بيني وبين القسوة بلاد ، لإني مش شخص قاسي ولا نحب الناس القاسية ولا نحبّ وجودهم في حياتي ، وحقيقة ما ندورش في علاقاتي مع الناس غير على الناس البسيطة الحنينة ، اللي مهما اختلفنا بيكون سهل نتراضى ، اللي يفهموني ويقدروا ظروفي ، ومش محتاج معاهم لتبرير ولا نخاف يفهموني غلط ، الناس اللي بيحطوا نفسهم مكان غيرهم وبيقيسوا كلامهم على نفسهم وأسلوبهم وطريقتهم في الكلام كويسة ، وحرفيًا من بين كُل الصفات اللي في الدنيا مفيش حاجة بتخطف قلبي ولا بدور عليها غير اللين والحنية .

﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ

ثُمَّ يُنادى مُنَادٍ :
" يا أهلَ الجنَّة خُلُودٌ بلا موت "

- اللَّـهُم هذه المنزلة ، وهذا النّداء.

أول أمس؛ أعلنت إحدى الصفحات عن مسابقة جائزتها "سترة صوفية" ثمينة من النوع الرجالي، واختيار الفائز سيكون لصاحب أكثر تعليق، وللأسف تفاجأت بأن أبي قد وضع أكثر من مائة تعليق نصها "سترة رائعة أتمنى أن تهدوني إياها لقد وضعت أكثر من مائة تعليق "!.

أصابتني الدهشة ودمعت عيناي وارتجفت أصابعي وأنا أكتب لهم متسائلة عن عنوانهم.. أبي الذي لم يتذكره واحد منا بهدية منذ أن وُلدنا، أبي الذي لطالما حاول إسعادنا وتلبية رغباتنا ومنحنا كل مانريد، لهذه الفستان الذي اختارت، ولهذا الهاتف الذي أعجبه ولهذة الحقيبة التي أرادتها بالإضافة لكل مصاريف الدراسة ومع ذلك كثيراً ما شكونا له حالتنا المادية المتوسطة وتفوق زميلاتنا المادي علينا!

ويوم أن طلبت أمي منه أن يبتاع لنفسه سترة صوفية تقيه برد الشتاء قال: لا أشعر بالبرد مادام الدفء يسري في أوصالكم!

اليوم ابتعتها له وأرسلتها عن طريق البريد وكتبت عليها "لقد فزت معانا بالسترة الصوفية، كل الحب لك".
وراقبتُ رد فعله فوجدته قد كتب إلى صفحة المسابقة " كل الشكر لكم لطالما حلمت بسترة تشبه هذه لكن الظروف المعيشية الصعبة منعتني أن أفعل، لكن لو أمكن تستردونها وتمنحوني عوضًا عنها سترةً نسائية لابنتي الكبري لأنها على مشارف دخول الجامعة!...
#سارة_العقاري

وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

سَيدّةُ النَكد والعصَّبية
والنَظراتِ الحنَونّةْ

‏و أمنحني يقينًا يشبهُ يقين الأطفال ، بأنّ الجروح كلَّ الجروح تُشفى بتقبيلها.