النَّاسُ تُوقِدُ في بَرْدِ الدُّجَى حَطَبًا
‏وإن.ْ قَسَا البَرْدُ بي أَوْقَدْتُ أَشْوَاقي

كيف لا؟ أولستِ أنتِ ملاكي؟
‏ولمَ الجفى؟ أولستِ جفني الباكي؟
‏شُلّ الهوى لو عِشتُ عمري بلاكِ
‏أين الحلى؟ في مُهجتي لولاكِ
‏عجبًا لكِ غبتِ وظلّ شذاكِ
‏قلبي أنا وما أحبَ سواكِ
‏أين الهناء؟ وقد خسرتُ لقاكِ
‏أملي إنتهى أحيا على ذكراكِ

كل عام والمسيح بخير

‏الجِنُّ تَخْشَانِي إِذَا قَابَلْتُهَا
وَأَنَا إِذَا أَلْقَاكَ قَلْبِي يَرْجِفُ

قَبَّلْتُها مِنْ بَعيدٍ فانْثَنَتْ غَضَبًا
وقَدْ تَبَيَّنَ فِيهَا التِّيهُ والخَجَلُ
ومَسَّحَتْ خَدَّها مِنْ قُبْلَتِي ،ومشَت
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ

قولوا لها لا تقترب
‏ما عاد في صدري مزيدْ
‏قد بتُّ يصفعُني اللهيبْ
‏كنتُ النجومَ بليلها
‏كنتُ الضحى، كنتُ الغروبْ
‏إني على قلبي حزينْ
‏لا ليسَ يسلوني الأنينْ
‏قولوا لها لا تقتربْ

وبي شَوْقٌ إلَيْكَ أعَلَّ قَلْبي
وَمَا لي غَيرَ قُرْبِكَ مِنْ طَبيبِ
أغَارُ علَيكَ من خَلَوَاتِ غَيرِي
كما غار المحبُ على الحبيب
وَما أحظَى، إذا مَا غِبتَ عَنّي
بحسن للزمان ولا بطيب
أُشَاقُ، إذا ذَكَرْتُكَ من بَعيدٍ
وأطرب إن رأيتك من قريب"

أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا
وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا
وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً
وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا
لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ
لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا
بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً
يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا
إلاّ يَشِبْ فَلَقَدْ شابَتْ لَهُ كبدٌ
شَيْباً إذا خَضَبَتْهُ سَلْوَةٌ نَصَلا
يَحِنّ شَوْقاً فَلَوْلا أنّ رَائِحَةً
تَزورُهُ مِن رِياحِ الشّرْقِ مَا عَقَلا
هَا فانْظُري أوْ فَظُنّي بي تَريْ حُرَقاً
مَن لم يَذُقْ طَرَفاً منها فقدْ وَألا

يا رب هيئ لنا من أمرنا رشداً
واجعل معونتك الحسنى لنا مددا
ولاتكلنا إلى تدبير أنفسنا
فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا
أنت الكريم وقد جهزت يا أملي
إلى أياديك وجهاً سائلاً ويدا
وللرجاء ثواب أنت تعلمه
فاجعل ثوابي دوام الستر لي أبدا

رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ