"أصبحنا نهاية الكوب المُهملة!"

هُناك من يشرب الكوب على عجلة، حتى يأخذ ما في نهاية الكوب!
لسنا مُتاحين، نحن لمن يتمسك بالكوب لآخر قطرة!
لسنا للذي أخذ رشفة على مضض ورحل!

سماء الورفلي.

بدأ النسيان يستعمر عقلي، بدأت أنسى الأشياء التي كُنت أنقش لها مكانًا عميقًا بذاكرتي، وكأنني أريد أن أُهاجر من نفسي، من كياني!
نهربُ بإستمرار من أنفسنا القديمة، تمامًا مثل هروبنا من أشيائنا التي كلما نظرنا إليها شعرنا بالحنين!
- لعلّنا نفعل هذا لكي ننظر إلى أنفسنا القديمة بالحنين ذاته الذي نحتاجهُ الآن!

سماء الورفلي.

في إحدى الليالي الطويلة كاسابقاتها؛ مُستلقية على سريري وعيناي مُصوبتان على سقف الغُرفة...فكرتُ في أن أرتدي معطف الكبرياء على قلبي البارد لعلهُ يدفئ قليلاً، وأخرج أذهب لمُراقبة ظِل الكُرسي الموجود بالفناء، أستلقي على العُشب الأخضر اللّامع ببريق يعكس ضوء القمر، أستمتع بسماع حفيف أوراق الأشجار بدلاً من "تيك تك تيك تك" أصوات عقارب تلك الساعة المُزعجة المُعلقة على حائط غُرفتي.

سماء الورفلي.

عندما تبدأ بالخروج من تلك الدائرة المُحيطة بك، سترى أنك أصبحت في نُقطةٍ لا جُدران لها، لذا كُن جدار نفسك منذ البداية!

سماء الورفلي.

جميلة جدًا فكرة أن تغيب ولا يُلاحظ أحد، ألا تُربك المشهد، أن تسري الأمور في غيابك بشكل أكثر من الممتاز!
جميلة فكرة أن ترحل ولا تترك أحدًا يُلوح خلفك!
جميلة فكرة أن تذهب دون تفكير بالعودة!
مُريحة فكرة أن تَتْرُك وتُترَك.

سماء الورفلي.

أنين عقولنا المُتألمة؛ يوقظ قلوبنا المُرهفة وتقع الأعين ضحية بينهما!

سماء الورفلي.

وضعتُ فاصلة لِقصة، أتمنّى أن تمتلئ من بعدها الكُتب!

سماء الورفلي.

واجبٌ علينا أحياناً، الإستماع إلى ضجيج وحدتنا، بدلاً من هدوء يملأهُ النفاق!

سماء الورفلي.

لا تطلب مني أن أُطيق شوككَ، مُتعللاً بأنك وردة، أنا لا أُطيق الورد!

سماء الورفلي.

ولأن التغذية لا تقتصر على الأكل والشرب!
ولأن الكيان لا يُشترط على الحضور الكامل!
ولأن ليست لدينا شراهة بالأكل!

وجدنا كامل تغذيتنا في الكتابة والقراءة!

**مع أنني لا أُحب القراءة بكثرة إلا أنها تبقى الشمعة التي تُنير ظلمة عقولنا!

_سماء الورفلي.**