شاهدتُ "Friends" لأوّل مرة عندما كنت في السَّابعة عشر من عمري، في ذلكَ الوقت وبينما أشاهد الجزء الأوَّل كان جوي يملك ٢٥ عاماً وهو الأصغرُ بينهم. أرى مجموعة من الأصدقاء الشَّباب يعيشونَ الحياة بأبسطِ معانيها مع مشاكلها ومواقفها، مع قصص العائلة والحبِّ والصَّداقة، مع تغيير البيوت والأعمال، وطبعاً مع بعضهم.
تخيّلت حياةً مشابهة لكن دونَ ترك منزلنا، وكان في تلكَ الحياة أصدقائي ومشاكل ومواقف مشابهة، وحلمتُ بكثيرٍ من القصص المضحكة والتّعايش ومدينة حنونة.
اليوم وبعد ثلاثة أشهر من بلوغي السَّادسة والعشرين من عمري. أرى شخصاً يحملُ الكتابةَ على أكتافهِ تارةً، تحمله هي تارةً أخرى. بلغَ اليأسُ منهُ يده اليسرى، وبلغَ الأمل عينهُ اليمنى. سافر الأصدقاء والقسم الآخر منهم نتشارك هموماً اعتقدنا أنَّها ميِّزات الشَّيخوخة.
شوارعُ المدينة المظلمة، ودكاكينها التي يجري الصَّدى بين زواياها، والصَّلوات التي تخرجُ بلغةِ الإشارة لتحصلَ على ١٠٠٠ ليرة.
هذا الكاتب المتعجرفُ الَّذي أُظهره قبل النَّوم، يصيحُ " أنا الأفضل مع أنَّ الكتابة ليست منافسة، ولكن أنا الأفضل". سيبحثُ عن دارِ نشرٍ قريباً ولن يجدَ غيرَ صوتهِ، ذلكَ الفقير المعتوه، فما هي الكتابة لتكونَ الأفضل فيها، أليست بكاءَ الحزانى والمعطوبين؟
يا إلهي ما هذا الواقع !
أهربُ إلى المسلسل كُلَّ مرَّة، ولكن هذه المرة أنا في نفسِ عمرهم ولا أزالُ أبحثُ عنهم بالطَّريقةِ ذاتها قبلَ تسعِ سنوات.
بعدَ تسعِ سنوات، ضعفُ نظر، أرق، كوابيسُ قبيحة، ألمُ في الرأس والمعدة والرُّوح، كتابة ولغة جميلة، وأصدقاء، فعلاً أقول عنهم الأصدقاء.
أندرو عيسى

❤️❤️❤️

.
.
.

الحج تشاندلر العرجاني ♥️

.
.
.
.