طبيعي لما الشخص يحس 1‎%‎ بإنعدام الراحة أو أي قلق فيه نوعين من ردَّات الأفعَال؛ الانسحاب، البقَاء مع التمرُّد.

كوني مؤيد لفكرة الإنسحاب حتى ولو كَان مفاجئ، تجنبًا للتصادُم والمواجهة، نتائجها لعلَّ وعسى تُقسط الاقنعة وماء الوجه يتبخر، ليش 1‎%‎ في الاساس النسبة هاذي من الشعور بعدم الارتياح ومن هذا القبيل يتولّد؟ ساهلة العملية نسبيًا؛ لوجود أسبَاب فعّالة أخرى، السبب يتمثل في موقف، شخص، تفكير، أي شيء! طيب ليِش ما نقعدش ونتمرد على الشخص حتى نعرف ماهيته ونجرب يا صابت يا خابت؟ التعمُّق عواقبه وخيمة جدًّا، مش أي حد يقدر يتعامل، في التعمق مرَّات تضيع، تضِيع من المتاهة يلي كانت مختفية، مرات في العمق تلقى أكثر من قنَاع حتى ومع كل سقُوط فيه شعور الحسرة يتولّد عندك، هكي تضُم لنفسك خسارة فوق خسارة!

فـ لو ناقشتنِي وقلتلي لأمتى بتنسحب؟ بنقولك لحين نكون خارج الدائرة، وخلّي المقابل في عالمه بروحه، كان يقدر من البداية يخلي الدائرة لينا، في الآخر، مجرد هدرزة.‎

مهمَا الواحد بعبّر، يكتب، يهدرز، حيقعد يلي في خاطره حاصِل، المقصُود مش حيوصل، في الحالة هاذي حيكتفِي بالصمت لفترة طويلة، لأنَّه حاول؛ فشَل!

أنّه يحَاول يطبّق نظرية السيّاق اللفظي وميقعدش ثرثار دون فايدة! فـ يأبى بالفشل وهنا يدخُل لمرحلة الندم، أنَّه فتّح على نفسه جُرح كان ملتئم لفترة لا بأس بيها وضماده الوحيد؛ الصمت، أنه بدال المقصد يلي ما قدرش يوصلّه يزيد على جرحُه ندَم الكلام، انه تكلّم ولكن لا جدوى!

لكِن مع هذَا كلُّه مهمَا كان فيه اشخاص يتصنفوا من الدرجة الاولى والعلاقة وطيدة بينهم حتصير الحساسية، أنه سكَت عن الكلام، انه تغيّر، والتغير هنا مكانش إرادي كَان ناتِج من عدم سكوته وتكلم وقَال بدون ما ترجعله أي فايدة والفايدة هاذي يلي نحكوا عليها ممكن تتمثل في احتضان لِيه، مواساة، انه يحِس في حد موجود معاه، انه مش بروحه….

لاحظت أنَّه فيه فئة معيَّنة من النَّاس لمَّا تحترمها تحس نفسهَا إنها ركبت دُرجة فوق!

فعليًا النَّاس هاذي عندها النُّقص ولكِن هذا مش موضوعنا، موضوعنا أنه لمَّا تحاول تتخطاهم وتعاملهم بطيب أصلك ما ينفعش فيهم، لدرجة أنه حتى المعاملة بالمثِل ما تنفعش معاهم، حاول تدير روحك أحول قدَّامهم، متحسسهمش بأنهم مدايرين حاجة حتَّى، خليك ولا كأنَّك، ممكن هكي يثمر فيهم…

المُشكلة أنَّه أغلبهم لو بتجِي لجوهم، أنت حاط عليهم وحدة?!

مجرّد هدرزة ممكن تكُون مش مفهُومة للبعض، ولكِن الزبدة منها، كُل من بدِّيره موسى صدقني حيطلعلك فرعُون، فلذلك خلِّيه زي ما هوا عشَان ما تاخذش الصدمة.

العدَاوة النَّاتجة من الحساسيَّة بين شخصيِن كانوا لا يكنُّوا لبعضهِم إلَّا الخير، أسوَء عداوة ممكن تشُوفها!

عدَاوء ناتجةَ من لا شيء!
لمجرَّد إنَّه كل منهم يسعَى ويحَاول، لمجرَّد ما نَال، حسّ أنه وصَل!

ما تعرفش أنه لما تتعامِل بطيب أصلك وتضُم النَّاس لِيك وتبين نقَاء قلبك أنك ربحت واجد!

والصعب في الموضوع هذا، أنّك تكُون عارف غيّة كل من خالطتَه، تكُون متوقَّع الأفعَال هاذي وفعلًا توقعك صحِيح، تشوف النَّفاق والشَّوائب في عيونهم وهمَّا على أسَاس منبع الصَّفاء…

مجرَّد هدرزة، وخُوذ منِّي نصيحة متواضعة، ما تنغَّرش بالبدايات، ما تشُوفش لعمق الشَّخص مهمَا العلَاقة بينكم تطوَّرت، تلقائيًّا النظرة حتتغير، دمتم بخير…

في مجتمعنا الكُراهية زي السَّلام عليكم بين الأفراد!

لكِن يلي مش مفرقينه أنه دامجين العدَاوة بالكراهية، وهذَا من جانب شخصي نشُوف فيه غلط…

نصيحة متواضعة منّي:
رد بالك تصنع عداوة مع حد.
رد بالك حد يصنع معاك عداوة.
رد بالك تخلي العداوة موجودة في حياتك.

الكُره شيء والعداوة شيء، ومش لأنك تكره حَد فهنا تصنع معاه عداوة حتى ولو بينك وبين نفسك أنه هذا بتعاديه!

كُون مع الجميع متصالح حتى ولو مش متقبله، مش متقبله متصاحباش لكن لو صار شيء بينكم متخليش للعداوة مكان بيناتكم…

مجرّد هدرزة بعد فترة انقطاع وهِي مجرّد وجهة نظري ممكن تصِيب وممكن لا.

"وتشعر أن فرحك خيانة، وراحتك خيانة، وسقف منزلك خيانة، و تخجل أن تفرح حتى لا تخون حزنهم، فتكاد من فرط عجزك تعتذر لهم على بقائك على قيد الحياة"

"شعور لذيذ وأنت تستحضر أن كل عمل تغرسه في حقول هذه العشر يكون أجره مختلفًا، فحتى الأشياء الروتينية في يومك، وردك القرآني، وابتسامتك وكلماتك الطيّبة، أذكارك، قولك "الحمد لله" بعد مطعمك، كل هذا يكون أجره مُختلفًا، وهذا باعثٌ للسرور ومحفّزٌ على كثرة الغراس؛ فاللهم أعنّا وتقبّل منّا."

طبيعي النَّاس تطلعلك العيُوب، طبيعي النَّاس تتكلم عليك طالمَا أنت تسعى وتصنع في النّجاح لنفسك، مهمَا كان سواء بالسيئة أو الحسنة!

متاخدش منهم موقف وتقعد تفكر فيه هلبَا لأنه بياخد منك وقت وتفكير زايد، حاول ديما تصنع منهم وسيلة دعم، انتقي البنَّاء فيهم وتجاهل الهدَّام، صدقني حتلقى روحك ماشي صحيح ولو لفترة معينة..