ذَهَبتُ أشتَكَيتُ لِوَالِدَتي ..
رَدَّت لِي قَائِلَة: إيـه يَا ابنَتِي وَمَن قَالَت لَكِ إذهَبِي وَقِفِي تَحتَ المَطَر ..؟!!

سكَتتُ ثُمَّ انصَرَفتُ ??

مَا أَشَدُّ الزُكام!! ?

إنّ الأصلَ فِي الحَياةِ ألّا تَسِيرَ فِيها مُنْفَرِدًا، وَمِن مُسلَّمَاتِها الأُنْسُ فِي رُوحٍ تَألَفُها، فتَأوِي إلَيكَ، وَيَملأُُ كُلٌّ مِنْكُما فؤادَ الأخَرِ بِقَلبِهِ، فَتَأمََنا وَتُؤمِنَا، وَتَطمَئِنَّا فَتُطمَئِنَّا!

أنْ تَكُون المَـرأة سَكِينةً فَاقِـهَةً أُنُوثَتُها، وَتَكُون مِسْكيِنَةً مقُبِلَة عَلَىٰ رَبِّـها فَتَجمَع بَين السَّكَن وَالرَّحمَـة فَتَكُون جَنَّـةً عَاجِلةً.

وَأَعظم شَيء فِي الدُّنْيا امـرَأة عَلِمَت مَعنَى أنَّها امـرأة؛ وَيَكُونُ العِـلمُ تَارِكًا آثَـاره العُظمى عَلَيها فِي حَالِها لا فِي لِسَانِها، وَفِي عبَـادَتِها لا فِي ثَرتَـرتِها، وَفِي قِيـامِها بَين يَدَي رَبِّها، لا فِِي حُكمِها عَلَىٰ النَّـاس مَعصِيةً أو فريًا لأعراضِهِم أو طَعـنًا أَو نَميِمَةً أو غَيبَةً!.

وَخَيرُ النِّسَاء امـرَأةٌ متحلِّية بِالعَقْـل وَالدِّيـانَة وَالعِفَّـة وَالفَطِنَة وَرِقَّة القَـلب وَالتَوَدُّد وَقصَـر اللِسان وَطَـاعَة الزَّوج وَبَذل النَّفس فِي خِدمَته وَإيثَـار رِضَـاه وَالوَقَـار وَالهَيبَة، مُتَمَكّنة مِن تَدبِير المَنزِل وَمُراعَاة التّقـدِير فِي الإنْـفاق وَالمُجامَلة وَالمَـداراة، حَسَنة الخُـلق للمُـؤَانَسَة وَتَسلِّي الهُمُوم .

‏لَا تُوجَد وَظِيفةٌ أجمَل مِن أن تَكُون المَرأة ربَّة مَنزل مَاهِرَة ..

وَلا يُوجَد تَحقيق ذَات تُنجِزه المَرأة أعظَم مِن تَنشِئة أُسرَة مُسلِمة وَتَربِية أطفَال عَلَىٰ القُرآن وَالسُّنَّة.

دَعكِ مِن الأَفكار الَّتي زَرَعُوها فِي عَقلَكِ الَّتي تَجعَل عَمَل البَيت عُبُودِيّة، وَالوُقُوف لِعَشر سَاعَات فِي عَمَل تَحت سِيادَة مُدِير لا يَرحَم ضَعفُك تحرّر وَوَظِيفة!

اذْكُرُونَا بِدُعَائِكُم وَلكُم بِالمِثْل ‏

‏صَوت المَطَر وَرائِحَتُه تُعطِي رَاحَة نَفسِيَّة وَشُعُور بِقَلبِي جِدّاً لَطِيف يَارَبّ الدُنيَا دائِماً مَطَر?"

الأُمَّـة بِرُجُوعِها إلَى القُـرآن تُجَدِّد نَفْسَهَا،
وَتَسْتَأنِفُ فِي الحَيَـاة تَارِيخِها

- البَشِيرُ الإبْراهِيمِيّ | الآثار (٢٨٤/١)