في الأيام الأخيرة، كنت أتابع الكثير من القنوات التي تخص طلاب المرحلة الثانوية، بل وحتى بعض طلاب المرحلة المتوسطة. رأيت بينهم من يفيض بالفرح والبهجة وكأن العالم قد أهداه كنوزه، ورأيت على الجانب الآخر من أثقل الحزن قلبه بسبب الدرجات، وكأنها الحكم النهائي على…

في الأيام الأخيرة، كنت أتابع الكثير من القنوات التي تخص طلاب المرحلة الثانوية، بل وحتى بعض طلاب المرحلة المتوسطة. رأيت بينهم من يفيض بالفرح والبهجة وكأن العالم قد أهداه كنوزه، ورأيت على الجانب الآخر من أثقل الحزن قلبه بسبب الدرجات، وكأنها الحكم النهائي على مستقبله. هناك من يتألم لدرجةٍ واحدة، وهناك من يغرق في دوامة من الأسى بسبب درجاتٍ لم تكن كما توقعها.
لكن، لماذا كل هذا الحزن ياعزيزي طالب؟ لقد بذلت جهدك، وسعيت، ودرست، وتوكلت على الله، وهذا ما كُتب لك، فلماذا تجعل من أمرٍ قد مضى سببًا ليأسك؟ لماذا تُثقل قلبك بما لم يعد في يدك تغييره؟ إنني مؤمنة تمامًا أن الإنسان حين يجتهد، حتى لو لم يصل إلى ما كان يطمح إليه، فإن جهده لا يضيع، بل يُكتب له أجره، وهذا في حد ذاته عزاءٌ عظيم. كل ساعة دراسية، كل لحظة تعب، كل ورقة قرأتها، كل فكرة حاولت فهمها—كل ذلك ليس مجرد أرقام على ورقة امتحان، بل هو جهد محفوظ عند الله، قبل أن يكون محسوبًا عند البشر. حين أفكر بهذا الأمر، أشعر براحة عظيمة، وكأن الكون يطمئنني أن الجهد لا يُمحى، حتى لو لم تأتِ النتيجة كما أردتها. لا أعلم إن كان الآخرون يشعرون بنفس الشيء، لكنني أؤمن أن النظر إلى الأمور من هذه الزاوية يخفف وطأة الخيبة.
ومع ذلك، أجد نفسي متسائلة: لماذا يصرّ الكثير من الطلاب على أن يجعلوا درجاتهم ميزانًا لقيمتهم؟ لماذا يظنون أن الحياة تختزل في أرقامٍ كتبتها يد معلمٍ أو طبعتها آلة تصحيح؟ لماذا يُحمّلون أنفسهم همًا لا طائل منه، وكأن الحزن سيغير النتيجة أو يعيد الزمن إلى الوراء؟ أعلم أن البعض قد يقول: “أنتِ لا تفهمين شعورنا”، لكنني والله مررت بهذه المرحلة، وأتذكر كم كنت أستهلك نفسي في القلق والضيق، وكأنني أعترض بطريقة غير مباشرة على ما قُدر لي. والآن، حين أنظر إلى الماضي، أشعر بالأسف على كل لحظة لم أكن فيها راضية، على كل مرة لم أُدرك فيها أن ما يحدث هو جزء من قصة أكبر لا أراها كاملة بعد.
الرضا، يا أعزائي، هو مفتاح السلام الداخلي. أن ترضى لا يعني أن تستسلم، بل يعني أن تؤمن بأن كل جهد بذلته سيعود إليك بطريقة ما، ولو بعد حين. الله لا يضيع أجر المجتهدين، ولا يذهب تعب أحد هباءً، حتى لو لم ترَ ثمار عملك الآن. ربما يكون نجاحك الحقيقي في شيء آخر لم تدركه بعد، وربما يكون جهدك الذي تظن أنه “ضاع” قد كُتب لك في ميزان حسناتك، أو لعله ادُخر لك ليكون بابًا لنجاحٍ آخر لا تتوقعه.
أنا أعلم أن كلماتي قد تبدو سهلة، ولكن تطبيقها ليس بهذه البساطة. أعلم أن الألم الذي يأتي مع الخيبة لا يزول بكلمة “لا تحزنوا”، ولكن جربوا أن تروا الحياة من منظور آخر: لقد بذلتم أقصى ما تستطيعون، فكيف تحزنون على أمر خرج عن إرادتكم؟ اجتهدتم، حاولتم، عانيتم، وهذا وحده كافٍ لأن تفخروا بأنفسكم. لا تجعلوا تلك الدرجات التي لم تحققوها تسرق منكم لحظاتكم القادمة. لا تعيشوا أسرى لما مضى، بل اجعلوا أعينكم على المستقبل، واسعوا لما هو قادم، بثقة أن ما كتبه الله لكم هو الخير، ولو لم تفهموه حتى الآن.
الرضا نعمة عظيمة، والاقتناع بأن الأقدار مكتوبة قبل أن نولد يريح القلب. يا أعزائي الطلاب، لا تحزنوا على شيء خارج عن إرادتكم، فقد اجتهدتم، والله لا يضيع أجر الساعين. كل جهد بذلتموه لن يضيع سدى، بل قد يكون كنزًا من الأجور لكم في الآخرة، فلا تجعلوا الدنيا تستهلك طاقتكم بسبب أمر لا يمكنكم تغييره.

مُؤَشِّر الكِتَابِ:174?*

•اسْمُ الكِتَابِ:بداية ونهاية
•المُؤَلِفُ:نجيب محفوظ
•نَوعُ الْكِتَابِ:الأدب_المصري
•عَدَد صَفَحَاتِ الْكِتَابِ:409

•الْمُلَخَّص:

تدور أحداث الرواية حول عائلة فقيرة في القاهرة تفقد معيلها (الأب)، فتجد نفسها في مواجهة أعباء الحياة المادية والمعنوية.
تستعرض الرواية تأثير الفقر على العلاقات الأسرية والنفسية للشخصيات، وتسبر أغوار التفاوت بين طموحات الأفراد والقيود التي يفرضها الواقع. كما تسلط الضوء على موضوعات كالمجتمع الطبقي، الأخلاق، وضغوط التقاليد.

•الرَّأيُ الشَّخْصِي :

لم أقرأ من قبل رواية جعلتني أغوص في أحداثها وأتعايش مع شخصياتها بهذا الشكل العميق. موضوع القصة مستمد من واقع لا يمكن إنكاره، ويمكن إسقاط أحداثها على أي قارئ عاش سنوات من الحزن والفقر والكآبة. برع نجيب محفوظ في تصوير الشخصيات لدرجة أثارت مشاعري، رواية بداية ونهاية ليست مجرد قصة عن الفقر، بل هي لوحة إنسانية مركبة ترسم وجوه الألم، التضحيات، والقرارات التي تقودنا نحو الهاوية. الرواية تُبرز كيف أن الفقر ليس مجرد نقص في المال، بل هو حالة عقلية وجسدية يغير القيم والعلاقات الإنسانية، حيث يصبح الإنسان رهينًا للظروف ومحاولة البقاء. شخصيات الرواية تتحدث عن ذلك في رسم شخصية نفيسة، قلب الرواية بنسبة لدي وأكثر شخصياتها وجعًا. نفيسة ليست فقط ضحية لفقر العائلة، بل هي ضحية لنظرة المجتمع الجارحة التي اختزلتها إلى “فتاة غير جميلة وتعيسة الحظ.” شعرتُ تجاهها بحزن عميق، حيث كانت تعيش بين انكسارين: انكسارها الداخلي الناتج عن قلة تقديرها لذاتها، وانكسارها الخارجي الذي فُرض عليها من قسوة الناس ونظرتهم الجائرة. ما زاد الألم هو انحدارها نحو تحطيم نفسها بنفسها. تصرفاتها لم تكن نتيجة رغبة، بل محاولة يائسة لاسترداد شيء من السيطرة أو القيمة. ومع ذلك، استمرارها في هذا الطريق بعد خطأ واحد كان يعبّر عن استسلام كامل، وكأنها تخلّت عن أمل الخلاص. تساؤلي العميق الذي كان يدور في داخلي كلما فكرت بها هنا: كم من النفوس تنكسر تحت ضغط المجتمع إلى درجة تجعلها تخسر ذاتها؟
واما شخصية حسنين، النقيض التام لنفيسة، ولكنه يشبهها في جوانب كثيرة. الأخ الذي جرد عائلته من الإنسانية من أجل مصلحته. كأن الأنانية تتجلى فيه بشكل قاسٍ، حيث رأى العالم من منظوره فقط. لم يكن لديه أي إدراك لحجم التضحيات التي قدمتها العائلة من أجله، بل كان يعتبرها أمرًا مفروغًا منه. أكثر ما أثار غضبي هو غياب الامتنان، كأنه كان يقول: “أنا وحدي المهم، والباقون مجرد أدوات.” حسنين يمثل الفساد الأخلاقي الذي قد يخلقه الطموح إذا انفصل عن القيم.
على العكس، حسين كان الوجه الآخر للعائلة. الشاب الذي احتفظ بتوازنه وسط العاصفة. كان رمزًا للتضحية والتماسك. أثار إعجابي لأنه اختار أن يكون العمود الذي يحمل عائلته حتى لو تطلب ذلك مثلما فعل في التضحية بمستقبله. حسين كان أشبه بجسر بين الفوضى والاستقرار، شخصية لم تسعَ للأضواء، لكنها كانت تحمل عبء العائلة بصمت وكرامة.
أما حسن، الأخ الأكبر، فقد كان يحمل في شخصيته تناقضًا واضحًا. رغم تهوره وسعيه وراء المال بطرق غير مشروعة، إلا أنه كان يتمتع بشعور بالمسؤولية تجاه عائلته. كان يمد يد العون دائمًا عندما يحتاجونه، مما يعكس صورة مغايرة تمامًا لحسنين. شخصية حسن تُظهر كيف يمكن للفقر أن يدفع الإنسان إلى قرارات متناقضة: الطيش والمسؤولية، الأنانية والوفاء.
الرواية تعكس رسالة مأساوية عن كيفية تأثير الفقر على الأخلاق والعلاقات الإنسانية. أكثر ما جعلني أشعر بالاستياء هو إدراج مشاهد خادشة وغير ضرورية. هذه المشاهد لم تضف شيئًا للقصة، بل أساءت إلى قيمها. برأيي، الأدب القوي لا يحتاج إلى هذا النوع من الإضافات؛ القصة الصادقة والطرح العميق كافيان لإيصال المعنى.
ربما انها ليست رواية تُقرأ فقط، بل هي تجربة تُشعر القارئ بمرارة الظلم وقسوة الحياة. هي تساؤل مفتوح: إلى أي مدى يمكن أن يتحمل الإنسان قبل أن ينكسر؟ ومتى يصبح الانكسار بداية جديدة أو نهاية تامة؟

•اقْتِبَاسَاتٌ:

إن محاولة الغريق اليائسة للنجاة أشبه بأحلام الشقي بالسعادة كلتاهما أمنية ضائعة.

•التَّقَييم:

5/3

- الرساله ؛ لا أنصح بقراءته لمن لا يحتملون الكم الهائل من الآلام الذي يحمله هذا الكتاب!

- الرساله ؛ لا أنصح بقراءته لمن لا يحتملون الكم الهائل من الآلام الذي يحمله هذا الكتاب!

مُؤَشِّر الكِتَابِ:155?*

•اسْمُ الكِتَابِ: في معنى أن نموت
•المُؤَلِفُ:كوري تايلر
•نَوعُ الْكِتَابِ:#مذكرات
•عَدَد صَفَحَاتِ الْكِتَابِ:205

•الْمُلَخَّص:

لست أدري أين كان من الممكن أن أكون لو لم يكن بإمكاني القيام بهذا العمل الغريب. لقد أنقذ حياتي مرات عديدة على مر السنين، وما زال يفعل ذلك الآن. لوهلة من الزمن جسدي يتوجه نحو الكارثة، وعقلي في مكان آخر، متركزا على هذه المهمة المصيرية الأخرى، وهي أن أقول لكم شيئًا ذا مغزى قبل أن أرحل. لأن سعادتي لا تضاهي حين أكتب، أو أفكر في الكتابة، أو أنظر إلى العالم بوصفي كاتبة، وقد كان الأمر كذلك منذ البداية. هذا هو سبب إقدامي على كتابة هذا الكتاب الأشياء ليست كما ينبغي أن تكون. بالنسبة لكثيرين منا أصبح الموت ذلك الشيء الذي لا يذكر، والصمت المتوحش. ولكن هذا لا يمد المحتضرين بأي عون أولئك الذين ربما يعانون من الوحدة الآن أكثر من أي وقت مضى على الأقل هذا هو ما أحس به.

•الرَّأيُ الشَّخْصِي :

أوجعني في هذا الكتاب إهمال تايلر اتجاه والدتها، لقد شعرت في الحزن والأسف الشديد.
من القساوة الأمور التي كانت تسردها في الكتاب أنها كانت تفكر في جنازة والدتها حتى قبل موتها.
ولم تكن معها في أشد مراحل المرض مؤلماً جدا أنك لا تستحق أن ترد حق والديك في نهاية الأمر، وأن تتركهم في حجة أنك لا تستطيع الاهتمام بهم. الإسلام جدا رائع من النواحي جميعها، وليست ناحية فقط وكما قال حبيبنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في آخر آية نزلت عليه،
وقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة 3].
لم يكتمل الدين فقط في حقنا، بل في الحقوق جميعها ربما من الأقرباء والآباء والأمهات نحن محظوظون ولدنا في نعمة كبير وهي الإسلام تفيض في داخلي مشاعر جميلة كلما رأيت الغرب ماذا يفعلون في أنفسهم ونحن؟ كيف الإسلام رفعنا نحن ولدنا في دين عادل، ولم نعش ظلمات من الجهل، رغم التقصير الذي لدينا. اتجاه هذا الدين العظيم والإله الرحيم بنا.
عندما تشعر أن هنالك شيئاً غير صحيح فقط انظر إلى الغرب ماذا بهم من ظلم وجهل وتقصير كيف لا نحمد الله على ما فيه نحن كل يوم!
ابتعدت قليلا عن الكتاب، ولكن إنها أشبه في قصة سردت في طريقة قصة حزينة، ولكنه خالية من أي مشاعر لم أشعر في التعاطف أبدا ربما من الممكن الخلل لدى، وليس في الكتاب لم أستطع أن أقول إنني حزينة في داخلي اتجاه عزيزتي تايلر، ولا أستطيع أن أقول إنني شعرت في المتعة في هذه المذكرات أشعر أنها خالية من أي مشاعر مجردة منها تماما من كلماتها التي من الممكن أن تمس في داخلي شعرت أن هنالك جدا فرق عظيم بين الكافر والمسلم، اختلاف جد كبير من ناحية التحمل الصبر في هنا نرى أن تايلر في بداية صفحات كتابنا تريد إنهاء حياتها في ما يسمى لديهم في "الموت الرحيم" لا أفهم كيف يسمي رحيماً، وأنت تقتل نفسك أين الرحمة لا أستطيع فهمها ولأن أستطيع أن أفهمها أبدا؟ هل أصبح الموت رحمة في نظرهم!
ومن ثم دوامة كبير عن حياتها المليئة في الماسة في بعض من حياتها وهنالك تتحدث عن حياتها الشخصية، وكيف بدأت تلك المسيرة الملهمة في نظرها؟ وكيف أنها ترى أنها أم رائعة ترى أنها زرعت تلك الأحلام اتجاه أطفالها، وأنهم يجعلونها تشعر في كمية من الفخر الكبيرة في داخلها.
مشاعر غريبة تطيف في داخلي توقعت أن يجعلني هذه الكتاب في مشاعر الحزن، ولكن لا أعرف ماذا يحدث ربما عندما نقرأ الكثير من الأمور الحزينة.
نصبح باردين من المشاعر من غير أي حساس اتجاه أي أمور تحدث؛ لأننا رأينا الأسوأ من ذلك.
كلما رأيت شخصاً يفكر في الانتحار، أتساءل لماذا لا ترى من هم أقل منك، حتى لا يستطيعوا العيش في سلام من هم يموتون وسط الحروب من هم يتمنون أن يكونوا أنت لا أفهم الكيان البشري أنه شيء معقد حتى في بعض الأحيان لا أفهم نفسي، وأرى ذاتي مليئة في التقلبات في كيف أستطيع الحكم على الآخرين
ربما تايلر وصلت مرحلة من عدم وجود الإيمان إلى فقدان الصحة وفقدان تلك الحياة الطبيعية التي كانت تعيشها في كانت تعتقد أن هنالك خياراً لها دائما إذا لم يحدث ما تريد في هنا في بساطة يمكن أن يكون الخير أن لدي كامل الحرية في اختيار الموت لأني أنا أتعذب وليس الآخرين في تلك الحرية في الكامل لدى.
أدب الراحلين مؤلم جدا، ولكن هذه الرواية لم تجعلني أتألم قط اتجاه الشخصية الأساسية تركت في حالي فقط في دوامة دائمة من الأسئلة في داخلي التي أريد يوماً من الأيام أن أستطيع تكون لي تلك القدرة في البحث عنها وفهمها جيدة
وأيضا توجد في هذه المذكرات الطفيفة من الأحزان بعض الألفاظ الخادشة في آخر صفحات.

•اقْتِبَاسَاتٌ:

يمكن للمرء أن ينتصر في كل معارك الحياة سوى معركة واحدة وهي هي معركته مع الموت.

•التَّقَييم:

5/2

اسم الكتاب : عتبات العبودية

المؤلف : د.عقيل بن سالم عقيل الشمري

عتبات العبودية، من الكتب الرائعة الي جدا تستحق القراءة