بيني وبينه ما هو أعظم من الحُب، بيننا أُلفة وكأنه بجواري منذُ مئة عام، أعرفه كباطن يدي، خوفه، قلقه، خجله، وضحكاته، حتى أفكاره أتنبأ بها معه .. أعرفُه كأنّه منّي.

- ألديكِ دقيقة ؟
- دقيقة فحسب ؟ لكِ العمر كلهُ .

و انتِ تغادرين تساقطت بعض اشيائك لم تنتبهي لها
عودي
نسيتي ان تأخذيني.

هُنئت بالعيّد سعيداً ،
وهُنئت بك حياتي صديقاً للأعوامِ والسنين.

ألّا ينتهي هذا العُمر
إلا ونحنُ معاً،
يداً بيدّ،
في كُل إتجاهات الحياة .

أنا هنا بجوارك..
إن ضاقت بكِ الدنيا ولم يتبقَّ مكاناً واحداً يتسع لكِ سأكون في انتظارك، إن شعرتِ بثقل الكلمات في روحك سأكون أول من يفهم تعثر كلماتك، وإن كان البكاء هو الحل فأنا أحب مشاركتك لحظات بكاؤك وانهيارك، الصمت سلاحكِ ضد المأساة ولطالما أحببتُ أن أشارككِ الصمت الطويل، الموسيقى الحزينة مفضله عندي كما هي مفضله عندك، ولنتبادل الروايات لتكون فرصة رائعة للقاءٍ آخر، أحب الأشياء التي تخجلين مشاركتها مع احد، الوانك المفضلة، الأفلام التي تنتظرينها، والأماكن التي تحبين زيارتها هي نفس التي أحب الذهاب لها بعيداً عن الناس، قد أبدو لك شخص سريع الملل لكنني لا أمل ابداً عن سماع تفاصيلُ يومكِ، أشعر وقتها أنني في غاية الحظ والجمال، يكفي عندي أن أسمع صوتك مهما كانت غرابة أحاديثك، أحب مزاجيتك وأعرف أن من الصعب على احدٍ تقبلها، لكني مزاجي مثلكِ، فجأة أشعر وكأنني أملك الحياة بما فيها وفجأة أصغر وكأنني مدفونٌ في باطن الأرض، أحب دلالك الطفولي وأفضل جداً مناقشاتنا العقلانية، وأحب دندنة أغانيكِ المفضلة، أحب لحظات جنونك وشغفك وأميلُ أيضاً للجلوس والتأمل في السماء نحو اللا شيئ، أنا هنا لأنك هنا في قلبي، حتى إن اختلفت الطرق وأصبح لكلٍ منا عالمه الخاص وانقطع الوصل، أن ضاقت بك الحياة سأكون دائماً في انتظارك،
عالمي البسيط يتسع لكِ.

أريدكِ ان تعرفي اننا لو كنا في حياةٍ اُخرى غريبتين سأتعرف عليكِ مُجدداً وأحبك مجدداً، لو كنتِ مجرد صخرة صغيرة سأحملك معي وأتجول، لو كنتِ طائرة ورقية سأمسك بخيطك حتى لا تسقط وتتحطم، لو كنتِ قطعةَ قماش سأصنع منكِ فستاني المُفضل، سأختارك دائماً ببساطة.

أصفك بالصديق الذي لا يُنسى، ويشعر فؤادي بأن هذا التوصيف في محله. فنحن وإياك صديقان قديمان متعودان على بعضهما البعض لدرجة أن الحياة التي فرقت بيننا حتى أبعدت أحدنا عن الآخر أحياناً لم توسع الشقة بيننا، بل لعلها ربطت فيما بيننا إلى الأبد.

ومِن ذاك المِقعَد الخالي في مكاننا القديم،
يتعالي صدى ضحكات بعيدة آتيةً من زمنٍ آخر،
وترتَسم صور رمادية باهتة تَمُرُّ مُروراً عاصفاً ..

"أنتِ جانبي المُشرق،
أوقاتي السعيدة،
مكاني الآمن ..
وإنتصاري على الزمن"