يا ربّ.. وقتي، لا تجعله هباءً، ولا أشتاتًا دون وجهةٍ واضحة، ولا ضياعًا دون غاية! اجعله ممتلئًا بذكرك، والدَّلالة عليك، والسَّير إليك.

وفي أولى ليالي شهر شعبان؛ اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا فيه، وأن تبلغنا رمضان مُؤمنين غير مفتونين، تائبين غير فاسقين، مُقبلين غير آبقين، راضين شاكرين قابلين لنعمة الفريضة، غير غافلين عنها ولا محرومين من إتمامها مُتنعمين بها.. اللهم بلغنا رمضان ونحن في أفضل حال.

مساءُ الخيرِ.

كُلٌ منَّا لَهُ ثغرَه، فمَن لزِمَ ثغرَه فعليه ألَّا يَستريحَ، كَثيرٌ مِنَّا يستهينَ بثغرِه ويقولُ: "لو أنَّ لي مثلُ فلانٍ لكُنت فعلت كذا وكذا"!

لكن ما أدراك أنَّ ما عندَ فلان يَصلُح لك؟!

لمَ لا تكسِرْ الحاجز، وتبدأ مستعينًا باللهِ على سدِّ هذا الثَّغر؟
أن تبدأ من جديدٍ؛ كي تَلقى الله، وتقول يا ربِّ فعلت كذا وكذا مرَّات عدَّة.

وتذكَّر:
﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.

والسَّلامُ.

- ضُحَى أحمد.

‏"يا من قَضَيتَ الليلَ تلتَحِفُ الأسى:
صبرًا، فحُزنُكَ لن يطولَ مداهُ

ما دامَ فوقَ العرشِ ربٌّ قادرٌ
سبحانهُ يكفيكَ ما تخشاهُ".

‏مُشتَّتٌ؛
لا يملك من أمّره شيء،
يسألُكَ أن يهتَدي.

اهدِ لي قلبي يارب.

كُتِبت عند ربك صابرًا حين حمدته وقلبك يبكي

‏{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ }
في مرحلة الحب العالية هذه،
لن تُكثر مِن طَلَب فَتاوَى تُجِيز لك ما تُريد فِعله!!
بَل ستبحَث عمّا يُحِبُّه هُو وتفعله بكُل حُب.

يا ربّ، إنّي قد طَرَقتُ بابَكَ بِدُعائِي، وأنتَ المُجيبُ ولا مُجيبَ غيرَك، إنّي تركتُ مَع أدعيتِي كُربًا لا تُفكُّ إلّا بإذنِك، وأثقالًا جثمَت على صدرِي، ومخاوفًا لا يُبدلها أمانًا إلّا أنتَ جلَّ جلالُك.

يا اللّه، إنّي أتركُ مع ابتهالاتِي كُلّ ما أثقَلَ صدري، وكلّ ما ضيّقَ الخناقَ على قلبي، جئتُكَ اليومَ طالبًا مَغفِرَتك، طامعًا في كرمِك،
جئتكَ مُفوِّضًا إليكَ أمري كما يعقوب، أدعُوكَ أنّي مسّنِي الضرُّ وأنت أرحمُ الرّاحمينَ كما أيّوب، طالبًا مغفِرتك كما يونُسَ أن لا إله إلّا أنتَ سُبحانَك إني كُنتَ مِن الظالمينَ، أسألُكَ يا اللّه جزاءً طيبًا كما منحتَ يوسُف، أسألكَ قُرةَ عينٍ لا تنقَطع، وطمأنينةً لا تنفد، وقلبًا مُعلقًا بك، وألّا تقبِضني إلًا وأنتَ راضٍ عنّي. يا اللّه.

وتمر عليك لحظات تتمنى أن يتجمّد الوقت.. أن يتوقف جريان الزمن للأبد?

يسري بداخلنا يقين قاطع بأنك ستدبّر أمورنا سبحانك، وستسهّل الطريق لا نعلم كيف، لكننا رأينا نتاج هذا اليقين رأي العين مرةً تلو أخرى، بمثل هذا اليقين كُنّا نتجاوز، ونضع كل تلك الأثقال عن ظهورنا.. ونمضي?