إنها مغامرة خطيرة، يا فرودو، أن تخرج من بابك. تخطو إلى الطريق، وإذا لم تثبّت قدميك، فلا أحد يعلم إلى أين قد يجرفك المسير.

من فيلم ملك الخواتم

يبدو لي واحدة من أكبر مشاكل الإنسان، هي التورّط.
التورّط هو الخطوات الصغيرة المتتالية البتوديك بعيييييد بدون ما تلاحظها.
تعجبك فكرة فوز الريال بالبطولة العاشرة، تشجع الريال، تعاني مع هزايمه، تنخرط في جدالات وانفعالات ومعارك وتقلبات الملكي وأقداره. تعجبك التيكي تاكا، تشجع البرسا، تعاني من هزايمه، تنخرط في جدالات وانفعالات ومعارك وتقلبات الكاتالوني وأقداره.
وهكذا تتورط مع أصحابك أو أهلك في التزام سياسي وكل ما يتبعه من مكاسب ومفاخر ومهازل.
وهكذا في المذهب الديني أو الجماعة، بتبدأ بموقف صغير تلقى روحك بتدافع عن مصائب وجرايم.
في الحياة تعجبك عيون واحدة تعرسها كلها، تعجبك لطافة واحد أو موقف معين تعرسيه كله بي أهله.
التورّط هو الحركة غير الواعية في الحياة.
زي الجماعة التابعو الدعم السريع ووعود الكفيل الإقليمي ودراهمه، والمكاسب المحلية من عربات ومواقع ومسميات. ما جاهلين بي تفاهة موقفهم الأول، لكن ما قايلين بيوصلوا لمنعطفات ومفترقات طرق كبيرة زي دي. وكل خيار خاطئ في منعطف بيورّط صاحبه أكتر.

لما نكون في عماء الجهل بيحركنا الفضول لتجربة الحياة وتجربة أنفسنا،
لما نعيش التجارب وتوجعنا بيحركنا الألم للتفكير في الرجوع للجهل،
لما يخف الألم بيحركنا التعلّق وألم الجهل المحدودية للخروج من جديد،
بنتأرجح بين الرغبة في الحياة وعدم الرغبة في الألم، وفي الأرجح دة بيحصل ترقّي ونموّ وسعة.
ثم بعدها بيتضاءل تأثير الآلام،
ثم يحلو لأنه دليل نموّ.

عندما لا تكون سعيداً أو راضياً أو مبتهجاً ففي الغالب أنت تنظر لما تفتقر إليه وليس ما بين يديك.
أنت تنظر لما تفتقر إليه لأنك تعتقد أن السعادة فيه دون غيره، ولأن ما عندك لم يمنحك السعادة.
أنت تعتقد أن السعادة فيه لأن من يملكون ما تفتقر إليه يبدون سعيدين (ربما ليست تلك الحقيقة بل تفسير متحيز لقيمة الشيء)، وأحياناً لأنك تألمت بسبب ذلك الافتقار (ربما أيضاً ليست حقيقة، ربما سوء فهم وتفسير متعلق بالشيء).
أنت تنظر إلى من يبدون أفضل منك أكثر ممن يبدون أقل أو أسوأ حالاً منك، لأن الأنا تنافسية (تذهب في طريق الطلب بدل الشكر).
أنت تنخدع بظاهر الأشياء وكيف تبدو.
أنت تعتقد أن القيمة في الأشياء.
أنت تعتقد أن الأشياء تمنحك ما لا تملكه أو تشعر به.
أنت منحتَ الأشياء هذه القيمة ثم دفعت ثمنها.
أنت تبحث عن حالة داخلية، يمكن تحقيقها ليس عبر ذلك الشيء بعينه، وليس عبر الأشياء فقط. الأشياء مجرد رشفة صغيرة.

في تحاشي الألم

الناس بتحاول تتحاشى الألم لكن زي ما هو واضح مافي زول نجح في تحاشي الألم أبداً، بل التحاشي دة بيسبب مزيد من الألم. الخوف من الألم برضو مؤذي وبيضخم الألم.

الألم مرتبط بحصول ما لا نرغب فيه، خروج الحياة والناس من مسار التوقعات والرغبات، تأخر حدوثها عن الوقت المتوقع، عدم تحقيق الرضا المتوقع والمرجو والمتخيل.

الرغبات والتوقعات متغيرة، مرات بتبدأ شيء برغبة محدودة وتزيد الرغبة. ولما يتحقق الأفضل من الرغبة الأولى ما بيكفيك لأنه حا تحاسبه بالرغبة الثانية.

مرات بيوجعك سلوك شخص تاني، وتترفع عن الرد، فيؤلمك إنه ما حسّ بالترفع حقك ولا فهم موقفك. مرات بترد عليهم ويؤلمك انو ردك ما كان كافي عشان يحسو بالألم زيك.

مرات بتألمك حماقاتك وسوء فهمك وسوء تقديرك وسذاجتك وغباءك وطيبتك وقسوتك وغيرهم. بالتالي كيف كان حا تتحاشى الألم. كيف كان ممكن تظهر العيوب أو القصور أو سوء الفهم دة لو ما حصل الموقف المعين.

الألم هنا جايي من مشاعر حية، كان ممكن ما تحس بالخطأ أو القصور أو سوء الفهم. الألم دة هو الحا يدفعك تتغير وتغير سلوكك وفهمك وطريقتك وتعاملك وافكارك.

الألم بيوريك تتحاشى شنو، تصلح شنو، تغير شنو، الما عارفو شنو، الما فاهمو شنو، جاهل وين، ساذج وين، ظنك سيئ وين، ....

بدون الألم ما حا تعرف الأذى الحاصل عليك أو منك، زي زول ما بيحس بالألم لو اتجرح، يمكن يواصل ويتضرر أكتر.

نتعامل مع الألم كيف؟
أولاً: ما نجمعه فوق بعض. ما تصدق عقلك لما يقول ليك هو متراكم ومستمر، التراكم هو البيهزم أي شيء، زي القشة التي قصمت ظهر البعير.

ثانياً: اتعامل مع كل ألم على حدة، خت أي واحد براهو بعيد من غيره، زي عنبر المستشفى، كل مريض دواه براهو. بعض الألم دواه النسيان، بعضه دواه التجاهل، بعضه دواه الحياة، بعضه دواه الغفران، وبعضه دواه المحبة.

ثالثاً: نظّف ما فات، بالغفران، بالتجاوز. ما تصحى كل يوم وتجيب آلامك كل يوم تلمعها وتتمسك بيها. الأنا بتتمسك بالألم لأنه بيمنحها هوية (أنا الحصل لي كذا وكذا). الأنا بتحتفظ بالألم عشان ما يتكرر وعشان تعاقب الاتسببو فيهو، وعشان تثبت ليهم لاحقاً. بتستخدم الألم كدافع للعمل والإنجاز.

رابعاً: عيش اللحظة، عيش الفي يدك، عيش العندك. كلما عشت اللحظة الآلام بتخفت وتضعف وتتلاشى.

خامساً: اعمل مرساة، أرض ثابتة تقيف عليها، ميناء سلام، بالتأمل أو المانترات أو الأوراد. بتلقى جواك مكان السكينة، وكلما سكنت بيفقد العالم الخارجي قدرته على إفساد حياتك.

#وعي #حياة #ألم #حكمة #حرية #تأمل

الناس يريدون أن يعيشوا وينجوا من الألم،
يريدون الحب والزواج وأن ينجوا من الألم،
يريدون أن ينجحوا في المال والبزنس وينجوا من الألم،
يريدون أن يتعلموا ويغامروا وينجوا من الألم،
يريدون الترقي الروحي وأن ينجوا من الألم،
لا تملك إلا أن تتمنى لهم التوفيق.

https://www.facebook.com/share/v/1Du8ZLmwey/?mibextid=WC7FNe

القصة بتبدأ بأنك تحسن الظن في نفسك، ثم إنك تعزز ثقتك في منظورك دة، ثم إنك تقول إنك إنسان كويس لأنك شايف حججك وظروفك وما شايف الآخرين، ثم إنك تعتقد فعلاً إنك إنسان كويس وتثق ثقة عمياء.

ثم يوماً ما حا تكتشف إنك منغلق في فهمك، جاهل بالناس، جاهل بنفسك، ومتعصب لي ذاتك بسبب الحهل.

الموقف السليم والحكيم للإنسان إنه يقيف بين الأنا والآخرين. الأنا وهم وجهل وتعصب وانغلاق، والآخرين هم موضوع خوفك ومعاركك وآلامك.

تقيف في المنتصف بينهم، لا بتمشي مع الناس ضدك، ولا مع الأنا ضد الناس.

يوماً ما بتكتشف إنه محل وقفت دي الحقيقة، والباقي وهم، الأنا وهم، والآخرين وهم.

التعلّق هو تشابك غير مُتزّن مع شخص أو مكان أو شيء. سببه هو الهشاشة الداخلية التي لمسها ذلك الشخص. هذه الهشاشة هي موضع العمل المطلوب. لا تتعب في محاولة التخلص من التعلق بدون فهم، لأنه غير ممكن.

إن قلوبكم تعرف في السكينة أسرار الأيام والليالي. ولكن آذانكم تتشوق لسماع صوت هذه المعرفة الهابطة على قلوبكم. غير أنكم تودون لو تعرفون بالألفاظ والعبارات ما تعرفونه بالأفكار والتأملات وتتوقون الى أن تللمسوا بأصابعكم جسد أحلامكم العاري.

وحسن أنكم تتوقون الى جميع ذلك.
فإن الينبوع الكامن في أعماق نفوسكم سيتفجر يوما ما ويجري منحدراً إلى البحر. والكنز المطمور في أعماقكم غير المتناهية سينقب في ساعة لا تعلمونها وتفتح أبوابه أمام عيونكم.

ولكن حذار أن تأخذوا معكم موازينكم لكي تزنوا بها كنزكم غير المعروف. كلا، ولا تسبروا غور معرفتكم بقياس محدود او حبل مشدود، لأن الذات بحر لا وزن ولا قياس له. أجل، ولا تقل في ذاتك: "قد وجدت الحق"، بل قل بالاحرى "قد وجدت حقا".
ولا تقل: "قد وجدت طريق النفس" بل قل بالاولى :" قد رأيت النفس تمشي على طريقي".
لأن النفس تمشي على جميع المسالك والطرق.
النفس لا تمشي على حبل او خيط، كلا ولا هي تنمو كالقصبة.
النفس تطوي ذاتها، كالبشنين ذي البتلات التي لا يحصى عديدها .

(البشنين: يعرف باللوتس المصري، ويسميه المصريون عرائس النيل)

#جبران_خليل_جبران