‏أنا أصُون كَرامتي قبل الهَوى
ولتفعل الأشواق بي ما تفعلُ .

ما كُنتَ في لُغتي شِعراً أردِّدُهُ
‏بل أنتَ في داخليْ كُلُّ الدواوين .

لكَ في المكارمِ رتبةٌ تتجدَّدُ
‏ولكَ الفضيلةُ كلها يا أحمدُ
‏وبكَ الإلهُ أشادَ في قرآنهِ
‏وهَدَى بكَ الدُّنيا وكانت تَجحَدُ
‏يا خير رسلِ الله أنتَ مقدَّمٌ
‏وبكَ الختامُ ومَن هواك سيسعَدُ
فعليكَ صلَّى الله حتى تنجَلي
عنّا الهمومُ وكربُنا يتبدَّدُ .

للهِ ذاك الوجهُ كيف تألَّفَتْ
فيه بدائعُ لم تكنْ تتألَّفُ .

للهِ، كَمْ نَطقتْ بالشّعرِ عَينَاها
مَاذا مِن الشِّعرِ يَبقىٰ لِي لألقَاهَا
جَنائنُ الوَردِ لا تَعلُو أنَاقتَها
أو سِحرَ بَسمتِها، إذ تَعتلِي فَاها
الشّمسُ طلَّتُها، والعِطرُ ذابَ بِها
والنّورُ وجنتُها، والغَيمُ كفّاها
مِن كُلِّ حُسنٍ لَها مَعنى بهِ اكتَملتْ
وكلُّ حُسنٍ لهُ شيءٌ.. بِمعنَاها
تَحارُ فِيها.. بِما فِيها، ومَا مَلكتْ
فكلُّ شيءٍ بِها قد صَارَ.. أحلاهَا
أطلقْ عِنانَ الهَوىٰ يا قَلبُ مُتّقدًا
إنّي، بكُلِّ هَوىٰ العُشاقِ.. أهواهَا .

هلّا قُلتَ لي صباحُ الخير
‏حتى تفيق الشمس في أرضي؟.

ولِلصُّبحِ الجميلِ حديثُ فألٍ
عن البُشرى لهُ سندٌ صحِيحُ
فَقُم وَابدأ بذكرِ اللهِ حتى
يطيبَ بٍذكرهِ الأملُ الجرِيحُ .

يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقلِقُ
أوكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولـمـن بـهِ كُـلّ الرجـاءِ يُـعـلّـقُ
ودَعِ الـغـيـوبَ لِـلُـطـفـهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ .

لِكُلِّ مُلِمَّةٍ فَرَجٌ قَريبُ
كَمِثلِ اللَّيْلِ يَتْلُوهُ الصَّبَاحُ .

صلى عليك الله ما صلى امرؤٌ
‏وترنمت بمديحك الأبرارُ
‏صلى عليك الله ما زكَّى امرؤٌ
‏وجرت عيون الأرض والأنهارُ
‏صلى عليك الله ما طيرٌ شدا
‏وتمثلت أخلاقَك الأخيارُ .