ما يصيب العبد من بلاء نوعان :

نوع هو تطهير للعبد من ذنوبه ورافع لدرجته ومعل لرغبته عند ربه ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه في جسده أو في ماله أو في ولده )) رواه أبو داوود ، وصححه الألباني ، وفي سنن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضيَ فله الرضا ، ومن سخِط فله السخط )) صححه الألباني .

.
أما النوع الثاني : فهو نوع عقوبة وتعجيل عذاب في الدنيا ، وفيه يقول ربنا - سبحانه - : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } .

وفي الترمذي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال - : (( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا )) صححه الألباني .

.

والنوعان كثيران ما يشتركان ويتداخلان ، فيكون البلاء مصيبة من جهة ، ورفعة من جهة أخرى .
وقد جاء في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة ، أو حط عنه بها خطيئة )) ، فجمع الحديث بين سببي نزول البلاء ، الرفعة والتطهير .
وما يكون من الجزم والقطع بأن البلاء المعين والمصيبة المعينة نزلت بسبب الذنب المعين لا يتوافق مع هذا التفصيل والجمع بين النصوص ، فلا يقال : المصيبة الفلانية بسبب الذنب الفلاني على جهة الجزم ، بل يقال : نخشى أن يكون هذا هو سبب البلاء .
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب .

الشيخ/ نبيل التومي حفظه الله

ا? إذا أردت أن تنجح في دعوتك

إذا أردت أن تنجح في دعوتك وتنال الأجر العظيم ويكون لك المقام عند رب العالمين لابُدّ أن تحرص على روافد العبادة.
خطيب، طالب علم، داعٍ إلى الله، واعظ، ليس له نصيب من قيام الليل؟ لا يستقيم! ليس له نصيب من العبادات المتنوعة؟ لا يستقيم! لا ورد له من القرآن؟ لا ورد له من الأذكار؟ لا ورد له من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ كأنّ الأمر فيه خلل.
أين دافع العلم؟ الذي يدفعك نحو العمل؟ "وعالمٌ بعلمه لم يعملن *** مُعذّبٌ من قبل عُبّاد الوثن".
أول من تُسعّر بهم النار ثلاثة يوم القيامة. ذكر منهم قارئ للقرآن، مقام عظيم، مقام أهل الله وخاصته، لكنه لم يعمل بهذا الكتاب، لم يعمل بهذا الكتاب الذي علِمه.
إذاً لابُدّ لطالب العلم ولابُدّ للداعي إلى الله مِن رافد العبادة، وأن يتمثّل هذا العلم في قوله وعمله وحال قلبه، وأن يحرص تمام الحرص على التّرقّي، وأن يحرص تمام الحرص على المحافظة على ما اكتسبه من مقامات دينية عند الله سبحانه وتعالى، فالشيطان ينال منه، فالإيمان يزيد وينقص، تنقص مرتبته تبعاً لهذا النقص، فيتعهّد إيمانه، يتعهّد مرتبته عند الله سبحانه وتعالى، ويكون همُّه علاقته بالله -جل وعلا- ولهذا لابُدّ أن تكون لك خُلْوَة، ولابُدّ أن تكون لك خبيئة مِن العمل كما قال النبي ﷺ، عمل مخبوء بينك وبين الله وحده -سبحانه وتعالى- لا يعلم عنه أحد من الناس شيئاً، تجعله ذُخراً لك لأن هذا أدعى إلى الإخلاص وأقرب إلى صفاء النية مع الله -سبحانه وتعالى- فطالب العلم لابُدّ أن يكون على هذا السبيل وعلى هذا الحال وعلى هذا التّرقّي في مقامات عباد الله الصالحين.

ا▫️ لفضيلة الشّيخ:
ا? #نبيل_التومي -حفظهُ الله-
ا? مقتطف من أحاديث من جوامع الكلم
ضمن دورة #إعداد لتأهيل #الخطباء
ا? #الهيئة_العامة_للأوقاف_والشؤون_الإسلامية

Telegram

نبيل بن سليمان التومي

اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم الصفحة الرسمية على الفيسبوك: https://www.facebook.com/Abo3asemAttowmy القناة الرسمية على الواتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaIvPnv2P59mlDEEzh3e

رحم الله الشيخ العلامة علي بن ناصر فقيهي
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.

• فهو من المشايخ الأفاضل الذابين عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائم على منهج السلف الداعين للزوم غرز العلماء الراسخين.

• وكان مناصرا لدعوة الشيخ العلامة ربيع -حفظه الله- رفع لواء الجرح والتعديل فى ردوده على أهل البدع والأهواء في بدايات بداية التسعينيات -كيف لا- وهو زميله في الدراسة والطلب والرحلة والرفقة الصالحة {ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺻﺪﻗﻮا ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪﻭا اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻧﺤﺒﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ}

• فرحمه الله كان يقرر تقريرات السلف في دروسه وفي دروسه بمسجد الحرام المدني، وقد درسنا عليه كتاب السنة لابن أبي عاصم رحمه الله وكان شرحا ماتعا وكان كثيراً ما يَضرب الأمثلة بواقعنا في ضَلال بعض الطوائف والجماعات حتى نربط السابق باللاحق حتى تكون العلاقة وثيقة بين موقف السلف الصالح ممن جاء بعدهم في تقرير العقيدة.

• وكان عالما بالفرق والجماعات السابقة واللاحقة وله ردود نافعة على تلكم الفرق والجماعات.

• وكانت له مجالس عامة في بعض البيوت يحضرها الطلاب من جميع المناطق والجنسيات، وأتذكر منها مجلسا في أحد البيوت بمكة حرسها الله ومعه بعض المشايخ في سنة 1992 افرنجي وهو يقرر منهج السلف الصالح، ومما استفدته منه رحمه الله في تلكم المجلس أنه رحمه الله ربط منهج الخوارج بمنهج السرورية اليوم فذكر للخوارج فرق وطوائف وعدّدها وعدّ منها ما يشابه السرورية اليوم، وهذا يدل على عمق الشيخ رحمه الله في معرفة أصول الفرق والجماعات عقيدة ومنهجاً.

• وله رد رصين متين على الخليلي العماني الأباضي الخارجي طَالعْهُ سترى عُمق فهم هذا الإمام ودقة ردوده.

ولقد ذهبنا للمدينة النبوية كرات ومرات لم نهتد إلى زيارته ومقابلته -رحمه الله رحمه واسعة رفع مقامه عنده مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا-.

ولاشك ولا ريب أن موت العالم رزية عظمى وبلية كبرى، بل إن فقد العالم نقص في أطراف الأرض وذهب بركتها، ما فائدة الأرض وما فيها من أنهار وثمار وأشجار وبحار وليس فيها ورثة الأنبياء حملة الدين العالمين بنصوص الوحيين مصابيح الدجى وأنوار الهدى، تكون حينها في ظلام وضلال وفساد وإفساد قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : نقص أطرافها بذهاب فقهائها وخيار أهلها، هو نقص الأرض من أطرافها، وعنه موت العلماء والفقهاء.) [الفقيه والمتفقه]

وقالْ الامام حَسَنِ البصريّ -رحمه الله- كما في [جامِع بيان العِلم وفضله]: (مَوْتُ الْعَالِمِ ثُلْمَةٌ فِي الْإِسْلَامِ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ مَا طُرِدَ اللَّيْلُ وَالنَّهَار.)

إﻥ ﻭﻓﺎﺓ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻭإﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﺒﺾ ﺑﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ففي الصحيحين: (ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻢ اﻧﺘﺰاﻋﺎ ﻳﻨﺘﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻓﺈﺫا ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﺎﻟﻢ -ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ-: ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﺎﻟﻤﺎ اﺗﺨﺬ اﻟﻨﺎﺱ ﺭءﻭﺳﺎ ﺟﻬﺎﻻ، ﻓﺴﺌﻠﻮا ﻓﺄﻓﺘﻮا ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ، ﻓﻀﻠﻮا ﻭﺃﺿﻠﻮا).
ﻭﻓﺴّﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻷﺭﺽ ﻧﻧﻘﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻃﺮاﻓﻬﺎ}
ﺑﻤﻮﺕ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻣﻮﺕ اﻟﻌﻠﻤﺎء -ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻴﻦ.

ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺰاﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﻴﻦ، ﻭﻷﻫﻞ اﻟﺸﺮﻙ ﻭاﻟﺒﺪﻉ ﻣﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ اﻟﻠﻪ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ اﻟﻮاﺭﺛﻴﻦ.

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منها.
رحم الله الشيخ علي بن ناصر الفقيهي
وأسكنه فسيح جنّاته

كتبه شيخنا الشيخ
أبو ياسين فرحات علي العمامي حفظه الله
١٥ صفر ١٤٤٦ ھ
٢٠\٨\٢٠٢٤ ن

في قصة قاتل المائة نفس جاء : ولكنك في قرية سوء فالحق بالقرية الفلانية فإن فيها قوما صالحين أو قوما يعبدون الله ، أو نحوه .
وهذا فيه أن رفقة البطالين مؤثرة ، فالطباع سراقة ، والقرين بالقرين يقتدي .
فالعاقل لا يتخذ رفيقا لا يحثه على الصلاح وترك الشر .
بل يتخذ من يعينه على حسن المعتقد وسلامة المنهج وحسن التعبد وزين الأخلاق .
وحتى في أوساط أهل الديانة والاستقامة اختر من ترى فيه أثر عقيدته ومنهجه واضحا ، فتغتنم ساعات عمرك المحدودة وأنفساك المعدودة في ترقية نفسك وتزكيتها وتطهيرها .
اترك أرباب القيل والقال الذين لا تنصلح بهم البلاد ولا يستقيم معهم حال العباد .
اختر من أهل الديانة من تجد معه قلبك رقيقا لذكر الله ، وجوارحك مسرعة في طاعته بطيئة في معاصيه .
اختر من تزيد معه كل يوم علما وفقها وعبادة وأدبا ، ومن يعينك على آفات اللسان والفضول .
فإن لم تجد - ولن تعدم الخير - فالعزلة خير من رفيق ظاهره الديانة ، وأفعاله توجب الندامة .
احذر البطالين .

✍️الشيخ / نبيل التومي حفظه الله

من أفضل الكتب التي ردت على الطائفة الإباضية للشيخ على بن ناصر الفقيهي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته قدمها له الشيخ الفوزان حفظه الله

فقد العلماء عبرة وعظة ..

▪️ ما رأيكم في إجبار الفتاة على الزواج من شاب يقبله والدها

✍? سُئل سَمٰاحَة الشَّيخ العلّامة صَالِح بِن فَوْزَان الفَوْزَان  -حفِظهُ اللّٰه- :

السَُــ↶ــؤَالُ :

- ما رأيكم في إجبار الفتاة على الزواج من شاب يقبله والدها حيث إن فتيات هذا اليوم لو استأذنتها للزواج من الشاب الذي تقدم لخطبتها تجدها ترفضه، خاصة إذا كان ابن عمها وأنه يوجد لها فتى أحلام تريده وإذا وقفت وراء حقيقة أحلامها تجده من ذلك النوع الذي ليس له عمل سوى اللعب بعواطف الفتيات المراهقات متسترين وراء شيء اسمه الحب‏؟‏ أفيدونا رعاكم الله‏.‏

الجَــ↶ــوَابُ :

? أولاً‏:‏ يجب على الأب وولي المرأة أن ينظر في مصلحتها في الزواج ، وأن يختار لها الكفء الذي تبرأ به الذمة ويصونها ويكرمها ويحفظها مما لا ينبغي ، ويجب على المرأة أن تطيع وليها بالمعروف إذا اختار لها كفؤًا صالحًا فتوافقه فيما رأى ، لأن المصلحة ظاهرة في هذا‏.‏ وهذا يترتب عليه مصالح في المستقبل، فكل من الولي والمرأة مأمور بأن ينظر في المصلحة الدينية والدنيوية في نفسه، ولمن ولي عليه‏.
‏
أما ما ورد في السؤال من أن ولي المرأة يختار لها كفؤًا يصلح لها، وهي تمتنع وتريد شخصًا آخر لا يصلح ، وهو ممن لا يرغب فيهم من الناحية الدينية والخلقية فهذا لا يجوز للمرأة أن تفعله، ولا يجوز للبنت أن تذهب إليه ، ولا يجوز للولي أن يمكنها من ذلك؛ لأنه ينظر في مصلحتها وهو مسؤول عنها ، وهو الرقيب عليها في هذا الشأن وفي غيره ، فلا يجوز للولي أن يمكنها من أن تتزوج من شخص لا يليق بها دينًا وخلقًا‏.‏

وقضية علاقة الحب هذه نشأت عن اختلاط النساء بالرجال ، وعن خلع الحجاب ، وعن النظر في الصور الفاتنة ، وعن سفر الفتاة وحدها بدون محرم ، وعن استماع الأغاني وغير ذلك من أسباب الفتنة التي تزخر بها دنيا العالم اليوم ‏.‏
___

? المصـــ⇘ـــدر
من تطبيق فتاوى الشيخ الفوزان على الأندرويد. للتحمــ↶ــيل:

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.wahid.fawza.

الشيخ عبد الله البخاري
الصّبرُ على ما يُصيبُ المرءَ مِنْ أذى الخَلْقِ وعَدمُ الانتِقامِ]
ذكرَ الإمامُ ابنُ تيميّة أنواعَ الصَّبْرِ، ومنهُ:"النّوعُ الثّالثُ:الصّبرُ على ما يُصيبُه بغير اختيارِه مِنَ المَصَائِبِ، وهي نوعانِ:
نَوعٌ لا اختيارَ لِلخَلْقِ فيه،كالأمراضِ وغيرها مِنَ المَصائِب السّماويةِ؛ فهذه يَسهُلُ الصَّبرُ فيها؛لأنّ العَبدَ يَشْهدُ فيها قَضاءَ اللهِ وقَدرَهُ،وأنّه لا مَدخلَ للنّاسِ فيها،فيَصبِرُ إمّا اضطراراً،وإمّا اختياراً...
النّوعُ الثّاني:
أنْ يَحصُلَ له بفعلِ النّاسِ في مَالِه أو عِرْضِه أو نَفْسِه؛فهذا النّوعُ يَصُعبُ الصّبرُ عليه جِدّاً؛لأنّ النّفْسَ تَسْتَشعِرُ المُؤْذِي لها،وهي تَكْرَهُ الغَلَبَةَ،فتَطْلُبُ الانتِقامَ،فلا يَصبِرُ على هذا النّوعِ إلّا الأنبياء والصّدِّيقيّن...ويُعينُ العَبدَ على هذا الصّبرِ عِدّةُ أشْيَاء...
الثّالِثُ عَشر:أنْ يَعلَمَ أنّهُ إنْ صَبَرَ فاللهُ نَاصِرُه ولابُدَّ،فاللهُ وكيلُ مَنْ صَبرَ،وأحالَ ظالِمَهُ على اللهِ،ومَن انتصَرَ لنَفْسِه وَكَلَهُ اللهُ إلى نَفسِه، فكان هو النّاصِرُ لها،فأينَ مَنْ نَاصِرُه اللهُ خيرُ النّاصِرينَ إلى مَنْ ناصِرُه نَفسُه أعْجَزُ النّاصِرينَ وأضْعَفُه؟"
(قاعدةٌ في الصّبر/ضمن جامع المسائل)(١/ ١٦٦ و١٦٧

.

أدركوا أن هذه المسالك تقضي على الدعوة السلفية

يقول شيخنا الربيع حفظه الله تعالى:

ومن كان عنده شيء من القسوة فليتقي الله في نفسه وليرحم إخوانه وليرحم هذه الدعوة
وعليه أن يدرك بأنه بهذه الأخلاق المنافية للمنهج والأخلاق التي جاء بها الإسلام تضر إضرارا بالغا، فليتجرد لله رب العالمين ومن أساء إلى أخيه فليطلب منه العفو، لتصفو القلوب والنفوس وتخلص لله وتصدق في صلتها بالله عز وجل وتصدق في نشرها لهذا الحق، وينبغي معالجة هذه الأمراض بالحكمة والموعظة الحسنة، الطبيب لابد أن يكون حكيما....
بهذا نخدم دعوتنا ويحبها الناس ويقبلون عليها فإنّ كثيرا من الشباب استخدم الشدّة والعنف والهجر، ثم عادت هذه المسألة داخل صفوف السلفيين تمزقهم، فلو كان هذا مع أهل البدع لهان الأمر قليلا وإن كان خطأ، لكن أصبح هذا الأسلوب السيء يستخدم في أوساط السلفيين يمزقون بعضهم بعضا، فتثار بينهم الأحقاد وتنفر القلوب والنفوس من هذه الأشياء، فادركوا أنّ هذه المسالك تقضي على الدعوة السلفية وقد أدركنا هذا حيث كادت السلفية أن تضمحل بسبب هذه الأساليب، ولكن الآن ولله الحمد السلفيون في مرحلة طيبة، فزيدوا تناسقا وتحابوا فيما بينكم وإقبالا على العلم ونشرا لهذه الدعوة على الوجه الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وورثه عنه الصحابه الكرام والسلف الصالح عقيدة وعبادة ودعوة وأخلاقا.
واعلموا أن الذين جنّدوا لحرب الدعوة السلفية صنفان من الناس:
- صنف يميع هذا الدين فتراه يماشي الخرافيين وأهل البدع والأحزاب والعلمانيين وغيرهم ويريدك أن تغضّ الطرف عن البدع والضلالات.
- والصنف الآخر متشدد متعنت ومتزمت.

وكلهم كذابون ولا يريدون إلا الإضرار بالدعوة السلفية وأهلها، فعليكم بالوسط والاعتدال، والجدّ في تحصيل العلم، والجدّ والاستماتة في نشر هذه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والاخلاق العالية.
فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث متمما لمكارم الأخلاق، الله تبارك وتعالى أثنى عليه فقال سبحانه في شأنه{وإنك لعلى خلق عظيم} .....
فالتيسير والتبشير أمران مطلوبان وأما التيئيس والتقنيط والحماقات والسفاهات مرفوضة، فهذا القرآن أنزل لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون، لقوم يتدبرون، فاعقلوا وتدبروا وتفكروا واهتموا بنشر هذه الدعوة بهذه العقول الواعية.
وعلى الإنسان أن يعرف كيف يتصرف وكيف يتكلم وكيف يكتب وكيف يدعو وكيف ينشر هذه الدعوة وكيف يواجه الخصوم وبأي أسلوب، كالحكمة والصبر واللطف وغيرها، فالمنهج الأساسي في هذه الدعوة هو الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن في الابتداء قال سبحانه وتعالى: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
هذا العدو تكسبه ويصبح صديقا حميما وأقرب القريبين إليك ويقبل منك الحق.

من كتاب "اللباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب" (ص ١٣٢، ١٣٣)

قلت:
فهل كل من انتسب لهذا العالم تَلمذةً أو دعوةً حرص على هذه النصائح والفرائد التي تَرْكُها سببٌ أساسي في تصدّعِ الصفّ والفرقة التي نهى عنها نبينا صلى الله عليه وسلم...
فما أكثر الدعاوى اليوم
وما أشد وقع أمثال هذا الكلام على دعوة السلفيين عامة إلم يعملوا به ويقتفوا أثره

والله المستعان

انتقاء:
أبو عبد الرحمن بن موسى التونسي

للانضمام لقناة الموقع عبر التيليجرام

https://t.me/ar_atturtushi