالهم لنافحوا عنه و تأولوا ، وحشدوا المتشابهات و جادلوا ، ولو صدقوا القول و تخلّوا عن كل ضجيجهم لصرّحوا أنهم لا يريدون اتباع الشرع الذي نزل على رسول الله ﷺ كما هو ، وأن كل ما في الأمر أنهم يريدون إضفاء الشرعية على ما يدينون به من أهواء ، و ما وصلته عقولهم من آراء ، رأوها تُحقق مصالح دنياهم ، بعيدا عن شرع الله تعالى ، فالحقيقة هي أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم .

• النـ ـبأ

إلى متى ستستمر تلك المهازل لدى صبيان الشوارع الذين مسهم هوى حب التصدر ، من نشر تلك التعاميم السوقية التي يأتون بها من الأسواق اليومية التي يعمل بها اللصوص، ثم ينسبونها بلا خجل للدولة وإعلامها الرسمي!!

ثم أليس يوجد لدى تلك الجهة الرسمية - كما يزعم - طالب علم ينكر على ذاك الصبي بأن الصورة التي يضعها من جملة صور ذوات الأروح دون أي خلاف!!

جهة رسمية وتعتمد على صبي حقود حسود لدود، وتجعله يعمل بين الأنصار كـ يد لها، وتسمح له بكل هذا التصدر المذموم وهو أشبه من المناصر بالأزعر كمان نقول بالعامية الذي يقف مع من شاكلته في زوايا الشوارع القديمة يرصد المارة ليقوم بالتشبيح عليهم ويسلب ما عندهم ؟!

جهة رسمية وتنزل إلى رغبات المرضى أمثال ذاك اللص وتنشر عن أمر تافه لا يشك الصبي في كونه خلاف شخصي وانتصار للنفس !؟

والله وبالله أن هذه الحركات الصبيانية لا تقدح إلا في الدولة أعزها الله وجهاتها الرسمية، التي تترفع عن ذكر الأمور العظيمة خشية أن تُمسّ بهيبتها الإعلامي، فضلا عن أن تنزل إلى رغبات اللصوص ..

وهذا سببه خلو الساحة من الثقات الذين يعملون بصدق وأمانة في نصرتهم للحق وأهله ، فعندما قل الصادقون خرج أمثال هؤلاء وفرضوا أنفسهم على الخلق، وجعلوا من أنفسهم قادة وأمراء والله المستعان ، فليس لنا إلا أن نقول :

ذهبَ الرجال وحالَ دون مَجَالهم
زمــرٌ من الأوبــــاشِ والأنـ ـــذالِ

قال شدادُ بن عبد الله لولدِه :

أي بني : إذا أحببتَ فلا تُفرِط ، وإذا أبغضتَّ فلا تُشطِط ؛ فإنَّه قد كان يقال : أحبِب حبيبَكَ هوناً ما عسى أن يكون بغيضَك يوماً ما ، وأبغِض بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يوما ما ، وكن كما قال هدبة بن الخشرم العذري :

وكن مَعقِلاً للحلم واصفح عن الخَنا
فــإنَّـك راءٍ مـا حـيـيـتَ وســامـــع

وأحبِب إذا أحبـبـتَ حـبًّـا مـقـاربـاً
فـإنَّك لا تــدري مـتى أنـت نـازع

وأبغض إذا أبغضتَّ بغضاً مـقـارباً
فإنَّك لا تـدري مـتـى أنـت راجـعُ