التوكل واليقين إذا ملآ قلب المؤمن جعلا النفس للهِ ربّها مُسلَمة

وقد كان من دعاء النبي ﷺ:

[اللهم لك أسلمنا]

وأن أماني القلبِ التي تهجِس فيه وتظنُّها خافيةً، إنما هي صوتٌ عالٍ يسمعهُ الله

معـه -سُبحانه- أنتَ تحت أعظم حماية، ومعك أقوى قوة، وأعظم ناصرٍ ومعين، دونه -عزَّ وجل- تفتقر لكلِّ شيء، وبه غناك التام عن كل شيء

~من روائع اسم الله الوكيل

لن تجد مؤمنا لم يحرم أمنية عزيزة في حياته، وهذا الحرمان جزء من متعة الدنيا، فلولا الحرمان لما تاقت النفوس للكمال ولما اشتعلت الهمم في تحقيق الأحلام، والعزاء في حياة الخالدين.

فليكن سعيك بكامل طاقتك ولا عليك من نقص هو روح الاكتمال.

خذ القرآن رفيق، ولا تخشى إقلالا في أي شيء يفوتك...

احيانا يوهمك الشيطان أنك في زمن صبر، بل أنت والله في زمن شكر ...

لا يزالُ الإنسانُ في حياته بين شدٍّ وجذب، يميلٌ تارة لما يُغريه ، ويُقاوم تارةً ويُكافح، ينزغهُ الهوى والشيطان، ويثبّته داعي الحق والإيمان

وكل مأمنه وركنه الشديد هو الله،
فعلى عتبات سيدي القي ثقلي بين يديه..

‏كل مرةٍ رميتُ فيها نفسي على شيء أحببته ورفضني بقسوة
وكل باب مفتوح ركضت حتى أعبره وفي خطوتي الأخيرة أُوصدت أبوابه بوجهي
وكل تلويحة وداعٍ لم أُوافق عليها، وكل انتظارٍ لردةِ فعل معينة وجاءت أقسى منها.أو لم تجيءُ أبدًا
‏كل لحظةٍ بكيتُ فيها ورميتُ ما بحوزتي من قوةٍ وأسلحة وأقنعة لتعبِ المقاومة ومرارتها.
كل اللحظات التي غمرتني حماستي أن أُجرب، وأُكافح، وأُحاول.
علمتني، أن أُجرب، وأُكافح، وأُحاول، وأركض وأرمي نفسي، لكن بعد تفكيرٍ طويل.
‏وبعد أن أكون رسمتُ كلُ الخطة، ودعوتُ الله التدبير لي، والأخذ بيدي، حتى ان حدث عكس ما توقعت، أنهارُ أقل من الُمعتاد.
‏وعلّمتني جيدًا جِدًا كيفُ أتمددُ ناظرً لسقفِ الغرفة في حسرةٍ ودموعي تتدفقُ على خَدّاي، وفي ذات الوقت آخدُ نفسًا طويلًا، وأقولُ الحمدلله. راضية يارَب.
وأواصلُ الوقوف، وأخذ الأنفاس، والمحاولة، والتنقيب عن الأمل، والمِنحة.

حجاب القدر كثيف لا يمكنك أن تطلع على ما وراءه، كما أنه ليس لك حيلة في تغييره ولا الفكاك منه، وإنما غاية ما تملكه التسليم والرضا بما كتبه الله لك، وأما الشرع فمحجة بيضاء واضحة لا لبس فيها ولا غبش، وقد أمرك الله ونهاك، ولم يكلفك إلا وسعك.

فلا تشغل نفسك بما ليس لك به إحاطة ولا لك عليه قدرة عما بيَّنه الله لك غاية البيان، وجعل لك الخيار في فعله وتركه؛ فإياك والتقصير في المشروع ومغالبة المكتوب فتخسر دنياك وآخرتك، وما كان من أمر دينك ودنياك في حدود قدرتك فلا تعجز عنه، وما هو فوق استطاعتك فلا تجزع منه.

• د. عبدالله القرني

‏ما خيّبكَ أحدٌ إلا وأعطاكَ دَرساً فِي التَوحيد?.