‏«الكمالات كلها لا تُنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق، تكون الفرحة واللذة».

ابن القيم رحمه الله

"وكم من طالبين للعلم في مكان واحد، وأمام مدرّس واحد، وبينهما كما بين السماء والأرض؛ باعتبار النية. فالنية لها تأثير كبير في تصحيح العمل وتكميله، أو إبطاله ونقصانه".

الشيخ محمد بن العثيمين -رحمه الله-
منظومة أصول الفقه وقواعده (صـ٢٢٥).

لا تَقُلْ: سبقني فلانٌ أو دهاني فلانٌ

قال العلامةُ الحافِظُ ابنُ رجَب:

ومن أنواع حفظ الله لعبده في دينه: أن العبدَ قد يسعى في سببٍ من أسباب الدُّنْيَا، إما الولايات أو التجارات أو غير ذلك، فيحول اللهُ بينه وبين ما أرادَه لِمَا يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهتِه لذلك.

قال ابنُ مسعود: إن العبدَ ليهمّ بالأمر من التجارة والإمارةِ حتّى ييسر له، فينظر اللهُ إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسَّرته له أدخلته النار.

فيصرفه الله عنه، فيظلّ يتطير، يقول: سبقني فلانٌ، دهاني فلانٌ، وما هو إلا فضلُ اللهِ -عز وجل-

"نور الاقتباس" لابنِ رجب رحمه الله 📘

الوِرد اليَومي من القُرآن يُسكِّن كُلّ مَا يُقلق الإنسان من أمورٍ أهمّته، أو أحزَان تسبّبت بانطِفائه وأعيَته.

ثمَّةَ آيات تُخاطِب كَيْنُونة الإنسَان، تُخاطب فِكرهُ ومُراده وتَوجُّهه واتِجاهه، وكأنَّ مُعاهدة القُرآن تُعيد تِرتيبه مِن جَديد، فأحسِنُوا صُحبَته.

أفتح مصحفك 📖

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك و تعالىٰ:

بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ الرَّبِّ مَسَافَةٌ ، وَعَلَيْهَا قُطَّاعٌ تَمْنَعُ وَصُولَ الْعَمَلِ إِلَيْهِ ، مِنْ كِبْرٍ وَإِعْجَابٍ وَإِدْلَالٍ ، وَرُؤْيَةِ الْعَمَلِ ، وَنِسْيَانِ الْمِنَّةِ ، وَعِلَلٍ خَفِيَّةٍ لَوِ اسْتَقْصَى فِي طَلَبِهَا لَرَأَى الْعَجَبَ ، وَمِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى سَتْرُهَا عَلَى أَكْثَرِ الْعُمَّالِ ، إِذْ لَوْ رَأَوْهَا وَعَايَنُوهَا لَوَقَعُوا فِيمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهَا ، مِنَ الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ وَالِاسْتِحْسَارِ ، وَتَرْكِ الْعَمَلِ ، وَخُمُودِ الْعَزْمِ ، وَفُتُورِ الْهِمَّةِ .

- مدارج السالكين (٤٣٨/١)

​​فإن شأن القلب شأن عظيم؛ خُلِقَ للسفر إلى الله تعالى ومحبته والإقبال عليه، وهو موضع نظره سبحانه ووعاء التقوى والعقل، ومحل الابتلاء والتمحيص، وموطن الذكر والغفلة ، والأصل أن ما يقوم به من أعمال أهم مما يقوم بالجوارح؛ إذ هو ملك الأعضاء، والعبودية عليه أولا، وعليها تبعًا، وبصلاحه تصلح، وبفساده تفسد، إذا استنار استنارت، وإذا أظلم أظلمت.

إن للقلوب أحوالا ،ودخائل وأسرارا وعجائب؛ فهي تُبصر وتعمى، وتصح وتمرض، وتحيا وتموت، وتبيض وتسود، وتستقيم وتزيغ، وتتطهر وتتنجس، وتنشرح وتضيق، وتلين وتغلظ وتثبت وتتقلب وتغتني وتفتقر، وتأتلف وتتنافر !

قواعد في فقة القلوب
جمع الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز سندي
🌨️🌸

-
نصيب المؤمن من مُوالاة الملائكة؛ بقدر نصيب قلبه من محبّة الله، كون هذه المحبّة جالبة لكلّ منفعة، ومن علامات مُوالاة الملائكة للمؤمنين؛ حفظ أعمالهم الحَسنة؛ ﴿ويُرسلُ عليكم حفَظة﴾، والدفاع عنهم حال وقوعهم في المَكاره، بتسكين مخاوفهم وتثبيتهم، ﴿إذ يُوحي ربُّك إلى الملائكةِ أنّي معكم فثبّتوا الذين آمنوا﴾، وتسليتهم وقت المَخاوف والأحزان؛ ﴿إنَّ الذين قالوا ربُّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّلُ عليهمُ الملائكةُ ألَّا تَخافوا ولا تَحزنوا﴾، وتذكير المؤمنين بربّهم إذا غفلوا، بإعانتهم على طاعة الله، والاستغفار لهم إذا أذنبوا، والدعاء لهم، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿الذينَ يحملونَ العَرشَ ومن حوله يُسبِّحونَ بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرونَ للذين آمنوا ربَّنا وسِعت كلَّ شيء رحمةً وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلَكَ وقِهِم عذابَ الجَحيم﴾.

ما القول الراجح لساعة الإجابة يوم الجمعة؟
قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله:
أقوى ما ذُكِر فيها قولان:
القول الأول: أنها من حين صعود الخطيب على المنبر إلى أن يفرغ من الصلاة، من أول ما يصعد الخطيب على المنبر؛ لأنه بدأ صلاة الجمعة إلى أن يفرغ من الصلاة، فهذا يشمل ما في الخطبة ويشمل الدعاء أثناء الصلاة إلى السلام. وهذا قول قوي، وأقوى منه وأرجح القول الثاني: أنها بعد العصر، وهي قليلة الوقت، فإن قيل كيف تكون بعد العصر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لايوافقها عبد مسلم قائمٌ يصلي) ومابعد العصر وقت نهي. قلنا أن من صلى العصر  وانتظر بالمسجد  ينتظر صلاة المغرب  فهو  قائم يصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والقاعد يرعى الصلاة كالقانت) يعني: القاعد بالمسجد ينتظر الصلاة كالقائم  الذي يصلي قائماً، وهذا أرجح  وأقوى الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة.