صباح الخير، ثمّ:
"دُر في فلَك الصدق، فإنَّ مُغادرته قتلٌ لمعناك، ولا تعجَل ببذل قلبك؛ فالحواة كثيرون، وصُن لسانك عن قول ما لا يُسكِنُ صدرك، ولا تعِش مستعارًا؛ فالدنيا عاجلةٌ زائلة، واعلم أنَّ الاستكثار من البشر تعب؛ لأنَّ أهل المحبَّة قليل"
صلاة الجمعة || ٢٠ جمادىٰ الأولىٰ ١٤٤٦هـ
تـلاوة مؤثّرة وخاشعة
سورة الزخرف ٦٦ - ٧٣
سورة المطففين ٢٢ - ٢٨
القارئ/ أحمد البيطار
مُهيبٌ أن تكون أنتَ مَدارُ دُعاء أحدهم؛ مُهيبٌ إن كان للدَّاعي مودَّةً تَخفىٰ عليك وأنت لاهٍ، أو كان انبعاثُ توجُّعٍ نسيتَه وبقيَ راسخًا في نفسٍ قصيّة.
اللهُمَّ اجعلنا مِمَّن يَهطل على الصُّدور بخفَّة، ويَعرج إلى السماء بِحُبّ، ولا تُشقي بنا خلقكَ يا الله.
لا تستَهِن بأثَرِ الدُّعاء، فإن كنتَ عنه عاجزًا فأنتَ عن غيرِه أعجَز.
لا تكفُّوا عن التضرُّع والابتهال.
"والحسنة الواحدة قد يقترنُ بها من الصدق واليقين ما يجعلها تكفّر الكبائر!"
صباح الخير، ثمّ إنّ:
"الرضا شعورٌ إن لم يَكن نابعًا من إيمان، فهو شعورٌ يحتاجُ إلى تدريبٍ وتهذيبٍ للنفس وتربيةٍ لها، هي مرتبةٌ عظيمةٌ لا يَصِلُ إليها الجميع لمُجرّدِ أنّه أراد!
نختلف بابتلاءاتنا وبطريقة مواجهتنا لها، وممّا يهوّنها علينا علمُنا أنّ محاولاتنا في إدراك هذه المرتبة، وصراعاتنا لأجل بلوغها، عبادةٌ نُؤجر عليها؛ فالحمدُ لله!"
صباح الخير، ثمّ:
"الحزمَ الحزمَ في تعاملكَ مع نفسك؛ فإنَّ من ترك العملَ الذي عليه لأدنى عذر لا يُفلِح في شيء، وما أكثر الأعذار لمن آثرَ الكسل واستسلمَ للعجز، وما هذا بخُلُقِ الجادّين المشمّرين؛ ولكن تؤخَذُ الدنيا غِلابا!"
إنّ عِظَم هذا البلاء يَأبىٰ أن يكونَ ثأرُه ساعةَ زمنٍ في الدنيا، ولكنّها نارٌ تُسعّر بها أرواح الظالمين قبل أجسادهِم، وتتقطّع أصواتهم وهي تَطلبُ الموتَ ولا تَنالُه، هنالكَ تقرّ أعينُ المظلومين، ويُشفىٰ غليلُ المؤمنين.
آمنتُ بالله ورُسُله.
صباح الخير، ثمّ:
"أحسِن نيَّتك، وأحكِم لله إيقانك، وجدّد إيمانك، فهو لعمري يروح ويغدو وينفلت بسياقات الزمان؛ فأمسك عليك إيمانك وتعاهد: أنّ السعي لله، والرزق من الله، والعلم إلى الله، والعون والمدد والتوكل كله بالله، وأن لا حول لنا ولا قوَّة إلا بالله العليّ العظيم"
صباح الخير، ثمّ إنّ:
"القلب أرقُّ من صفحة الماء الصَّافية النقيَّة، يؤثِّر فيها أدنى العوارض، وتنزعج لنسمة الهواء!
وما السَّمع والبصر إلَّا وعاءان للفؤاد، يمدَّانه بغذائه، وكلُّ قلبٍ بمادّته وغذائه..
وهو وديعة الله سبحانه في كلٍّ منَّا، ومحلُّ الأمانة، ولُبُّ الدِّيانة، فلينظرْ كلٌّ منَّا إلى ما يمتلئ به وعاؤه، وما يغذو به قلبه، ممَّا هو قوام روحه!"