_كَمْ رَأينا من فَصيحٍ مُتكلمٍ عجزَ لسانُه وعُقدَ بيانُه بالرَّدِ أَمام المَلأ فِي مَسأَلةٍ لو عُرضَت عَلى صبيٍ لأجابَ عنها بردٍ يُفحم السَّامع، لعِلمه أنهُ كَانَ فِيها مُخالفَاً للحَقِ تابعاً هَوى نفسِهِ؛ وكَم رَأْينا مِن أُميٍ لايَفقهُ بالعبارَات المُنمقةِ والبلاغةِ المُيسَرة، كَادَ أَن يَقومَ في أمرٍ بينَ النَّاسِ خَطيباً مُفوهاً فَاغراً فاهُ، ليَقينِهِ بِصَواب طَريقهِ ومَنهجِه فِيه!

-الحقُ والباطِلُ أول مايَهبطَانِ عليهِ فُؤادُ المَرء؛ فَيتَسَلطَانِ عَلى لِسَانه!

#إعادة_نشر

يعني هلاك الطغاة ممكن يتم بين ليلة وضحاها وبقدر الله فقط ودون أدنى جهد منا اهو، ومفيش أي متجبر مهما تجبر فوق الجبار اهو، فلم اليأس ولم تأجيل الإعداد والعمل؟ كل شيء ممكن ينقلب في لحظات مهما رأينا بنظرنا القاصر تعسره، لكن الشأن أن نكون حاضرين نواكب سنن الله تعالى في كونه حتى لا تضيع الفرصة كما ضاعت من قبل ألف فرصة.

أحمد مكي

-
ووجدتْ أَعظم ما يَشد عَلى قَلب المَرء ويُوقد هِمته ويُجَلّده على إِتمَام مَهامه ويُثبته عَلى الطَريق لبُلوغ مَرامه؛ هو تَذكرهِ أَن لَه عمراً واحداً لايَعلمُ مَتى يأَفل!

ويحضرني قول الشاعر:
"لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي
وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلًا عَنِ اللَعِبِ"

- إن أسوأ ماقد تقابلهُ من مغالطاتٍ منطقية، هو التنظير المثالي الذي يصدرُ من الأدباء والكتاب؛ للأحداث الجارية والقضايا المتحركة الحساسة على الساحة! يبدأون بتحليل الأخبار وانتقاد الجماعات والهجوم على العاملين، وفق ماكان يجب أَن يحدث بالبداهة بالنسبةِ لهم! وبسطحية…

-
إن أسوأ ماقد تقابلهُ من مغالطاتٍ منطقية، هو التنظير المثالي الذي يصدرُ من الأدباء والكتاب؛ للأحداث الجارية والقضايا المتحركة الحساسة على الساحة! يبدأون بتحليل الأخبار وانتقاد الجماعات والهجوم على العاملين، وفق ماكان يجب أَن يحدث بالبداهة بالنسبةِ لهم! وبسطحية لاتتعامل مع أي تفصيل بسيط للأحداث!
والحقيقة أن هذا باطل ومنكر فمجريات الحياة يحكمها الواقِع لا المثالية!

لأشرح لك أكثر تخيل معي أن عمالاً يشيدون برجاً سكنياً في منطقةٍ وعرةِ التضاريس، متقلبةَ المناخ، وبإيراداتٍ تزيد مرةً، وتقل مرات عن الحاجة، وانتهى العمل وهم متأخرين عن موعد انتهائه المفترض بأسبوع كامل، وبدرجة اتقان متوسطة تصل إلى ٨٥ بالمئة ..
ليسمع بهم رجلٌ مثقف قاعد في منزله يحتسي كوباً من الشاي أحمر، فيجد الفرصة لوضع انتقاداته المثالية جدآ ( الأصل أن البناء دائما يجب أن يبدأ بعد الفجر مباشرة وهم أحياناً يبدأون العمل في الحادية عشرة صباحاً لذلك تأخروا علاوة أننا سمعنا أنهم لايأتون للعمل في أيام أخرى، واستعانوا بمهندس أقل شهرة وخبرة من غيره لذلك قلت جودة العمل ....إلخ) وإن كان صادقاً في نقل الخبر فإن تحليل الخبر كان ظلماً وإجحافاً كبيرين!
ففي الأيام الذي بدأو العمل في الحادية عشرة صباحاً حبسهم المطر من بعد الفجر إلى ذاك الوقت، فكان القرار الأنسب تأخير العمل نصف نهار لحين توقف العمل ...
وفي تعاونهم مع المهندس المتوسط في الاتقان، كان مبلغ الإيرادات لاتفي الا للتعامل مع مهندس يقبل بهذا المبلغ للعمل،ومن المعلوم كل ما زادت الخبرة والشهرة زادت تكلفة التعاقد والطلب...
وفي توقفهم لأيام كانت انقطعت عنهم الإيرادات لمواصلة العمل وحينما عادت استأنفوا العمل مرةً أخرى

هذا الحديث أبسطه لكم لنخرج بقاعدة مهمة جداً "لايُفتي قاعد لمُجاهد" أنت لست بساحة المعركة لا تتفلسف بما ليس لك به علم! حتى تعلم كل الظروف التي اضطرت كذا من القوم لفعل كذا وكذا، ثم تحكم عقلك أكان صواباً فعلهم أم لا، أما أن تدخل في ليس لك به علم ولاناقة سوا أنك أُعطيتَ قلماً وحرفاً براقاً، فتدخل به عالم التحليلات والتنظيرات بأرائك ذات الطبيعة الأدبية، والكلام المنمق والمثالية المبالغ فيها! فهذه سطحية وجهل فاحش بفقه الواقع!

وليس القول يعمم فهناك من القاعدين من لهم رأي صائب يغيب أحياناً عن المجاهدين والعاملين في الساحات الإسلامية والثغور، فقولهم نابعٌ عن علمٍ وفهم ودراية، وهذا القول مرحبٌ به بل وتحتاج إليه الساحة الإسلامية! شريطةَ أن لايخرج من دائرة النقد لأجل الإصلاح لدائرة النقد لأجل النقد، والنصح لأجل التحسين للنصح لأجل التخذيل وشق الصف!

_
ثلاثةٌ لا عُذر لنا فِيها:
المُقاطعة؛ والجِهاد بالمَال؛ والنَشر المُتواصِل!

‏التعامل مع الأحداث المصرية بجديَّة التحليل السياسي ومنطقية التفكير العقلي؛ يُتلف الأعصاب ويورث الجنون.. مصر دخلت نَفقاً سريالياً يَحسنُ بالعقلاء ألا يتعاملوا مع تفاصيله بجدية.. أفضل وسيلة للتعامل مع مصر وهي في نفقها هذا أن نعتبرها كما يقول الصعايدة: (جَزَرة وقَضمهَا جَحش).

علي فريد

اللهُمَّ أنِر بَصيرتَهُم واختَر لَهُم ولا تُخيِّرهُم.

- مَن عَصَى اللهَ، عاقبتهُ فِطرتُهُ بالكآبة!