كُل ليلة خُتمت بتلاوة سورة الملك، بُشرى لصاحبها في حياته بعودة قلبه للفطرة، وفي الآخرة بشفاعتها له بإذن الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ".

كيف يحوّل شخص واحد فقط ..
برسالة واحدة فقط ..
بكلمة واحدة فقط
حياة شخص آخر ..؟!
من العدم إلى الوجود ..
من التعب إلى العافية ..
كيف يعيد له رئتيه ..
وملامحه .. وضحكته ..
وشعوره بالحياة أكثر ..؟!

كيف ها؟!

.
‌‏فإذا صحوْتُ فأنتَ أول خاطري
وإذا غفا جفني كنت الآخِرُ

"إن الفكرة التي تُقلِق الفتاة حِيال الزواج، لم تكن في إقامة بيت وتكوين أسرة وتحمل مسؤولية فحسب وإن كان هذا أمرًا هامًا!
بل الخوف كله يتمثل في الاختيار الخاطئ،
الخوف من أن تُمسي بجوار شخص لا يبالي بحزنها و يرى تساقط دموعها أمرًا مبالغًا فيه ولا يستحق الالتفات والإحتواء .
إن الفتاة لا يهمّها مكانتك المرموقة وإنجازاتك العظيمة بقدر ما يهمها خُلقك ودينك وتوافقك النفسي، لا تريد رجلًا أنيقًا بقدر ما تريد رجلًا تستطيع أن تجري معه حديثًا فيصغي إليها باهتمام ولهفة، لا تريد رجلًا ثريًا بقدر ما تريده حنونًا يعرف كيف يحتوي ضعفها ويطمئن قلبها، هي وإن كانت تستطيع المواجهة والوقوف بشموخ في مواقف كثيرة لكنها تبقى بحاجة إلى الاحتماء بك واللجوء إليك!
وتلك الفطرة التي خَلقها اللهُ سبحانه وتعالى عليها،
ولا جمال يعادل تلك الفطرة."

يقولُ جلال الدين الرومي:

"وحينَ تلتمسُ رفيقَ الطريق، فإياكَ أنْ تنظرَ إلى لونهِ أو لسانهِ، بل ابحثْ عن نواياهُ وهمّتهُ، المهمُ أنّ ما يجمعكَ بمحبيكَ هو لغةُ القلب."

ومِنهُ قولُ ابن الفارض:

‏"وإذا صَفا لكَ من زمانِكَ واحِدٌ
‏فهو المُرادُ وعِشْ بذاكَ الواحدِ"

يوم غد هو يوم عاشوراء..

اليوم الذي نجّى الله به موسى عليه السلام وبني إسرائيل من بطش فرعون وجنوده، فكان موسى عليه السلام قد صام هذا اليوم فرحًا بنصر الله تعالى.

وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم قال: “أنا أحق بموسى منكم”، وصامه وأمر أمته بصيامه، وقد كان صيامه واجبًا حتى فرض صيام رمضان.

وحكم صيامه مستحب ويستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود.

يوم عاشوراء يوم عظيم فهو يخلد ذكرى سقوط الظالم (فرعون) ونجاة موسى عليه السلام وبني إسرائيل من بطشه وظلمه، وهذا اليوم هو بمثابة الرسالة التي توجه لكل ظالم بأنه مهما علا بطشك وظلمك فإن هلاكك قادم لا محالة.

وهذا من أعظم ما يرسخ الثبات والنصر والتمكين في قلوب المستضعفين في كل البقاع في الأرض.

لا تغفلوا عن صيامه، واذكروا كل المستضعفين بالدعاء، ولا تنسوا الدعاء على الظالمين، وتذكروا يومًا ما سيأتي الطوفان ليطهر الأرض من دنس كلّ ظالم فيها.

اللهم وفّق أهل الشهادات
اللهم افتح عليهم واعطِهم على قدر فضلك
لا على قدر تعبهِم
اللهم أعطِهِم ولا تَحرِمهم
اللهمَ اجعلهُم قرّةَ عيونِ أحبابِهم
اللهم أسعد قلوبَ أهالِيهم بهم بِنَيل أعلا الدرجات ..
اللهم لا تُضيِّع لوعة أمٍ وهمّها على دراسة ابنها
وعوّض على كُلٍّ أهلٍ ماصرفوهُ على تدريسِ أولادِهم..
ياهادي يادَليل..افتح عليهم فتحًا مبينًا.

صباحُ الخَيرِ!

تذكّر أنّكَ لا زلتَ تسيرُ عَلَى الطَّريق، وَمَن سَارَ على الدربِ وَصَل!

ليسَ من الضّروريّ أن تَكونَ أيَّامُنا دومًا مليئةً بالإنجازاتِ، ولكنّ المُهمَّ أن يكون لُبّها "المحاولة".
فَكَم مِن مُحاولةٍ رَفَعَت صاحِبَها، وَحَقّقت مُرادَهُ، وأظهَرَت صِدقَه!

ضَعها نُصبَ عينيكَ دومًا: "إنَّ اللهَ يُحبُّ العبدَ اللَّحُوحَ".
كُن لَحوحًا في أحلامِكَ وطموحاتِكَ، بقلبكَ وشغفك، بسعيكَ وجُهدِك، بصِدقِكَ وإقبالِك..
كُن لحوحًا، ولا تيأس مهما طالَ الزمن..

فبارِكِ اللهمَّ بِكُلِّ قلبٍ يحملُ في أساريرهِ أحلامًا أكبرَ من أن تُحكَى، ومشاعرَ أَجَلَّ من أن يُعبَّر عنها، وخطواتٍ أثمنَ من أن يُستهانَ بها!

صباح الخير تذكّر دائمًا أنّ الحياة حرَب وابَن العاطفة لن يعِيش طويلاً..

ذكّرتني هذه العِبارة بقول الكندي في أبي تمام: "إنّ هذا الرّجُل لَن يعيشَ طويلًا؛ لأنّه ينحتُ من قلبِه".

وصدقت فراسة الكندي، كان أبو تمام ينحت من قلبه وتوفي وله من العمر ثلاثًا وأربعين سنة!

مرّ اليوم طيفك في خيالي، عشت موقفًا ذكّرني بك، عادت بي الذاكرة للهفة البدايات وسذاجتها ، كم كنت صادقًا معك وحنونًا ومُحبًّا ! واليوم أحمد اللهَ أني قد شُفيت منك تمامًا ، كانت المعركة قاسية والإنتصار فيها مؤلمًا غير أنّه كان أعظم انتصاراتي ..

أذكر حين قطعت بيدك آخر مشيمة وفاء، حين خدشت بقسوتك أرقّ ركنٍ في قلبي، أنا الذيّ أمّنتك حينها أن لا تفعل ..لكنك فعلت!.
لذا تركتك غير مأسوف عليك ، تركتك في شقوتك وحيدًا تصارع المنفى ، أدركت بك كم كنت كثيرًا عليك ، وعلمت معك معنى أن تُعطي الأشياء أكثر مما تستحقّ، وكيف أنّ صدق العطاء لا يُشبع جائع الهوى ، وأن الصدق مع الكاذب مهانة ، والألفة مع القُساة تورث الاستكانة..

‏لقد نسيت كلُّ الأشياء عنك، صار اسمك عاديًا لا يلفتني قوله ولا يعنيني ذكره أمرّ عليه كما يمرّ أحدنا بجانب نملةٍ في الطريق، ويلوح ذكراك فأغضّ عنه الطرف وأمضي.

قد كنت عاهدت نفسي أن لا أذكرك حتّى بيني وبين نفسي، غير أني أكتب الآن لأعتذر لقلبي حين ألقيت بجوهره يومًا في مزابل الهوى ، ولأقول لكم: من عزّ عليه قلبه فليصنه عن الوقوع في دركات الغواية، وليحمي روحه من ضلالات الطرق وآثامها فإنها والله غالية.

والحمد لله الذي أنار بصيرتي بعد أن عميتْ، وألهمني الهداية بعد الضياع ، الحمد لله الذي أنقذني من الغرق في الشبهات ، والوقوع في الضلالات واسأله سبحانه أن لا يتركني لنفسي وأن يلهمني الخير ويكتبه لي ويرضّني به .

#أحمد_شآم