**التسلح بالقرآن الكريم

*?خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر حرسها الله* .

*?لشيخنا العلامة / #محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.*

? بتاريخ ٢١ رجب ١٤٤٥ هـ

♻تابعونا ملتقى الخطب المكتوبة تليجرام :https://t.me/hat2222 الموقع الرسمي للشيخ محمد بن عبدالله الإمام على الويب ?https://sh-imam.com/audio/topic/68577https://youtube.com/channel/UC8b2PfcB85tyZ5pPC6jQT2w ?التصنيف: #خطب_فضائل_الأعمال ══════ ❁✿❁ ══════**

**أيها الناس: صاحب الهمة العالية جمع بين الإخلاص والصدق، وبين المسارعة في طاعة الله، فإذا جمع المسلم بين ذلك فقد حقق الهمة العالية، فقد صار من أصحاب الهمم العالية، فسباقٌ في طاعة الله وجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، ولذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحاب الهمم العالية عند أن قدموا أنفسهم، وقدموا أموالهم لله جل وعلا، فصاروا أصحاب همم عالية، جاهدوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله جل وعلا.

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ  وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

فكانوا أصحاب همم عالية، هاجروا لله تركوا ديارهم من أجل الله، هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم، مهاجرين ومناصرين، تركوا ديارهم وأموالهم. واستقبلهم الأنصار، الذين عادوا العرب، عادوا العرب في سبيل الله، وقاتلوا مع رسول الله، وبايعوه على النصرة، وبايعوه على الإيواء، وبايعوه على المنَعة، فرفع الله قدرهم، هذه أعمال أصحاب الهمم العالية.

﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * والذين تبوأوا الدار والايمان من وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

أنفق أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله في الهجرة في سبيل الله، مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إن أولى الناس بي أبا بكر واساني بنفسه وماله، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبتَ، وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي". فما أوذي بعدها.

سبق أبو بكر رضي الله عنه بالإنفاق في سبيل الله، وبإرادة الله والدار الآخرة فرفع الله قدرهم.
  أمر النبي عليه الصلاة والسلام يومًا بالصدقة، فعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ، إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ ". قُلْتُ : مِثْلَهُ. قَالَ : وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ ". قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قُلْتُ : لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا.

هكذا كانوا يتنافسون في عمل الخير، هذه هي الهمة، مسابقة في طاعة، وكلهم يريدون ثواب الله، ويريدون الدار الآخرة.
  أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا أن يعطي يتيمًا نخلة، يقيم بها حائطًا، قال أعطه بنخلة في الجنة، فأبى ذلك الرجل، فجاء أبو الدحداح الأنصاري رضي الله تعالى عنه، فقال يا رسول الله سأشتري تلك النخلة بحائطي كله، ليقيم حائطه بها، قال فاشترى تلك النخلة ودفعها لليتيم، وقال خذها فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ربح البيع أبا الدحداح.
كانوا  أصحاب همم عالية.

خرج صهيب بن سنان مهاجرًا من مكة ترك ماله، وقد كان عنده مال كثير، ترك ماله، فلحقه المشركون يريدون قتله.
  قال: والله إن جعبتي مليئة بالسهام ولا تصلون إلي حتى أضع في كبد كل واحد منكم سهمًا، وإن أردتم المال فذاك مالي بمكة خذوه.
  فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ  مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.
  هاجر وترك ماله، ولم يبال به، هاجر مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

فانظروا كيف فعلوا مع نبينا عليه الصلاة والسلام، بذلوا الأموال، جاهدوا بأموالهم جاهدوا بأنفسهم، مسارعة في طاعة الله، هؤلاء هم أصحاب الهمة، مسارعة واجتهاد في طاعة الله.**