للإنسان فُرصة للخلاص عن طريق الجَّحيم أكثر مما لهُ فُرصة للخلاص عن طريق الفردوس.

- سيوران

أنا تلك الزّهرةُ الضائعةُ
التي تنمو على ضفّتيك،
خاشِعةً وصامِتة، ربيعاً بعد ربيع.

- ألفونسينا ستورني

تجرينَ في خيالي كالماءِ
أُغلِقَ عَينيَّ فأراكِ
و أصمُتَ فأسمعُكِ
و أهدءُ فتثورين داخلي.
انتِ الغُمامةُ البارِدةُ التي تُفتِّتُ صدري
و القبضةُ الهائِلةُ التي تُدمي أسناني
لا مَفرَّ يا قِطّة الغيابِ الشّرِسة
لا مفرّ يا قادِحة الزِّنادِ على طرائِدِ الغِزلان
ففي هَرَبي مِنكِ أهرُبُ إليكِ
وفي ذُروةِ إنكاري أتحسّسُكِ
انا معقلُ أشباحٍ منسيّة
يسبحُ بياضُ الواحِدِ بالآخر
لا يُدرِكُها سوى من رفضها
ولا تُدرِكُ سوى ما قدّمتههُ
حيرى تَمضي
بحثاً عن السبب

علي اكبر - التّاسع عشر من يوليو

إنّ ما يميّزنا لا يتمثّل في أنّنا لم نعثر على إله ، لا في التاريخ ولا في الطبيعة أو حتى فيما وراء الطبيعة. ولکن في أننا لا نرى ، في ما ظلّ يُعبد كإله ، شيئاً إلهياً ، بل شيئا جديراً بالشفقة ، شيئاً سخيفاً ومُضِرّاً ، لا كخطأ فحسب ، بل كجريمة في حق الحياة. نحن نرفض الله كإله.

- فريدريك نيتشه

قُوتُ عِيالِنا هُنا
يُهدِرُهُ جلالةُ الحِمارْ
في صالةِ القِمارْ .
وكُلُّ حقّهِ بهِ
أنَّ بعيرَ جدِّهِ
قَدْ مَرّ قبلَ غيرِهِ
بِهذِهِ الآبارْ !
يا شُرَفاءُ
هذهِ الآرضُ لَنا.
الزّرعُ فوقَها لَنا
والنِّفطُ تحتَها لَنا
وكُلُّ ما فيها بماضيها وآتيها لنا .
فما لَنا
في البرْدِ لا نَلبسُ إلاّ عُرْيَنا ؟
وما لَنا
في الجوعِ لا نأكُلُ إلاَّ جوعَنا ؟
وما لَنا نغرقُ وَسْطَ القارْ
في هذهِ الآبارْ
لكي نصوغَ فقرَنا
دِفئاً، وزاداً، وغِنى
مِنْ أجْلِ أولادِ الزّنى ؟

- احمد مطر
* جولة أُخرى

أنا ما تشاء ، أنا الحقير
صبّاغُ أحذية الغُزاة ، و بائِعُ الدّمِّ و الضمير
للظالمين أنا الغُراب
يقتات من جثث الفراخ ، أنا الدمار ، أنا الخراب
شفة البغيّ أعفُّ من قلبي و أجنحة الذُّباب
أنقى و أدفأ من يدي ، كما تشاء ، أنا الحقير
سحقا لهذا الكون أجمع ، و ليحُلّ به الدمار
مالي و ما للناس لست أبا لكل الجائعين
و أريد أن أروى و أشيع من طوى كالآخرين
فليُنزلوا بي ما استطاعوا من سباب و احتقار
لي حفنة القمح التي بيدي و دانيةُ السنين
خمس و أكثر أو أقل هي الربيعُ من الحياة
فليحلموا هم بالغد الموهوم يُبعثُ في الفلاة
بروح النماء و البيادر و انتصار الكادحين
فليحلموا إن كانت الأحلام تشبع من يجوع
إني سأحيا رجاء و لا اشتياق و لا نزوع
لا شيء غير الرعب و القلق الممض على المصير
ساء المصير
ربّاه إن الموت أهونُ من ترقُّبِهِ المرير
ساء المصير
لٍمَ كنتُ أحقر ما يكون عليه إنسان حقير؟

- السّياب