كن الحيّ بحياة الإسلام في قلبك وإحيائه في من حولك .. وإياك وأساليب التنازل والالتواء .. فتلك طريق نهايتها الموت في سجلات الأحياء!

فالحياة حياة الصدق، والموت موت الصدق!

لا تنظر للمشاهد والأحداث بعين المستعجل ولا بعجلة المرتاب، ولكن بسنن الله في الأرض، تطيب نفسك وترتاح.

لا تبتئس لاتفضاض الناس للدنيا، ونسيانهم العهد! فرب ثلة صادقة .. يقيم الله بها الوعد وإن كانت قلة.

ولا تعتب على من هانت عليه نفسه في الباطل وفضل صحبة الأهواء .. واصحب من هانت عليه نفسه في الحق ورام صحبة الفداء!

ولا تخدعك سنين ومسافات .. فغدا عند خط الموت .. يتباين الصحب .. ويجتمع الأحباب .. ليس في زمانك .. بل في كل الأزمان.

ذلك أنهم لم يموتوا .. وإنما مات من بدل وخان!

فالحياة حياة الصدق، والموت موت الصدق!

لا تسمح لعزيمتك أن ترتاب ولا للجهاد أن ينضب وإن تكدست جثث المسلمين وطال ليل الطغاة!

وشد أزرك في حوادث الزمان بهدي من سبق وبشرى خاتم الأنبياء، وتزود، لعل الله تعالى يبارك في حسن اتباعك فيستعملك!
ومن يستعمله الله فقد سعد ولو عجل لربه وحيدا! وإن مات أو قتل .. فقد وقع أجره على الله.

ولا تخش فوات الدنيا ولا الملذات .. فهي السم لا الترياق وهي المستنقع الذي إن تورطت فيه مات النبل فيك وقُتل البطل قبل أن يولد .. وتناءت الأمجاد!

ملاحم الحق مستمرة ما استمر الصدق! فإن مات .. ماتت نفسك وماتت الآمال!

فالحياة حياة الصدق، والموت موت الصدق!

المؤمن يفرح لكل مشهد استقامة وتقوى، ويفرح أكثر حين يضم هذا المشهد من عرف وأحسن الظن بهم وتمنى الخير لهم.

ولكنه يأسف لكل مشهد انحراف وانتكاس، ويأسف أكثر حين يضم هذا المشهد من عرف وأحسن الظن بهم وتمنى الخير لهم.

ومدار الأمر على صدق النفوس، فمن صدق مع نفسه، صدقت ظنون الناس الطيبة فيه، ومن كذب على نفسه، لم ينفعه ثناء نفسه أو الناس!

والصدق مع النفس من الصدق مع الله عز وجل.

بقدر ما تتنازل للدنية .. تهون قوة الحق في نفسك .. وتخذلك في مقامات الصدق.

إن الثبات في ملاحم الارتقاء يسبقه رصيد من الاستعلاء بالإيمان والتعظيم لشرعه وأحكامه، وهو أرجى ما تقدمه لنفسك كي يسعفك في لحظات العسرة حين ينفض عنك الناس أو يخذلوك.

أشد الناس هزيمة وإحباطا، أشدهم تهاونا في حقوق الله عز وجل وحقوق الإيمان والإسلام والإحسان.

"ما الّذي يجعلُ المرءَ بطلًا؟
أن يحتضن معاناته الكبرى وأملهُ الأكبر معًا".

هذه مقولة تنسب للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه.

وفي مقولته حكمة لا تخفى، فما يجعل المرء بطلا هو الثبات على مبادئه وقيمه لا يساوم عليها، ولا يرتاب في سعيه لأهدافه السامقة مهما كانت تكلفة ذلك مثخنة.

يحدوه قول الله عز وجل (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

وما البطولة إلا التي تسطّر في سبيل الله تعالى ..

?️ يمكنكم متابعة مجموعة قنوات المؤسسات المتكاملة وترقب نتاجها القادم بإذن الله تعالى، من هنا:

الكتائب

Telegram

كتائب العمل

Abdulaziz invites you to add the folder “كتائب العمل”, which includes 11 chats.

قال الشيخ المجاهد المهاجر، عز الدين القسام -رحمه الله -لأحد رفاقه:

"لقد تعلّمت العقيدة ٢٠ عامًا ودرّستها وعلّمتها للناس ٢٠ عامًا أُخرى .. فلمّا أذّن المؤذن للجهـاد وذهبنا لملاقاة العدو إذا بي أُولّي دبري هاربًا مع صوت الرصاص والمدافع .. وحزنت لنفسي كثيرًا كيف أنا العالِم الكبير أهرب مع أول مواجهه ويفتّ في عضدي كل ما أؤمن به وربيّت عليه الناسَ من عقيدة وثبات لله .. حتى أخذت أُصلّي طوال الليل أسال الله الإخلاص والثبات واعتذرت إلى الله ما فعلت ثم يممت وجهي ناحية العدو وقاتلتهم وحدي فترة حتى ولوّا هاربين من أمامي . . فعلمتُ وقتَها أنّ ما بيني وبين الله هو إيماني وتقواي وليس كتبي ودروسي وعلمي الشرعي" .

فعلمتُ وقتَها أنّ ما بيني وبين الله هو إيماني وتقواي!

درس عظيم لأهل العلم والعمل.

عن يزيد الرقاشي قال:
"الدعاء المستجاب الذي تهيجه الأحزان ومفتاح الرحمة التضرع".

والمحروم من عجز عن الدعاء في زمن غلبت عليه الأحزان واستوجب التضرع.

لن تنعم بمعرفة عظمة الإسلام ومراتب المحبة الأرجى حتى تخوض في ميادين المراغمة!

حتى تتذوق لذة البذل في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى!

حتى يصبح كل ما ينالك في سبيل ربك يُحتسب بابتسامة يقين لا تقهرها جيوش الكفر مجتمعة.

لله در المؤمن المرابط المجاهد.