زُبَيدة

قالت العرب: فلانٌ نسيج وحده، وفريد نوعه، وقريع عصره، وكلّها بمعنى واحد: لا يماثله أحد.

وإيَّاكَ والتَّردُّد، فإنه مَدرَجَةُ النَّكبات.

نظرتُ لها أول مرة
كأنّها لغزٌ غامضٌ لم أفهمْ معناه
أو قُل أنني لم أسعَ لحل اللغز
كنتُ بعيداً عنها وعن كُلِّ شيء،
وحيداً
حتى إنّ الوحدةَ تشكو مِن وحدتي
وأنا أضحكُ رغم ذلك.
بدت لي كقصيدةٍ شعريةٍ
أطلعُ عليها للمرة الأولى
فلا أفهم معانيها ولا كلماتها
لم اضجر، حاولتُ القراءة مرةً أخرى
شدّني سحر الكلمات وصياغتها
ولكنني لم أفهمها بالكامل
رحت أعيد القراءة
مرة بعد أخرى
فصرت اسرح في عالمها الجميل
أصبحت كل كلماتها
سحر لديّ
يقولون بالتكرار ستمل
منها ومن سحر بيانها
وما زلت لليوم
كلما قرأتها أشعرُ بكلماتِها
وهي تحييني من جديد
أينها من التكرار يا ترى
لذلكَ قررتُ أن أشبهها
بقصيدة جاهلية
كُلّ بيتٍ فيها
ديوان شعرٍ لوحدهِ.

يأخدنا الكاتب كمال السيد في سحر كلماته ليصنع لنا نافذة تطل بنا نحو ذلك الزمن الذي كان فيه الإمام علي عليه السلام
حيث عاش في ظلال النبي صلى الله عليه وآله فكان يتبعه اتباع الفصيل أثر أمه
فننظر إلى علي ذلك الفتى الشجاع المضحي الذي صار فتى الإسلام الأول ولم يكن على لسانه سوى كلمات يرددها (ما أنا إلا عبد من عبيد محمد) ليصنع النبي منه شخصية المؤمن المثلى ويعده ليكون (أصلب من الأيام) لما يأتي من الأيام
فعاش بعده مرارة الغربة ووحشة المدينة بفراق أحبته وسلب حقه جهاراً (فصبرتُ وفي العين قذى وفي الحلق شجاً ... أرى تراثي نهبا) سنوات من الظلم الذي كان يعانيه ولم يكن لعلي إلا الصبر على ذلك الامتحان ليأتي بعدها ذلك الدهر الذي أنزل علياً حتى قيل معاوية وعلي
علي المقاتل للناكثين والقاسطين والمارقين
فنعيش مع علي مرارة الغربة وقلة الناصر
حتى نرى ذلك البطل الهمام غارقاً بدمه في محراب صلاته.

كل هذا لم يُكتب إلا بأسلوب قصصي رائع كعادة(كمال) في كتاباته.

عدد الصفحات 289

"يا بُنيَّ لا تَظُنَّ إنّ كَمالَكَ فِي نقصِ الغَير".

أنمار رحمة الله

قَد كُنتُ قُلتُ لَكُم إِنّي إِذا اِنصَرَفَت
‏نَفسي عَنِ الشَيءِ لَم تَرجِع وَلَم تَكَدِ