أَنا أُحِبُكَ حَاول أَن تُساعِدَني
‏فَإِن مَن بَدأَ المَأساةَ يُنهيها
‏وإِن مَن فَتَحَ الأَبوابَ يُغلِقُها
‏وإِن مَن أَشعلَ النيرانَ يُطفيها
‏يا مِن يُدخِنُ في صَمتٍ و يتركني
‏في البحر أَرفع مَرساتي و أُلقيها
‏أَلا تراني بِبحر الحبِ غارقةَ
‏والموجُ يمضغٌ آمالي ويَرميها ؟

أحرجُ من ضوضائي إلى ضوضاءِ الأرصفة
أنا ضجرٌ بما يكفي لأن أرمي حياتي
لأيةِ عابرةِ سبيلٍ
وأمضي طليقًا
ضجرًا من الذكرياتِ والأصدقاءِ والكآبةِ
ضجرًا أو يائسًا
كباخرةٍ مثقوبةٍ على الجرفِ
لاتستطيعُ الإقلاعَ أو الغرق

وحين أراك أنسَى كُلَّ حُزنِي
ويخمُدُ في فُؤادِيَ الاحتِراقُ
إذا ما كانَ هذا مِن بَعيدٍ
فكيفَ بِهِ إذا حَصَلَ العِناقُ ؟

كُلُّ الجِراحِ ستُنسى حينَ تلتئِمُ
‏إلّا الجِراحِ التي يأتي بها الكَلِمُ
‏جُرحُ اللسانِ شديدٌ في مرارتِهِ
‏يزدادُ سُمًّا إذا ما خطّهُ القلمُ .

"خـاطِرَةُ حـالِـمٍ**"

أعِلمًا علموني
أم انهم لقنوني

أوللفراغِ وُجِدتُ
أم للعبثِ خلفوني

ألِهدفٍ أرتقي أم
بُعثِرتُ للسكونِ

أجمالًا أمتَلِكُهُ أمْ
بشاعةً أعطوني

أنكرةً أُستُكوِنتُ أم
مُعَرّفًا قد جعلوني

أقائمٌ الكون عليَّ
أم إنّهُ قائمٌ بدوني

أو أُكَذِبُ ما أُدرِكُ و
تُبصِرُهُ وتراهُ عيوني

بائسٌ معي سجائري
وعُزلَتي وشُؤوني

استوحش منّيَ قومٌ
ظنًّا أنَّهُم قد هَدُوني

ولو عُرِفَ الحقُ لِأَن
قُلتُهُ لَكَفَّروني

فمَصائِبَ أفكارِ قومٍ
الأهلُ أحملوني

وإنتَظرَ ناسٌ وقوعي
بينَ جلوسي لركوني

راهقتُ والجُهّالُ
بالإيمانِ اوهموني

واستنكرت الزندقةَ
فإذا بالجَمِعِ وقروني

أثنوني و وَسَّموني
بالجنانِ طمنوني

بعمامةٍ مجدوني
ومناصِبَ سلموني

فإن أدركتهم قلت
يا قوم حدثوني

عن الضلالةِ وعنها
ابعدوني وإجعلوني

لِلتقاءِ والإخلاصِ
رسولاً وانصروني

خليفا حاكما لله
في الأرض سمّوني

سلطانًا عليكم بإسمِ
الإسلامِ بجلوني

لطلباتِكم فأمروني
لبادِرةِ خطإٍ حملوني

على وفاءٍ عاهدوني
وضرائبٍ أعطوني

فإن همُ إستيأسوا
منّي قلت بدلوني

فإذا بالقومِ زادوني
إحتراما قد آتوني

بعدَ موتيَّ الرُعاعُ
شِعرًا قد رثوني

من حُكميَّ خشوني
للرحمةِ رجوني

وإعتاد كُلُّ القومِ
والأتباعُ على رُعُوني

وأقلُّ ما قيلَ أنَّهُم
للحقِ إلهًا ظَنُّوني

قد يبكون عليَّ وقد
بعدَ حينٍ سَينسُوني

مِثلُهُم إنْ صرتَ لَهُمُ
وجيهًا لَقُلتَ إعبدوني

وُقَد وُرِثَ حُكمي بِفِضلِ
حِـكـمَـتـي وجُـنـونـِي

وإن عدتُ للواقع
فبالموتِ هددوني

و بالشِعرِ هَجوني
وجسدا أذوني

وشتما قد رموني
بالهلاكِ وعدوني

لِلقاءِ الربِ يدعوني
لِأجلِ عقيدةٍ أدموني

كإنهم لم يعرفوني
للطاعةِ أرادوني

وإن ذكرتُ من كنتُ
إذ فمن بِتُّ أسكتوني

لشرعِ الله و حَـدِّهِ
المؤمنونَ مَزَّقوني

وثمَّ أحـلّوا دَمْـيَ
المُسلِمُونَ وقتلوني
-**صُهيب

**أنا الكسيرُ صديقُ الأحزانْ
أنا أصبحتُ في خَبرِ كانْ

نسيتُ من بالحقِ أكون
نسيتُ كَيفَ تَتلوّن الألوانْ

يومٌ مرَّ عليّ أظلمَ المكانْ
كأنَّ قلبي إنكَتَمَ و الأشجانْ

بالعادةِ كُنتُ أعزفُ الألحانْ
أمّا الآن؟ هاربٌ مِن كُلِّ إنسانْ

لا شيءٌ يُسعدني الآن فقط أتمنى
أنْ تَضحك لي الدُنيا والأزمان**

وأنّي أُحِبُّك حُبًا أنتَ تَجْهَلهُ
ما بالَ قَلْبكَ لا يَعرفُ حُبي لهُ
هَلْ تَعْلَمُ أنّي عِندَما أُحادِثُك
يُرَفْرِفَ قَلبِي مُنبَسِطٌ ومُبتهجُ
ربّاهُ إنّي أُحبّهُ حُبًا كأَنّمَا
لم أُحِب أَحَدًا مِثْلمَا أَحببتهُ

قُطِعَتْ سُبُلَ الوصُولِ
وإنقضَتْ وَذَهَبتْ وَكَإنَّها لَمْ تَكُنْ
لَكِن وَاللهِ القَلبُ رافِضٌ
وَالرُوحُ أقامَت عَزاءً وَبكَِتّ
تَسارَعَتْ أفعَالُنا وَكُلٍ مِنّا ذَهَب .
وَضِعتَ مِن بَينِ يَديَّ، يا مَنْ كانَ كُلُ ما لَديّْ.

**ما كُنتَ مثلَ العابرين بِأعيُني
‏إنّي أراكَ مَكثتَ في أعماقي

أنَا الذِي تَركْتُ المَجرَّة كُلَّهَا
و أصْبَحتُ نَجْمًا فِي مَدَاركِ**

**كُتب الفراقُ على الذين نحبهمْ
إلّاكَ وحدك يا غموضَ وضوحي

لا شيءَ في الدنيا يُفرقُ بيننا
كيف الفراقُ وأنت توأمُ روحي

تسري بأوردتي شعاعا من دمٍ
وتُحس بالمخبوء قبلَ شروحي

خذني بحضنكَ جئتُ من زمن الأسى
وإليك ليس إلى سواكَ نزوحي**