📜| أهل البدع والهوى ونصرة الإسلام!!

فالمتكلمون الذين ابتدعوه وزعموا أنهم به نصروا الإسلام وردوا به على أعدائه كالفلاسفة؛ لا للإسلام نصروا ولا لعدوه كسروا، بل كان ما ابتدعوه مما أفسدوا به حقيقة من نازعهم من المسلمين، وفتحوا فأفسدوا عقله ودينه واعتدوا به على الإسلام على من اتبعهم، لعدو الإسلام باباً إلى مقصوده.

[ مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله ]

واشتق إخوانهم الجهمية النفي والتعطيل من أصولهم فسدوا على أنفسهم طريق العلم بإثبات الخالق وتوحيده بمشاركتهم لهم في الأصل المذكور وإن باينوهم في بعض لوازمهم كإثباتهم كون الرب تعالى قادرا مريدا فاعلا بالاختيار وإثباتهم معاد الأبدان والنبوة ولكن لم يثبتوا ذلك على الوجه الذي جاءت به الرسل ولا نفوه نفي إخوانهم الملاحدة بل اشتقوا مذهبا بين المذهبين وسلكوا طريقا بين الطريقين لا للملاحدة فيه وافقوا ولا للرسل اتبعوا ولهذا عظمت بهم البلية على الإسلام وأهله بانتسابهم إليه وظهورهم في مظهر ينصرون به الإسلام ويردون به على الملاحدة فلا للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا بل أتباع الرسل كفروهم وضللوهم وصاحوا بهم من أقطار الأرض امتازوا من المسلمين أيها المعطلون وانحازوا إلى إخوانكم من الملاحدة الذين هم بربهم يعدلون وخلوا عن نصوص الوحي فكم بها تتلاعبون فمرة تقولون هي أدلة لفظية معزولة عن إفادة العلم واليقين ومرة تقولون هي مجازات واستعارات لا حقيقة لها عند العارفين ومرة تقولون: لا سبيل إلى تحكيمها والالتفات إليها وقد عارضها المعقول وقواطع البراهين ومرة تقولون أخبار أحاد فلا يحتج بها في المسائل القطعية التي يطلب منها اليقين فأرضيتم بذلك إخوانكم من الملاحدة أعداء الدين وكنتم بذلك لهم موافقين فصالوا عليكم به فيما أثبتموه وكنتم به من الإسلام وأهله متقربين وصال عليكم المسلمون بما وافقتم فيه إخوانكم من الضلال المبين فتدافعكم الفريقان تدافع الكرة بين الضاربين فدعونا من التلبيس!

[ الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم رحمه الله ]

وسئل أحمد عن الزواج من اللفظي اذا كتب الحديث:

وَإِذَا زَوَّجَ أُخْتَهُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّفْظِيَّةِ، وَقَدْ كَتَبَ الْحَدِيثَ، فَهَذَا شَرٌّ مِنْ جَهْمِي، يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا. [ المغني لابن قدامة رحمه الله ]

فجعل الإمام أحمد قدس الله روحه كتابة الحديث عليه وليس نصرة للإسلام أو السنة.

📜| أهل السنة والأثر ممن تأخر

وأعلم -زين الله قلبك بتوحيده- أنك لن تجد أسعد من أهل السنة والأثر المتأخرين بكلام أهل السنة والأثر المتقدمين، فهم يسلّمون في كل المسائل لما قاله المتقدمين منهم، فليسوا مضطرين لتحريف كلام المتقدمين لعرض من الدنيا أو بدعة محدثة او هوى في أنفسهم.

?| #تزكية #النفس

وكما أنّ الله سبحانه جعل حياة البدن بالطّعام والشّراب، فحياة القلب بدوام الذِّكر، والإنابة إلى الله، وترك الذُّنوب. والغفلةُ الجاثمة على القلب والتّعلُّقُ بالرّذائل والشّهوات المنقطعة عن قُربٍ تُضعِف هذه الحياة، ولا يزال الضّعف يتوالى عليه حتّى يموت، وعلامةُ موته: أنّه لا يعرف معروفًا ولا يُنكِر منكرًا..

[ مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله/ (4/169) ]

(دع الفكر في حب البقآء وطوله ... فهمك لا العمر القصير يطول)
(ومن نظر الدنيا بعين حقيقة ... تيقن أن العيش سوف يزول)
(وما هذه الأيام إلا فوارس ... تطاردنا والنائبات خيول)

الحمدلله العلي فوق سماواته، الأحد الرحيم بمخلوقاته، والصلاة والسلام على خير أنبياءه الذي لم يؤتى أحد مثل كراماته. أم بعد، فيسعدنا أن نقدم لكم كتابا مختصرا انتقينا فيه ما تيسر من الآثار. كلها من كتب العقيدة المسندة التي كتبها سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم. و قد انتقينا الآثار من ستة كتب وهي:

- السنة لحرب الكرماني رحمه الله.
- السنة لعبدالله بن أحمد رحمهما الله.
- السنة للخلال رحمه الله.
- شرح أصول اعتقاد اهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي رحمه الله.
- الإبانة الكبرى لابن بطة العُكبري رحمه الله.

ونحن الآن نقدم لكم هذا المختصر في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة ال28 من رجب سنة 1445 بعد هجرة الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه، سائلين الله عز وجل أن يكتب أجرنا وأجر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل، والحمدلله رب العالمين..

?| #العلم #همسة_صبر

في ختام اعتقاد الإمام سفيان الثوري ( ت: 161 هـ ) رحمه الله في كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي قال لشعيب بن حرب رحمه الله:

يا شعيب بن حرب، إذا وقفت بين يدي الله عز وجل فسألك عن هذا الحديث فقل: ياربِّ، حدثني بهذا الحديث سفيان بن سعيد الثوري، ثم خَلِّ بَيني وبين ربي عز وجل.
أقول: هذا اليقين الذي كان عليه السلف في اعتقادهم، فالعجب كل العجب لمَن يقف حائرًا ولا يأخذ بمعتقدهم!!
وأعجب من الأول مَن ينتصب لتنفير عن كتبهم!!

عن ثابت البناني قال:
كان شاب له رَهَق، وكانت أمه تعظه، تقول: يابني، إن لك يوما، فاذكر يومك، إن لك يوما فاذكر يومك.

فلما نزل أمر الله، انكبت عليه أمه فجعلت تقول: يابني، قد كنت أحذرك مصرعك هذا وأقول لك: إن لك يوما فاذكر يومك.
قال: يا أمه، إن لي ربا كثير المعروف، وإني لأرجو أن لا يعدمني اليوم بعض معروف ربي أن يغفر لي.

يقول ثابت: فرحمه الله لحسن ظنه بربه في حاله تلك.

[المحتضرين لابن أبي الدنيا، باب حسن الظن بالله عند نزول الموت]