نسبة القول للجمهور عند متأخري المفسرين

المطالع لكتب متأخري المفسرين يلحظ كثرة نسبة بعض اﻷقوال للجمهور أو اﻷكثرين ، ويتلقف بعض الباحثين تلك النسبة ويحكيها مسلما لها ، بل وأحيانا يحاكم بها غيرها واصفا قسيمها بالشذوذ ، وهذا عين الخطل والشطط ؛ ذلكم أن تلك النسبة بحاجة إلى تحقيق وتمحيص من جهة ضابط مصطلح الجمهور واﻷكثرية ، ومدى تحقق تلك النسبة إليهم ، والمعيار الذي تحاكم عليه تلك الأقوال .

ومما يفاقم اﻷمر أن ثمة تفاوت واضطراب في نسبة اﻷقوال للجمهور أو الأكثرين ، فما يعده بعضهم قولا للجمهور هو عند غيرهم ليس كذلك .

وهذه القضية - أزعم - أنها بحاجة إلى دراسة وافية عن هذه الظاهرة تحقيبا ومعيارا ونقدا .
والله اعلم
https://t.me/samij11

https://eu.bbcollab.com/guest/cb183b23b4454796bb65db84177df681

قال أبو بكر بن يونس رحمه الله :

« العلم لا يأتي إلَّا بالعناية، والمباحثة، والملازمة، مع هداية الله تعالى وتوفيقه».

[الجامع لمسائل المدونة ١/ ٧] .

بحث قديم ﻷخيكم بعنوان :
اﻹمام ابن قتيبة ومنهجه في إيراد القراءات وتوجيهها

https://us06web.zoom.us/j/2907987835?pwd=X0NwUbRB5RWTwtGN3NB6ZWQ7JYlAUr.1

بحث قديم ﻷخيكم بعنوان : المفردة القرآنية بين اللغويين والمفسرين

كلام قيّم لابن القيم يكتب بماء العين - يا ليت الدعاة وطلبة العلم أن يقفوا عنده -
قال - رحمه الله - في إعلام الموقعين ( ٣ / ٦٦ ) :

" ومَن أفتى الناسَ بمُجرّد المنقول في الكتب -على اختلاف عُرْفهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وأمكنتهم ، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم- فقد ضلّ وأضلّ، وكانت جنايتُه على الدين أعظمَ مِن جناية مَن طبّب الناسَ –كلَّهم- على اختلاف بلادهم ، وعوائدهم ، وأزمنتهم ، وطبائعهم - بما في كتابٍ مِن كُتُب الطِّبِّ- على أبدانهم!
بل هذا الطبيبُ الجاهلُ - وهذا المفتي الجاهلُ- أضرُّ ما على أديانِ الناسِ وأبدانِهم - والله المستعان- ».

فوائد منتقاة من كتب التفسير ( ٣٠ )

أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره  ( ١٥ / ٤٨٢ ) عند تفسير قول الله تبارك وتعالى ( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا )  عن سفيان بن عيينة - من طريق صدقة بن الفضل - قال: " أوْحَشُ ما يكون الخلقُ في ثلاثة مواطن: يوم يُولَد فيرى نفسه خارجًا مِمّا كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يُبْعَث فيرى نفسه في محشر عظيم."

فوائد منتقاة من كتب التفسير ( ٢٩ )

أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره  ( ١٥ / ٥٣١ ) عند تفسير قول الله تبارك وتعالى ( وجعلني مباركا أينما كنت ) عن سفيان بن عيينة - من طريق يونس بن عبد الأعلى- قال: " مُعَلِّمًا للخير "

قال ابنُ القيم -رحمه الله - في مفتاح دار السعادة (١ / ٥٠٠ ) معلقا على قول سفيان : «وهذا يدُلُّ على أن تعليم الرجل الخير هو البركة التي جعلها الله فيه؛ فإنّ البركة حصول الخير ونماؤه ودوامه، وهذا في الحقيقة ليس إلا في العلم الموروث عن الأنبياء وتعليمه؛ ولهذا سمى سبحانه كتابه: مباركًا» .