••
#أنوار_الإسراء.

🌱وصيرنا على قلوبهم أغطية حتى لا يفهموا القرآن، وصيرنا في آذانهم ثقلًا حتى لا يسمعوه سماع انتفاع، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده، ولم تذكر آلهتهم المزعومة رجعوا على أعقابهم متباعدين عن إخلاص التوحيد لله.

||تفسير السعدي رحمه الله
••

••
#أنوار_السنة.

🌱شأن النِّيَّة عظيم؛ لذلك يجب إصلاحها وتَهذِيب النَّفس عليها.

🌱مِن كَرَم الله تعالى على العِباد أنَّه يُجازي المُحسِن بأضعاف كثيرة، ومِن عَدلِه -سبحانه وتعالى- أنَّه يُجازِي على السَّيِّئة بمِثلها ولا يُضاعِفها.

🌱الأعمال التي تحتاج إلى نِيَّة في الفعل والتَّرك مُعتبَرة بالنِّيَّة.

الحديث السابع والثلاثون || الأربعون النووية.
••

••
«أفسَدتَ عليه دُنياهُ، وأفسَدَ عَليكَ آخِرتَكَ»

قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي ابنها عبد اللّٰه بن الزبير ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد صلب الحجاج جثة ابنها في طريق أهل المدينة حين ينزلون مكة ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد مرَّ عليه عبد اللّٰه بن عمر فسلَّم عليه ثلاثة، وشهد له شهادة حق فقال: "أمَا واللَّهِ إن كُنتَ -ما عَلِمتُ- صَوَّامًا، قَوَّامًا، وَصُولًا للرَّحم، أما واللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيرٌ!" ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد بلغ الحجاج موقف عبد اللّٰه بن عمر فخشي من تأثير قوله؛ فأنزل عبد اللّٰه عن جذعه وألقىٰ به في قبور اليهود ..!!
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد أرسل إليها الحجاج فأبت أن تأتيه ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد أعاد إليها الحجاج الرسول مبلغًا: "لَتَأتِيَنِّي، أو لَأَبعَثَنَّ إلَيكِ مَن يَسحَبُكِ بقُرُونِكِ" فأبت مرةً أخرىٰ ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد أجابت بها عن سؤال الحجاج: "كيفَ رَأيتِنِي صنعتُ بعدوِّ اللّٰه؟" قاصدًا ابنها ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وما اكتفت بها، بل زادت عليها تفنيدًا لمزاعم الحجاج؛ فقالت: "بَلغنِي أنَّكَ تقولُ له: يا ابنَ ذَاتِ النِّطاقين، أنا واللَّهِ ذَاتُ النِّطاقين، أمَّا أحدُهما فكُنتُ أرفعُ به طعَامَ رسُولِ اللّٰهِ ﷺ وطعَامَ أبي بكرٍ مِن الدَّوابِّ، وأمَّا الآخرُ فنِطاقُ المرأةِ التي لا تَستَغنِي عنه" ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وما اكتفت بها، بل زادت عليها كلمة حقٍ عند سلطان جائر؛ فقالت: "أمَا إنَّ رسُولَ اللّٰهِ ﷺ حدَّثَنا أنَّ في ثَقِيفٍ كذَّابًا ومُبِيرًا، فأمَّا الكذَّابُ فرأَيْناهُ، وأمَّا المُبِيرُ فلا إخَالُكَ إلَّا إيَّاهُ" ..
قالتها أسماء بنت أبي بكر -رضي اللّٰه عنهما- وقد قام عنها الحجاج بعد أن أيقن أنه لا طاقة له بها ..!

تصوَّر أن صحابيًّا جليلًا مثل عبد اللّٰه بن الزبير يُفعل به هذا كله ..!!
أبوه الزبير بن العوام أول مَن سلَّ سيفًا في ذات اللّٰه ..
أمه أسماء بنت أبي بكر التي شقّت نطاقها لتحمل الطعام إلىٰ رسول اللّٰه ﷺ وصاحبه في الغار ..
جده أبو بكر الصديق خليفة رسول اللّٰه ﷺ ..
ومع ذلك كله قُتل وصُلب وعُلقت جثته ليراها كل عابر ..!
لتعلم أن هذا الطريق مفروشٌ بالجماجم لا الورود!
لتعلم أن هذا الدين جاءك محمولًا علىٰ الأشلاء لا الأكتاف!
ورحم اللّٰه شمس الدين ابن القيم إذ قال:
«هذا طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجِعَ للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمنٍ بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيىٰ، وقاسىٰ الضر أيوب، وزاد علىٰ المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسىٰ، وعالج الفقر وأنواع الأذىٰ محمد» ..
هؤلاء كلهم لم يسلموا؛ أتظن أنك ستسلم؟!
لا واللّٰه لن تسلم؛ فما سلم قبلك أحد !!
ولكن اصبر وصابر ..
ولكن جاهد ورابط ..
ولكن اثبت واحتسب ..
ولكن اسجد واقترب ..
ولا تسِر في هذا الطريق بنفسية المُنتظر للتأييد والتشجيع ..
بل وطِّن نفسك علىٰ الشدة حتىٰ إذا عالجتها هانت عليك!
واعلم أن حسبك اللّٰه هو الذي سيؤيدك بنصره، ويُسخِّر لك المؤمنين ..
فاستعن باللّٰه وتوكل عليه ..
﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبدَهُ﴾؟!

فليس العجيب إذا ما حدث لعبد اللّٰه بن الزبير -رضي اللّٰه عنهما- ..
ولكن العجيب حقًا ما حدث لأمه!
عجيبةٌ هي هذه الكلمات التي تقطر قوةً وعزةً وثباتًا، والتي قذفت بها علىٰ المُبير الحجاج قذفًا لا تخشىٰ فيه لومة لائمٍ !!
وكأني بأمهات الشهداء قاطبةً يستبشرن بأنباء استشهاد فلذات أكبادهنَّ ..!
كيف لا وهن يوقنَّ أن الشهادة شرفٌ عظيمٌ سيتقاسمنَه مع أبنائهنَّ حين يشفعون فيهنَّ ..!!
يُقتل ابنها ويُصلب ويُعلَّق جثمانه ..
ثم يرسل إليها قاتل ابنها؛ فتأبىٰ الذهاب إليه ..
ثم يبعث لها رسولًا مهددًا إياها؛ فتأبىٰ الذهاب إليه ..
وحين يمثل بين يديها يكون تعريفها لما فعله بابنها "أَفسَدتَ عليه دُنيَاهُ، وَأَفسَدَ عَلَيكَ آخِرَتَكَ" ..!
وحين يمثل بين يديها ترد علىٰ افتراءاته حتىٰ تُحيل ما كان يُقال عنها استهزاءً مفاخر لها ومناقب لم تنلها امرأة سواها ..!
وحين يمثل بين يديها تهز عرش فرعونيته بمقالة شديدة ونبوءة حقة سمعتها من الصادق المصدوق ﷺ ..!
وحين يمثل بين يديها ويسمع كلماتها التي يكسوها استعلاء العزة الإيمانية ويبطنها اليقين بالمعية الإلهية؛ ينصرف بغير الوجه الذي أتىٰ به إليها ..!

وهكذا لم تزَد ذات النطاقين إلا فضلًا، ولم يزَد ذكرها إلا رَفعًا، ولم يزَد شانئها إلا بترًا ..!!

شباب الأمة || أم مسلم
#معجم_مفاهيم_الصحابة
••

•• «أمُّ النضَال..أمُّ نِضَال» كثيرًا ما سمعنا عن النّضال لكن للنّضال أمًّا قلّ نظيرها وعزّ مثيلها وبقي أثرها وأثمر ينعها ليست من زمن الصّحابة ولا حتّى التّابعين هي سيّدة معاصرة من سيّدات فلسطين ولدت في حيّ الشّجاعية عام ألفٍ وتسعمائة وتسعةٍ وأربعين أمّ…

••
«أمُّ النضَال..أمُّ نِضَال»

كثيرًا ما سمعنا عن النّضال
لكن للنّضال أمًّا
قلّ نظيرها وعزّ مثيلها
وبقي أثرها وأثمر ينعها
ليست من زمن الصّحابة ولا حتّى التّابعين
هي سيّدة معاصرة من سيّدات فلسطين
ولدت في حيّ الشّجاعية عام ألفٍ وتسعمائة وتسعةٍ وأربعين

أمّ نضال
السّيدة المُجاهدة والقدوة الخالدة
خنساء من خنساوات فلسطين
اشتهرت بكونها ملاذ المُرابطين
وكان بيتها معقلاً ومخبأً للمجاهدين

ذاع صيتها عام ألفين واثنين
حين ظهرت في مقطعٍ مُصوّر تُودّع ابنها محمّد فرحات الذي اسشتهد في عملية فدائيّة
وهو لم يتجاوز السبعة عشر ربيعًا
كانت تحثّه على الموت في سبيل اللّه
والإثخان في عِداه
فباعت للّه بيعًا والله اشتراه

كانت تستقبل فريقًا من المجاهدين المطاردين
وتلد مجاهدين آخرين
كانت تُقدّم أبناءها للقتال
بينمل تُخفي كبار القادة عن أنظار الاحتلال
فور تأسيس حركة حماس انضمت إليها
وكانت عضوًا فاعلاً فيها
وآوت العديد من مقاتليها
أمثال :(محمّد الضّيف، عوض سلمي، ورائد الحلاّق، وأيمن مهنا)
ظَلَّ بيتها مأوى للمجاهدين، حيث آوَت في بيتها المتواضع الشهيد عماد عقل، قائد كتائب القسام، وأخطرهم على الاحتلال الصهيوني آنذاك، فقد كان على رأس قائمة المطلوبين للاحتلال الصهيوني حيا أو ميتا، إذ أمَر الاحتلال عملاءه بتكثيف جهدهم فقط لمعرفة مكان عماد عقل!
تحوّل منزلها إلى غرفة عمليات، منها ينطلق عماد لتنفيذ عملياته العسكرية ضد الاحتلال، فيقتل ويصيب ويبثّ الرعب في قلوبهم، ثم يعود إلى منزلها ليختبِأَ فيه، إلى أن وشى به أحد عملاء الصهاينة، فحاصرت قوات خاصة صهيونية المنزل، وقت أذان المغرب، وقد كان عماد صائما، فلما عَلِمَت أم نضال بالأمر، كان لها الدور في تثبيت عماد، الذي اشتبك مع جنود الاحتلال ومعه مسدس واحد فقط، فقتلوه على باب المنزل بأكثر من 70 رصاصة.

لم تخش خطورة إيوائها للمجاهدين
بل كانت تعمل معهم تحت أي ظرف وفي كلّ حين

قُصف بيتها مراتٍ ومرّات
وكانت عندما تعرض عليها حكومة القطاع ترميمه ترفض ذلك حتّى يتمّ ترميم البيوت المجاورة
كانت مثالاً بحقّ للمجاهدة الصابرة

لم تكتفِ فقط بالمساندة والإيواء
بل كانت تشارك بنفسها في إطلاق الصّواريخ على ما تمّ احتلاله من أراضٍ وأحياء
كانت تسير على قدميها تتفقّد المرابطين على الثغور
وفي رمضان تصنع لهم بكلتا يديها طعام السّحور

كان لها ستّة من الأبناء
نصفهم قدّمتهم في حياتها شهداء
محمّد الأول كما ذكرناه
وفي عام ألفين وثلاثة اسشتهد بكرها
(نضال) الذي صار وسمًا لها لصيقًا باسمها
وهو أحد القادة الميدانيين
في كتائب القساميين
وعام ألفين وخمسة قدّمت ابنها الثالث رواد
الذي رافق منذ نعومة أظافره القادة
ونسأل اللّه أن يكون قد نال نصيبه من الشّهادة

قضى ولدها الرابع أحد عشر عاما أسيرا في سجون الاحتلال، فما كان منها إلا أنها كانت تصبّر الناس الذين كانوا يأتون لمواساتها
وعندما كان يصلها
نبأ استشهاد أولادها
كانت تفرح في كل مرة الفرحة ذاتها
وكيف تجزع من اتخذت الصحابيات قدوة حياتها؟
نذرت أبناءها لبارئها
فكان مما قالته لهم ذات يوم
"محمد، نضال، مؤمن، وسام، رواد؛ أرضكم مُدنَّسة وأنتم تنظرون! أريدكم منتصرين أو على الأعناق محمولين!"

أيضاً من أقوالها:
"الأم التي تحب ولدها تطلب له النجاة في الدنيا والآخرة، وتدفعه للجهاد، ولا تجزع عند فوزه بها، ولا تشمت الأعداء بشعبنا بدموعها على شاشات التلفزة"

"ابني الشهيد هو خير مَن يبرّني؛ فهو الذي سيشفع لي بشهادته. مَن كانت تحبّ ولدها فَلتُعطِه أغلى ما تستطيع، وأغلى ما يمكن أن تقدّمه هو: الجنة".

لم تترك ثغرًا للجهاد إلاّ وبذلت فيه ما تستطيع
جاهدت بنفسها ومالها وبيتها وصحّتها وأبنائها
أفنت عمرها لأجل إعلاء كلمة اللّه في أرضه
كانت لها علاقاتٌ طيبة بزوجات وأمهات الشهداء؛ كانت على تواصل دائم معهن، تقدّم الخدمة لكل أخت تشعر أنها بحاجة إلى المساعدة، كما كانت تساهم في عقد الدورات الشرعية في بيوت بعض الأخوات.
لم تترك خنساء فلسطين ميدانا يحقق غايتها إلا بذلت نفسها فيه؛ بذلت خنساء فلسطين وقتها ومالها وأبناءها في سبيل الله، وواصلت طريقها حتى توفاها الله بعد صراع مع المرض في السابع عشر من مارس عام ألفين وثلاثة عشر، بعد رحلة جهاد وتضحية ممتدة، لتمثل نموذجا في البذل والعطاء والتضحية
حين توفيت تناوب على حمل جثمانها قادة حركة حماس ومجاهدو القسام، وحضر صلاة الجنازة وتبعها جمع غفير، فيه مُعظَم قادة حماس ووزرائها، وأُحِيط الجثمان بمجاهدي كتائب القسام، الذين طالما آوت كثيرين منهم في منزلها.
وانتهت مسيرة السّيدة المجاهدة

••
قال الله جل وعلا:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[الأحزاب:56]

ويقول رسول الله محمد ﷺ: من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا.

اللَهُمَّ صلِّ وسَلِم وبَارِك على سيدنا محمد ﷺ.

#ورد_الصلاة_ﷺ
••

••
من أسس التربية: "الدعاء للأطفال".
الدعاء من الأركان الرئيسية التي يُخاطب بها الوالدان للإلتزام به ... وتحيُّن لحظات الإجابة التي بيَّنها رسول اللّٰه ﷺ إذ دُعاء الوالدين مُستجاب عند اللّٰه تعالى، فَبالدُّعاء تزداد شُحنة العاطفة وقودًا، وتتمكن الرأفة والرحمة من قلبي الوالدين، فيتضرعان إلى اللّٰه تعالى، ويبتهلان إليه في إصلاح الطفل ومُستقبله ... وهذه سُنَّة الأنبياء والمُرسلين.
فقد أخرج البخاري عن ابن عباس _ رضي اللّٰه عنهما _ قال: ضمَّني رسول اللّٰه ﷺ إلى صدره وقال: "اللهم علِّمه الحكمة" وفي رواية "علِّمه الكتاب" وفي رواية لمُسلم وبخاري "اللهم فقِّهه في الدِّين"
وبفضل دعوة رسول اللّٰه ﷺ أصبح ابن عباس في كبره، حَبْر الأمة، وترجمان القرآن.

ونجد خُطورة من يدعو على ولده، فهذا عملٌ خطير جدًّا، ومهما قُلنا عن خُطورته فهو أكثر، لما فيه من دمار للطفل، ولمُستقبله، ومن دمار للأبوين كذلك.
وقد نهى الرسول ﷺ الآباء والأمهات أن يدعوا على أولادهم، لأن هذا منافٍ للخُلُق الإسلامي، ويخالف التربية النبوية، ويبتعد عن منهج النبوة في دعوة الناس إلى الإسلام.
روى أبو داود عن رسول اللّٰه ﷺ قال: " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لاتوافقوا من اللّٰه ساعة، فينزل فيها إعطاء، فيستجاب لكم".
وقد ذكر الإمام الغزالي أنه جاء رجلٌ إلى عبداللّٰه بن المبارك يشكو له عَقوق ولده،من فقال له: هل دعوت عليه؟ فقال: بلى. فقال: عبداللّٰه بن المبارك: أنت أفسدته.
فبدلًا من أن تكون سببًا في إفساد الطفل بالدعاء عليه، فلتكُن سببًا في صلاح الطفل، فتدعو له.
وهذا رسول اللّٰه ﷺ يتبع أسلوب الدعاء للطفل؛ لإنقاذه من أن يختار أمه النَّصرانيَّة على أبيه المُسلِم، وفي ذلك عِبرة وعِظة لأهمية هذا الأسلوب النّبوي، الذي تفتقده الأساليب غير الإسلاميَّة.
روى عبدالرازق في مصنفه -بسنده- عن عبدالحميد الأنصاري عن أبيه عن جدّه: أن جدّه أسلم وأبت امرأته أن تُسلِم، فجاء بابن صغير له لم يبلُغ، قال فأجلس النَّبي ﷺ الأب ها هنا، والأم ها هنا، ثم خيّره، وقال: "اللهم اهده"
فذهب إلى أبيه.
وبذلك يمكن القول أن الدعاء يقتلع جذور العقوق؛ إذا أخلص الوالدان الدعاء واستمرا به.

وحرصت الأمهات أن ينال أطفالهن دعوة من رسول اللّٰه ﷺ لينال الأطفال حظ الدنيا والآخرة.
فهذه أم سُلَيْم -والدة أنس- تطلب من رسول اللّٰه ﷺ الدعاء لأنس فيدعو له:
أخرج الشيخان والترمذي عن أنس -رضي اللّٰه عنه- قال: قالت أم سُلَيْم: يا رسول اللّٰه! خادمك أنس ادعُ اللّٰه له، فقال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك فيما أعطيته"

وقد يقول قائل: إن الطفل عاقّ، ولا يستجيب لنداء والديه؟
فالجواب على ذلك سماحة سيدنا يعقوب مع أبناءه فقال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} قال المفسرون: سيستغفر لهم في وقت السحر، ويدعو لهم.

#تربويات
#التربية_النبوية_للطفل
_فريق شباب الأمة || أم حذيفة.
••

••
"طفلُ بقريةِ الجورة"

يرعىٰ أغنامهُ على تلّة الحيْ المُطلةِ على البحر، ينظرُ أمامهُ باخرةً تُحيطها طائرة حربية بالقنابلِ من كلّ جانبْ..
ينظرُ للمعركة ويعلمُ أنّ العدُوّ من فوقهِ، وأن الصّديقَ أمامه!
يجلسُ على أرضهِ يرقُب بطشَ العدوّ وضعفَ الصديق..
ينظرُ خلفهُ الأهلَ والخلّان، والأرض الّتي عاشَ عليها، وهيَ اليوم أرضهُ، ولا يدرِي أيدركُها العدُو؟ فلا تكُون بعد ذلك أرضهُ؟..
ينظرُ للوطنِ يستوْطنُه العدوّ.. يُسلبُ يستباحُ يُدنّسُ..

كيف لقلبِ طفلٍ أنْ يُطيقَ تلكَ اللّحظات بينَ غُبارِ المعارك تحجبُ عينيه أدخنةَ الحربِ السوداء، و تذوي مسامعهُ أصوات القنابلِ والمدافع، ثمّ لا يهرعَ باحثاً عن مأمنِ و ملاذ!
لا يكُون ذلكَ إلّا لقلبٍ أدركَ أنّهُ صاحبُ الأرضِ، و صاحبُ الحقّ، فلا خوفٌ ولا حزن!

ومن تربّى في أرض المعركة طفلاً، يكبرُ ولا يخشىٰ لقاء العدوّ..
بلْ ينفرُ إليهِ، يرجُو لقاءهُ، يحبّ الإثخانَ فيه.
وكذا بطلناَ..
أحمدُ الفعال، أحمدُ الخصال
الشّيخُ الهُمامُ المقدامُ المجهادُ الشّهيد- كما نحسبه-
"أحمد بن إسماعيل بن ياسين "
ولدَ بأريافِ فلسطين، قريباً من الأرضِ المُباركة عامَ 1936م، عامَ ثورة شعبهِ على الاحتلال البريطانيّ ..
عاشَ عامَ النّكبةِ 1948م و عمرُه اثنا عشرةَ عامًا، وأصيبَ وهو يصارعُ أصدقاءه ويلعبُ معهم وعمرُه ستّة عشرة عامًا، فأصبحَ عاجزاً عن الحركة، مداوماً على العملِ، ساعياً في طريقِ المُخلصين، لم تُقعد عزائمهُ و إن أُقعدَ جسده، لم تعجزْ رُوحهُ، لم تضعُف عقيدتهُ ..
عاملاً بقولهِ تعالى:{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا }

عملَ أستاذاً و كانَ خطيباً، يؤُمّ النّاس في الخيرِ وإلى الخير، كرّسَ نفسهُ لتربيةِ من حولهِ على أنّ العزّة لله، وأنّ القوّة لله، وأنّ الأمر من قبل و من بعدُ للواحدِ القهّارِ، فأجادَ ما صنع وأثمرَ ما غرسَ، رغمَ القمع و الأسر إلّا أن القلوبَ لا تُقيّد وأن عزائمَ الرّجال لا تُكسر..
حرصَ على العملِ الخيريّ الدّعوي أولاً، أخذَ بهِ أفئدةَ النّاسِ إليهِ ثمّ ألقى فيها أنّ المؤمن لا يكُون إلاً عزيزاً أنّ المسلمَ لا يتركُ الحقّ دون القتال دُونهِ..
أسّسَ في شبابهِ جمعيّاتٍ وحركاتٍ إسلاميّة، ثمّ انتقلَ من العملِ على الصّديقِ القريب إلى العملِ على العدّو البعيد و أسّسَ حركة المقاومة الإسلاميّة المسلحة، فأخذتِ القصّة مجراً آخر، و وُضعَ العدوّ من خانةِ المهاجمِ إلى المدافعِ..
لم تخلُ حياة الشّيخِ من الزّنازن كأي حُرّ مقاوم، لبثَ في آخرها ثمانِ سنين من 1989م إلى سنةِ 1997م حتّى فُكّ أسرهُ عزيزاً، في عمليّة استبدال أسرى بين الكيانِ و دولة الأردن..
وحاولَ بعدهَا العدوّ الغادرِ اغتيالهُ ثلاتِ مرّاتِ، ارتقىٰ في آخرها شهيداً -كما نحسبُه- بصواريخ طائرة الاحتلال على كُرسيهِ المُتحرّكِ، بعدَ صلاة الفجرِ أمامَ مسجدهِ، فأهداهُ عِداهُ -بأمرِ ربّهِ- النّهايةِ الّتي يحبّ كما يحبّ في الوقتِ الّذي يحب.
وانتهتِ بذلك قصّة جهاد ومجاهدة، لبطلٍ لمْ يثنهِ عن جهادهِ مُصابُ الجسدِ ولا قلّة النصير و تكالبُ الأعداء .

•أُم حمزة||فريق شباب الأمة.

#إحياء_القدوات 1.5
••

••
«فتوحات بلاد الشام وبيت المقدس»

استهلَّ الخليفة عمر بن الخطاب -رضي اللّٰه عنه- فتوحاته لبلاد الشام بقرار عزل خالدٍ بن الوليد من قيادة الجيش، وتولية أبي عبيدة عامر بن الجراح بدلًا منه، وعلَّل هذا القرار العجيب بقوله: "إِنَّمَا عَزَلتُهمَا -أي خالدًا والمُثنَّىٰ- لِيَعلَمَ النَّاسُ أنَّ اللّٰه نَصَرَ الدَّينَ لا يَنصُرُهمَا، وأنَّ القوةَ للّٰه جَمِيعًا"، وقد أرسل عمر رسالةً لأبي عبيدة عقب توليه قيادة الجند؛ يوصيه فيها باحتباس خالدٍ إلىٰ جانبه، وقال له: "فإنَّه لا غِنىٰ لكَ عَنه"، فأخذ أبو عبيدة بوصيته، وكان يستشير خالدًا في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، ويقول له: "قُل مَا عَلَّمكَ اللّٰهُ"، وكان يجعله في مقدمة الجيش ..

وقد جاء هذا القرار بعد النصر المُؤزَّر الذي مَنَّ اللّٰه به علىٰ المؤمنين في اليرموك، فتوجه المسلمون علىٰ إثره لفتح دمشق، تحت قيادة سيف اللّٰه خالد، وتحت إمارة أمين الأمة أبي عبيدة ..

واستمرت فتوحات اللّٰه علىٰ أهل الإسلام حتىٰ بلغت أقصىٰ قلوبهم، ومسرىٰ نبيهم، وقبلتهم الأولىٰ ..
فتوجه المسلمون إلىٰ بيت المقدس بقيادة عمرو بن العاص، وكانت هذه المدينة المباركة تُسمَّىٰ حينها (إيليَاء)؛ فجَنَح أهلها إلىٰ السِّلم، واختاروا الصلح، وآثروا دفع الجزية علىٰ القتال، خاصةً بعد أن فرض عليهم المسلمون حصارًا مُطبِقًا لا طاقة لهم به، علىٰ أن يكون المُتولِّي لأمر الصلح هو الخليفة عمر بن الخطاب نفسه! فوافق عمر علىٰ ذلك، وسار إلىٰ بيت المقدس في عام ١٥هـ/ ٦٣٦م، ولمَّا وصل إليها استقبله أهلها بالترحيب؛ بعد أن رأوا في تواضعه وبساطة ملابسه مصداق ما كان عندهم من بشارات، فاتفقوا معه علىٰ شروط الصلح، وخلصوا إلىٰ إقرار وثيقةٍ خلَّدها التاريخ، عُرفت باسم (العُهدة العُمرية)، من أبرز ما جاء فيها: توفير الأمن لأهل إيليَاء مقابل أن يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وشهد عليها كلٌ من: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان ..

وهكذا استطاع المسلمون في الرعيل الأول أن يهزموا الإمبراطورية الرومانية شر هزيمةٍ أودَت بها، وأن يطهِّروا أرض الشام المباركة من نجس المشركين، ومن رجس الصليب، وأن يضموا بلاد الشام إلىٰ حِياض المسلمين ..
والأهم من ذلك كله أنهم جعلوا القدس في أيدي المسلمين الموحِّدين، ورثة مقدسات أهل التوحيد، وحملة راية أنبياء اللّٰه ..
فهم يُدركون جيدًا أن أباهم إبراهيم الذي هم أَولىٰ الناس به، والذي رفع قواعد البيت الذي هم يسكنون حوله، ويتوجَّهون إليه في صلاتهم، هو الذي دُفن جسده الشريف في هذه الأرض، وتحديدًا في مدينة الخليل التي تقع علىٰ مقربةٍ من القدس ..

القدس ..
وما أدراك ما القدس ..!
هذه البقعة المباركة التي ذكرها اللّٰه في كتابه مقرونةً بصفتي البركة والقُدسية، والتي هي مسرىٰ نبينا ﷺ، وبوابة رحلته إلىٰ السماء؛ حيث التقىٰ بأهل النبوة والاصطفاء، وحيث شُرعت صلاتنا علىٰ آخر هيئةٍ للأداء، وفيها صلَّىٰ نبينا ﷺ إمامًا بالأنبياء؛ ليُؤكد بذلك علىٰ خيرية هذه الأمة الغرَّاء، فهو حجر الزاوية في بناء النبوة الذي به يُستضاء، وأمته دُرة تاج الأمم ولؤلؤته البيضاء، وحسبك أن فيها المسجد الأقصىٰ، الذي هو أولىٰ القبلتين، وثالث الحرمين ..

فأراد اللّٰه بحكمته وفضله أن يجعل هذه الأرض المقدسة أرض جهادٍ ورباط، بل جعلها وأكنافها خير الرباط، ومنَّ علىٰ أهلها بالبلاءات والمحن التي تحمل في ثناياها أعظم المنح والأجور في ميزان رب العالمين، وبالتمحيص الذي يميز به الخبيث من الطيب الثمين، حتىٰ لا يجعل المسلمين كالمجرمين، واصطفىٰ منهم شهداءً مُقبلين غير مدبرين، ليكونوا طيورًا حول عرشه محلِّقين ..
فليفرح أهل هذه الأرض المباركة بالاصطفاء الربَّاني، وليرضوا بالتمحيص الإلهي، وليعلموا أنهم يُسطِّرون بدمائهم عز أمةٍ، ويُثبتون بصبرهم وثباتهم صدق منهجٍ، وليستبشروا ببيعهم الذي بايعوا به، فإن اللّٰه ﷻ رزقهم بما حرم منه سائر الأمة..!

•أم مسلم||فريق شباب الأمة.

#اعرف_تاريخك 1.5.
••

«غدًا نَلْقَىٰ الأحِبَّةْ .. مُحمَدًا وحِزبَهْ»

قالها عمَّار بن ياسر -رضي اللّٰه عنه- في نفس اليوم الذي قُتل فيه بمعركة صفين ..
قالها عمَّار بن ياسر -رضي اللّٰه عنه- وقد كان يُنادي "أُزلِفَتِ الجَنَّةُ، وزُوِّجَتِ الحُورُ العِينُ" ..
قالها عمَّار بن ياسر -رضي اللّٰه عنه- وقد كان يستحضر نبوءة النبي ﷺ له ويكأنه لم ينساها منذ سمعها من فِيه ﷺ، فيقول "عَهِدَ إلَيَّ أنَّ آخِرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا ضَيحٌ مِن لَبَنٍ" ..

(أُزلِفَتِ الجَنَّةُ، وزُوِّجَتِ الحُورُ العِينُ)
أَكان يقولها تشجيعًا لمَن حوله أم تبشيرًا لهذه النفس التي بين جنبيه؟!
أَكان يقولها إخبارًا أم كان يراها رأي العين؟!
أَكان يقولها تصديقًا بوعد اللّٰه الذي لا يُخلَف أم أنه انتقل من مرتبة علم اليقين إلىٰ مرتبة عين اليقين؟!

(غدًا نَلْقَىٰ الأحِبَّةْ .. مُحمَدًا وحِزبَهْ)
في قلبه شوقٌ لمُعلِّمه ومُربِّيه، لهذا الذي صدَّقه وآمن برسالته في مرحلةٍ مُبكرةٍ وكان يجتمع به في دار الأرقم، لهذا الذي كان يُصبِّره ويَعِده وآله بالجنة في أوج الاستضعاف ..
في قلبه شوقٌ لإخوانه الذين سبقوه ورحلوا عن هذا المنزل الغثِّ الكثير التنكُّد، أصحابه الذين كانوا يُشاطرونه الأذىٰ في سبيل اللّٰه، هؤلاء الذين كانوا في كل واحدٍ منهم جزء من روحه، هؤلاء الذين يكاد لا يطأ موطئًا يغيظ الكفار إلا ويرجو اللّٰه أن يكتب لهم به حسنةً لا تُنقص من أجره شيئًا، هؤلاء الذين غابوا عن عينيه ولم يغيبوا عن قلبه؛ كيف لا وأسماؤهم محفورة علىٰ جدران روحه تُلازمه أينما حلَّ وارتحل ..
لا يخشىٰ الموت طالما أن بعده اجتماعًا بأحبابٍ لم يلق بعدهم بدلًا ..
أما عن نار الشوق التي أُضرِمت في قلوبنا نحن ..
وعن نسائم الحنين التي تُهدهد أرواحنا نحن ..
فلا يُخفف بعضها إلا أننا نُعلل النفس بـ(غدًا نَلْقَىٰ الأحِبَّةْ .. مُحمَدًا وحِزبَهْ)!

(عَهِدَ إلَيَّ أنَّ آخِرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا ضَيحٌ مِن لَبَنٍ)
يقصد بذلك إخبار النبي ﷺ له "أنَّ آخِرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا ضَيحٌ مِن لَبَنٍ" وهو القليل من اللبن ..
يستحضر قول النبي ﷺ بألفاظه وهو بين السيوف والرماح!
يتذكر قول النبي ﷺ له "تَقتُلُكَ الفِئةُ الباغيةُ" ..
يستبشر بالشهادة والموت علىٰ الحق الذي مات عليه إخوانه من قبله!

مات عمَّار في صفين ..
قتلته الفئة الباغية ..
كان آخر زاده من الدنيا القليل من اللبن ..
لحق بإخوانه وأصحابه ومُعلِّمه وحبيبه ﷺ ..
دفنه علي في ثيابه بغير غُسلٍ ..

فصلَّىٰ اللّٰه علىٰ نبينا الذي لا ينطق عن الهوىٰ، الذي تقع البشائر والنبوءات كما أخبر هو، ورضي عن صحابته الذين خلفوه في أمته خيرًا وما بدلوا تبديلًا ..
أما نحن ..
فنتعبد إلىٰ اللّٰه ﷻ بحبهم والشوق إليهم ..
ونتقرب إلىٰ اللّٰه ﷻ باقتفاء آثارهم والتشبُّه بهم ..
لعل ربنا الكريم يُبلَّغنا بذلك لقاء الأحبَّة .. محمدٍ وحزبه!

#معجم_مفاهيم_الصحابة
•شباب الأمة || أم مسلم