ليتَ الحوادثَ باعتني الذي أخذت
مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي

- أبو الطيب.

إلفُ هذا الهواءِ أوقَعَ في الأنـ..فُسِ أن الحمامَ مرُّ المذاقِ

والأسى قبل فُرقةِ الروحِ عجزٌ .. والأسى لا يكون بعد الفراقِ

- المتنبي.

جزاكَ ربُّك بالأحزانِ مغفرةً
فحزنُ كلِّ أخي حزنٍ أخو غضبِ

- المتنبي لسيف الدولة.

أشدُّ الغمِّ عندي في سرورٍ
تيقَّنَ عنه صاحبُهُ انتقالا

- المتنبي.

يرى الجبناءُ أنَّ العجزَ عقلٌ
وتلكَ خديعةُ الطبعِ اللئيمِ

وكلُّ شجاعةٍ في الناسِ تُغني
ولا مثلَ الشجاعةِ في الحكيمِ

وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا
وآفتُهُ من الفَهمِ السقيمِ

ولكن تأخذُ الآذانُ منهُ
على قدرِ القرائحِ والعلومِ

- أبو الطيب.

إذا لم تكن نفسُ النسيبِ كأصلِهِ
فماذا الذي تُغني كرامُ المناصبِ!

- أبو الطيب.

لا تنكرنَّ رحيلي عنك في عَجَلٍ
فإنني لرحيلي غيرُ مختارِ

وربما فارقَ الإنسانُ مهجتَهُ
يومَ الوغى غيرَ قالٍ خشيةَ العارِ

- المتنبي.

أمُنعمةٌ بالعودةٍ الظبيةُ التي
بغيرِ وليٍّ كان نائلُها الوَسمي؟

ترشَّفتُ فاها سُحرةً، فكأنني
ترشَّفتُ حرَّ الوجدِ من باردِ الظَّلمِ

فتاةٌ تساوى عِقدُها وكلامُها
ومَبسِمُها الدريُّ في الحسنِ والنظمِ

ونكهَتُها والمَندَليُّ وقَرقَفٌ
مُعتَّقةٌ صهباءُ في الريحِ والطعمِ

جفَتني، كأني لستُ أنطقَ قومِها
وأطعنَهم والشُّهبُ في صورةِ الدُّهمِ

يحاذرُني حتفي كأنيَ حتفُهُ
وتنكزُني الأفعى فيقتلُها سُمِّي

طوالُ الرُّدَينيَّاتِ يقصفُها دمي
وبيضُ السُّريجيَّاتِ يقطعها لحمي

برَتني السُّرى بَريَ المُدى، فردَدنَني
أخفَّ على المركوبِ من نَفَسي جِرمي

وأبصرَ من زرقاءِ جوٍّ، لأنني
متى نظرت عينايَ ساواهُما علمي

كأني دحَوتُ الأرضَ من خبرتي بها
كأني بنى الأسكندرُ السدَّ من عزمي

- المتنبي.

في سَعَةِ الخافقَينِ مُضطرَبٌ
وفي بلادٍ من أختها بدَلُ

- أبو الطيب.

يهونُ علينا أن تصابَ جسومُنا
وتسلمَ أعراضٌ لنا وعقولُ

- أبو الطيّب.