والكلام الرقيق مصايد القلوب، وإن منه لما يستعطف المستشيط غيظًا، والمُندملَ حقدًا، حتى يطفئ جمرة غيظه، ويسُلَّ دفائن حقده، وإنَّ منه لما يستميل قلب اللئيم، ويأخذ بسمع الكريم وبصره، وقد جعله الله تعالى بينه وبين خلقه وسيلة نافعة وشافعًا مقبولا.

-[ابن عبد ربه، العقد الفريد]

يقولون كأنهم حكماء محنَّكون: لا يُطلب الاهتمام من المحبوب.

يا حبيبي؛ يرحم الرحمن قلبك جاع أو شبع؛ بل يُطلب الاهتمام؛ لكن من أهله (الذين هم أهله)؛ تذكيرًا بحق الحب، وإعانةً على ديمومة القرب، فيكون -بهذا الميزان- تحقيقًا لا تخليقًا: تحقيقًا لكمال المودة، لا تخليقًا لأصلها.

يا حبيبي؛ محبوبك إنسانٌ، مجبولٌ على الجهل والضعف والنسيان، ومن ثبتت مودته بيقينٍ حَرُم التفريط فيه بالظن.

يا حبيبي؛ لم يزل الله يذكِّر أحبابه بما له عليهم من حقوقٍ؛ بأنه أحاط بتقلُّبات نفوسهم بين الانقباض والانبساط خُبرًا.

يا حبيبي؛ المحبون إذا عجزوا عن التغافل قدروا على التغافر، وما لم يكن طلبك الاهتمام مطاوعةً لداعي الألوهية الخفيِّ فيك؛ فعاتب حبيبك رفيقًا نبيلًا، فإذا ما ابتغى محبوبك الخروج من سخطك بعذرٍ؛ فافتح له من فوره سبيلًا.

يا حبيبي؛ ما كان حَرَم الحب آمنًا فادخله بسلامٍ، أوَلَم تُحْرِما عند ميقاته بإزار الذل ورداء الإيثار! فقِف بعرفاته، وطُف بكعبته، واسْع بين صفاه ومروته.

يا حبيبي؛ الحب كالحج عبادةٌ؛ كما نأخذ عن نبي الله ﷺ مناسكه لا عمَّن سواه؛ نأخذ عنه شمائل الحب لا عمَّن عَداه؛ إنه سيد من أَحَب وأُحِب، والمقياس وحده لا شريك له في الاتباع، من استضاء بنوره فيه لم يَبِت باكيًا ولم يصبح شاكيًا.
- حبيبي

أقرر أن كثيرًا من أبناء أمتنا اليوم يرفض عقله التصديق بأن المرحلة الحالية يمكن أن يوجد بها قيادة إسلامية أو شبه إسلامية، بلا دليل ولا حجة، غير ما يخيم على العقول والعزائم من إحباط وخور.
ومن ثم نجدهم يسارعون إلى تصديق الاتهامات بالعمالة، وقبول الرمي بالخيانة، ويسرفون في نقل ذلك وترديده لأدنى شبهة.

وأنا على ثقة بأن هؤلاء بطريقتهم هذه يسهمون - من حيث لا يريدون - في وأد هذا الأمل الذي نرجوه ويرجونه، ويصطفون إلى جانب أعداء هذا الدين وهذه الأمة من حيث لا يشعرون.

ومن المفيد لهذا الصنف من الناس - بكل حال - مفيد لهم ومفيد لما يحبون:
● لو أنهم يتكلمون في الوقائع بدل التكهنات والاستشرافات.
● ويقتصرون على اليقينيات بدل الظنون والتخيلات.
● ويدعمون الخير كما يدعمون غيره ولو بصمتهم المعروف حيال الشر.

وأذكّر هؤلاء بأننا رأينا هذا من بعضهم في حالة سابقة، هي حالة أبي إبراهيم رحمه الله تعالى.

فكم نال الرجل من اتهاماتهم هذه وظنونهم ثم بان لكل عاقل صدق قلبه وسعة عقله وبعد نظره وسلامة خطواته رغم خذلان أمته له ولإخوانه.

فحنانيكم على غيره!
. ش/ أحمد الجوهري

عندما قدمَ النبي ﷺ للمدينة اجتمعت حولهُ فتياتٌ صغيرات من بني النّجار يُرحّبن به وينشدن له بفرحٍ :

نحن بناتُ بني النّجار
يا حبذا مُحمّدٌ من جار

فسألهنّ النبي ﷺ مُلاطفًا: أتُحبِبْنني؟
فقُلن: نعم
فقال ﷺ: اللّه يعلمُ إِنِّي لأحبُّكُنَّ.

لا راحة للمؤمن في الدنيا..
عناء بعد عناء، إما في الدنيا بجسده المادي الضعيف يجابه يومه ليلتقم بعض المال يستر به نفسه، وإما بجهاد نفسه الطويل حتى تستقيم.
لا توجد استراحات طويلة، المستراح إنما هو الجنة.

أعزُّ مفقود ، آية بعد ضبطها 💔.
و أغلى موجود ، آية تُقرأ عن ظهر قلب .
يا رب أكرمنا و لا تحرمنا

وإنْ طالَ المُصاب لا تألفْ ولا تملّ.

نبرأ إليكَ يا الله من هذا الخذلان،
نُشهِدُك على هذا وأنتَ المُطَّلع على القلوب.

«العبرة بخلوص الود لا بكثرة اللقاء!»
قلت: بالاثنين معا

ولِي في الهَوَى شِعْرَان شِعْرٌ أُذِيعُهُ
فتَشْرَبُه الآذانُ في نشوةٍ خمرا

يميلُ رؤوسَ القومِ سُكرًا لوقْعِهِ
وقد يثملُ العشاقُ إنْ أُشرِبوا شِعْرا

ولي غيرُه شعرٌ مقيمٌ بأضلُعي
جعلتُ له في الجوفِ بين الحشا قبرا

أرومُ له قتلاً وفي كلّ مرةٍ
يردُّ ليَ الصاعَ الذي ذاقَهُ عشرا

وقد يقتلُ الإنسانَ قولٌ يقولهُ
ولكنّه ما طاقَ في كتمهِ صبرا.

وأنزلته من درجة أنه كلُّ الناس، إلى منزلة أنه ككلِّ الناس.