💛

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى وفاة أم البنين (عليها السلام)،
سيدة الحزن والصبر، التي وهبت حياتها دموعًا لمصاب كربلاء.

نسأل الله بحقها قضاء الحوائج، وشفاء المرضى، وعودة المفقودين سالمين،
وبتعجيل الفرج لمولانا صاحب العصر والزمان (عج).

هذا زمن العمل أكثر من أي وقت مضى.. العمل يعني امتلاك المعرفة والمثابرة والإرادة والانتماء والمسؤولية. أرى كثر لا يقرأ الواحد منهم كتابا في الشهر ولكن طوال الوقت يطرحون النظريات والاراء باستخدام قوالب جاهزة جامدة، أو يكثر الكلام مع صفر مبادرة. الآن نريد أفراد فاعلين ومبادرين يشتبكون مع الأسئلة والأوضاع الجديدة، الآن نريد الفاعل المبادر الإيجابي وليس المتلقي الساكن وفي كل المجالات. في الأوضاع الساكنة قيود كثيرة أما الآن فهي لحظة تاريخية لكل صاحب رأي ومبادرة لأن يثبت بأن لديه ما يفيد وينفع.

جذورنا قوية ومتشبثة وممتدة، ولذلك رغم شدة العاصفة يمكننا القيام بالكثير. الهلع والخوف والسوداوية تعادل الموت، لا بأس بقليل من القلق والحذر وكذلك ضرورة قبول الوقائع دون إنكار أو تحوير وذلك للتوثب للعمل وفهم الواقع وتطوير رؤى واستراتيجيات والإيمان بأننا قادرون أن نكون جزءا في تشكيل المرحلة الجديدة ونحتمل ثمن ذلك.

في العالم الحقيقي نخسر هنا ونتراجع هناك ونفشل في هذا الاختبار او ذاك، لكننا في قلب السباق ولن نخرج منه. الخسارات هي لازمة لكل مسارات التقدم. من يشعر باليأس والاحباط والانكفاء هذا حقه لكن ليكف عن أن يكون مثل الوباء. هذه المرحلة ستكشف قادة الزمن المقبل على كل المستويات. هذا الحديث للشباب تحديدا لا سيما من هم مبادرون وحاضرون في المجال العام.
الدكتور حسام مطر.

في السياسة، تتبدّل الأوراق وتُقرّر المصائر مسبقاً، ويبقى المشهد الكبير صغيراً أمام قدرة الله وحكمته. أما في التجارة مع الله، فالميزان واضح: أدّينا تكليفنا بكل إخلاص، وبذلنا أقصى طاقاتنا، ولم نتوانَ عن التضحية والفداء.

الحياة مليئة بالخيانة والغدر، تماماً كما الصدق والشجاعة. ومع ذلك، نجد في سيرة الأنبياء والأئمة العبر التي تهدينا للصبر والثبات. نعم، الدنيا قاسية، لكنها ليست الغاية، بل وسيلة نُختبر فيها، والسؤال الأهم: هل قصّرنا يوماً في أداء تكليفنا؟

إن كانت الإجابة "لا"، فالطمأنينة والرضا هما الجزاء، وحينه يبدأ الفرج ان شاء الله.

إشارات أولية حول الحدث السوري:

_ بدون عملية انتقالية واضحة ستدخل سوريا في حرب الجميع ضد الجميع لسنوات طويلة بما فيها الاسلاميين فيما بينهم. هكذا عملية بحاجة إلى إطار دولي إقليمي متجانس.

_ المسألة الإيرانية في سوريا هي رأس جبل الجليد، ما في سوريا من قضايا خلافية وصراعية أكبر بكثير من ذلك. لكل دول المنطقة مصالح عميقة مهددة في سوريا وعليها الان السعي لحمايتها.

_ كل القوى الاقليمية والدولية ستسعى الان للقفز لتشكيل الحدث السوري وهنا ستنشأ تكتلات ومصالح متعارضة. من سيكون التكتل الاقوى وأين في سوريا؟ ام هل ستتغلب مصلحة رعاية مسار للاستقرار السوري لدى أغلب القوى الاقليمية والدولية؟ سنرى

_ المشهد السوري سيعيد تشكيل المشرق العربي وله تداعيات إقليمية لا سيما حول عودة الاسلام السياسي المعادي للنظام الرسمي العربي. كيف سينعكس ذلك في الأردن ومصر تحديدا.

_ إسلاميو ومعارضو حكم البعث في سوريا ها هم يهبطون من جنة النظريات والمقولات والشعارات إلى أرض الواقع، فرح قليل ثم يبدأ الجد. لعلها فرصة لتقليل الأوهام في هذا المشرق.

_ في لبنان علينا التحسب والحذر (دون هلع) ولدينا قدرة دفاعية وكذلك علينا التكيف السياسي والتعامل مع الأمر الواقع بعقل سياسي يدرك تعقيدات المشهد. مشاعر كل لبناني تجاه الحدث شان يعنيه ولا لزوم لتحويلها إلى توتر داخلي.

أيام واسابيع قليلة وتنتهي الهيصة ويبدأ الجد. ونأمل خيرا لسوريا وللسوريين.
حسام مطر

وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.