وسترجع يومًا يَا وَلَدِي مهزومًا مَكْسُور الوِجْدَان
وَسَتَعْرِف بَعْد رَحِيل الْعُمْر بِأَنَّك كُنْت تَطَارَد خَيْط دُخَان فحبيبةُ قَلْبِك لَيْسَ لَهَا أَرْضٍ أَوْ وَطَن أَو عُنْوَان

‏أحبكِ نيابة عن نسمات البحر الوادعة ونيابةً عن العصافير و عن كل ظهيرةٍ غائمة أحبكِ نيابةً عن الفجر حين يأتي بخفة أحبكِ نيابةً عن الكراسي الفارغة في المقاهي أحبكِ عن كل قصيدةٍ لم تقال في عينيكِ، وعن نيابةٍ عن كل غيمةٍ لم تتبع ظلّك أحبكِ عن القوارب الوحيدة…

‏أحبكِ فجأةً هكذا بلا مقدمات ولا تمويهٍ ولا تورية أحبكِ أصالةً عن نفسي ونيابةً عن كل المتعبين في هذا العالم أحبكِ نيابةً عن المطر وهو يطرق نافذتكِ مثل طفلٍ شقي أحبك نيابة عن القمر وعن الليل وعن العيون الساهرة ونيابةً عن ذلك المذنب الصغير الذي قرر أن يصطدم…

كم عدد الحوارات الوهمية التي احدثتها
برأسك مع شخصك المفضل الذي لا قدرة
لك معه حتى على قول مرحباً ؟

لا استطيع ان اتواجد مع اشخاص كأنهم
حقل الغام ، حيثما اكون مُطالباً بأن اتوخّى
الحذر في حديثي واتخلى عن عفويتي ،
لكي لا تُفسّر بشكل خاطئ ، انا غني عن هذا
النوع من العلاقات .

بينما كان الحشد
ينظر إلي بأعتيادية
هو كان ينظر إلى عمق روحي
و بينما لا أحد شعر بحزني
مخفياً في داخلي
كان يدرك كم يبدو الحزن
غائراً على ضحكتي
بينما يمر صوتي من بين كل شيء
مروراً عابراً
هو كان يُحيكه مع اغاني
لمُغنيه المُفضل
القيصر
و بينما لا أحد يحتفل بتفاصيلي
هو كان يسميها
أنتصاراتي الصغيرة

‏وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلةٍ
وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا

‏شيءٌ ما
‏تجمَّدَ في قلبي
‏بعدماَ كان يحترق
‏شيءٌ ما بداخلي بعدما كان
‏متوهِجًا قد اِنطفأ
‏وبكُل اختصار
‏لم يعد هنالك شيء
‏يدفعُني للسير نحوك
‏اللهْفَة أختفت
‏والحُب تَلاشَى
‏وأنا
‏أصبحت لدّيَ حَصانة
‏تحميني من ضَرَّرِك.

‏آه
‏لو كان بإمكاني
‏أن أقلِص المسافات
‏وأمسك يديكِ.

أنا حوار الحالمين، عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى، فأحرقني وغاب، أنا الغياب أنا السماويّ الطريد.