‏وأنا -يا قلبُ- أبكي إنْ بكَتْ
‏مُقلةٌ كانت بقُربي أو ببُعْدي
‏حين يشقَى الناسُ أشقى معهُمُ
‏وأنا أشقَى -كما يشقَوْنَ- وحدي!
عبدالله البردوني

السجون تحت الأرض والتي لا تجد لها بابا ومدخلا ولا تصلها نقطة الضوء بتاتا .. تجعلك تفهم لماذا خلق الله لجهنم دركات بعضها تحت بعض، ولماذا جعلها موصدة الأبواب، ولماذا أوقد عليها حتى اسودت وصارت كالليل البهيم .. اللهم اجز بها من شئت من المجرمين الظالمين، وأبعد بيننا وبين الظلم والظلمات يا رحمن يا رحيم.

يَا مَن أجبتَ دُعاء نوحٍ فانتصر
‏وحملته في فلككَ المشحونِ

‏يَا من أحال النّار حول خليلهِ
‏رَوحًا وريحانًا بقولكَ كُوني

‏يَا من أمرتَ الحوتَ يلفظُ يونسَ
‏وسترته بشُجيرة اليقطينِ

‏يا ربّ إنّا مثلُهُ في كُربَة ..
‏فارحم عبَادًا كلّهم ذا النونِ

أن ترى الغربة في عينان كانتا لك موطناً، وأن تُزّرع وسط حشد غفير ولكن تترنح من ألم المعرفة.

أن تسلب منك أبجديتك، التي كنت تشهرها سيفًا حامياً في وجه الشعور، وتلوذ إليها لترتب بعثرةً أودعتها الأيام فيك.

كم هو غريب ..
غريب أن تزجّ بك الحياة في أكثر بقعة معزولة بها، وأنت الذي ألفتك كل الأماكن ورحبت بك.

"نولد متشابهين، كالصخور في الجبال، ثم تتسلّى الحياة بنحتنا بعد ذلك".

‏عن المواقف اللي تخرس فمك الثرثار وتزرع طبع جديد فيك وهو الصمت

لبيكَ وسعديك، والخير كله في يديك ..

يوم عرفة..لمن عرفَه!
لمن عرف قدره، لمن خبّأ الدعوات وادّخرها ليناجي بها الله،، لمن خبّأ الأمنيات ليوم تحقيقها! هذا يومٌ تتشابه فيه الصور والأجساد..ليُنظَر إلى القلوب! محلّ الرفعة اليوم يوم اليقين،، يوم الدّعاء يومٌ تنادي فيه بمرادك الوحيد - اللهم ارضَ عني - لأن رضاه يعني انبثاق أنهار العطايا من بين يديك،، في الدنيا والآخرة.. عرفنا أقواماً كانوا يبكون في يوم عرفة بكاءَ من انقطعت به السبل، وتاه عن الدليل، وانحرم من الزاد،، بكاء ضرير أخطأ الطريق، بكاء ذليلٍ يخضع لرب الأكوان،قلبك يستحقّ الخير، فلا تحرمه نفحات هذا اليوم المبارك! لعلّ الله يطّلع إلى قلوب عباده فيرى وحدة غايتهم وصدق قلوبهم وبكاء عيونهم،، فينظر إليهم نظرة رضا لا شقاء بعدها، وينادي،، (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)!