يعلمنا الإمام موسى بن جعفر صلوات ربي عليهما في حلول ذكرى شهادته أن بمقدور الفرد المؤمن الواعي والعالم أن يقدم للمجتمع وللمؤمنين كثيرا مما يحتاجونه من تعاليم إسلامية وقيم دينية ومواقف حسينية حتى لو كان ذلك الفرد مسجونا في سجون الطواغيت والظلمة إذ نفس الموقف الرافض للحكام الفسقة وعدم الرضوخ لهم وعدم التنازل عن المبادئ الإلهية لهي أكبر درس تتعلمه الأمة من ذلك الإمام العظيم وكثير من المؤمنين تعلموا ذلك منه فلم يتنازلوا عن قيمهم واعتقاداتهم رغم أساليب الظلم التي مورست تجاههم من ترغيب وترهيب في حين نجد أناساً على درجة كبيرة من الضعف والخواء بحيث من سماع اسم الظالم يقدمون كل التنازلات لهم بل يبادرون بأنفسهم في إعلان ولائهم للظالمين وليس ذلك ببعيد عنكم ففي الأمس القريب رأينا كلا النموذجين من هاتين الفئتين اللاتي ذكرتهن لكم فئة على منهاج موسى الكاظم عليه السلام صلبة الإيمان قوية المواقف إلى آخر نفس عندها وفئة هزيلة ضعيفة على طريق هارون الغارق بلذائذ الدنيا الفانية البائع للآخرة .
عظم الله أجوركم.
سيد جعفر ٢٤ رجب ١٤٤٦ /٢٠٢٥/١/٢٥

في بعض الأحيان يقترن اسم شخص معين بعنوان عام وكبير فعندما نتذكر ذلك الشخص مباشرة يأتي إلى نفوسنا ذلك العنوان فمثلا عندما يطغى الإنسان ويظلم أخاه ويتعدى عليه ويتكرر فعله هذا لفرد آخر وهكذا حتى يتسع ظلمه لكثير من الناس فعندما يذكرون اسمه أمامك تأتي تلك العنوان المذمومة مباشرة كالظلم والبطش والتعدي والقسوة وأمثلة ذلك الحكام والطواغيت.
وفي عكس ذلك تماما عندما يعمل الإنسان الصالحات ويتصف بالنبل والعطاء والاستقامة والعدل فسرعان ما نتذكره تأتي تلك المفاهيم الجميلة إلى نفوسنا بصورة مباشرة .
وهذا التذكر والحضور للمفاهيم تكون بحسب كل عمل يعمله المرء فمثلا إذا عمل الظلم وداوم عليه فيحضر فينا عنوان الظلم عند تذكر اسمه .
وعندما يعمل الشخص العدل والخير يحضر فينا عنوان ذلك عند سماع اسمه 
وهكذا يقترن العمل سواء أكان صالحا أم سيئا بصاحبه وبعامله .
وأحب أن أذكر لكم مثالا من القسم الثاني وهو عندما نتذكره ونلهج باسمه يحضر عندنا مفهوم الخير والصلاح والإيثار والصبر والعفة  
وشخصيتنا  التي نذكرها اليوم وهي صاحبة المناسبة هي أم البنين صلوات ربي عليها فاطمة الكلابية فعند ذكر اسمها يقترن معه قضاء الحوائج وتيسير الأمور الصعبة وكذلك يقترن مع اسمها الصبر والإيثار والعطاء حيث ضحت بأعز ما عندها وهم أبناؤها فداءً للإسلام وخليفة رسول الله الحسين بن علي صلوات ربي عليهم أجمعين فالسلام عليها يوم ولدت ويوم أدت رسالتها بإخلاص وحب وتفاني ويوم تبعث حية .
سيد جعفر ١٣ جمادى الثانية ١٤٤٦ الأحد
٢٠٢٤/١٢/١٥

في حياتنا قرارات اتخذناها بسرعة وندمنا على ذلك عندما تأملنا عواقب تلك القرارات .
ينبغي لكل عاقل حكيم قبل أن يتخذ قرارا معينا خصوصا المصيرية منها أن يتأمل ويفكر طويلا قبل أن يقدم على القرار فأن المرء في كثير من الأحيان تؤثر عليه البيئة أو المحيط أو العاطفة أو الانفعال وغيرها من أمور نفسية وخارجية لذا عليه أن يهدأ ويسكن وينعزل عن كل ما يكون سببا في قراره وبعد ذلك يستشير من هو صاحب تجربة فلا خاب من استشار ثم يقدم على ما يريد وحينها لا يقع في الندم والحسرة إذ بعض المواقف إذا وقعت لا تعود الفرصة ثانية كي نصلح ما أفسده اختيارنا 
سيد جعفر٢٠٢٤/٨/١٧ 

كثير من علاقاتنا الاجتماعية و تصوراتنا حول الأشخاص تبتني على النظرة القبلية لهم أي نتصورهم بعد فراقهم مدة من الزمن أنهم مثلما عاشرناهم أول الأمر ونرتب الآثار على ذلك سواء أكانت إيجابية كالثقة بهم وتصديق حديثهم والبوح لهم بأسرارنا  وحبهم لنا وغيرها أم كانت سلبية كعدم الثقة بهم أو كرههم  بسبب صفة أخلاقية كانت عندهم أو هم كانوا يكرهوننا وغيرها من الصفات المذمومة كل ذلك على تصوراتنا و اعتقاداتنا الماضية حول سيرتهم وهذا طبع عقلائي عند عامة البشر لإنهم يرتبون ذلك على يقينهم السابق ولذا نتفاجئ حينما نرى منهم عكس نظرتنا الأولية ومباشرة نقول أن فلانا قد تغير والمرء تغيره الظروف وتجارب الحياة من قسوتها ولينها على الناس لذا على المنصف أن يضع أمامه احتمال التغير للأحسن أو للأسوأ لمن فارقناهم مدة زمنية طويلة كي لا نقع بالصدمة والمفاجأة ويبقى حسن الظن بالناس هو ميزة الطيبين . 

سيد جعفر ٢٠٢٤/٧/٢٤   

العلاقات الاجتماعية من أهم الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي وكذلك هي ممدوحة عند العقلاء ومن تلك العلاقات الاجتماعية المهمة هي العلاقة الزوجية فقد ورد ما مضمونه ما بني بيت في الإسلام بمثل التزويج وقد جعل الشرع المقدس جهاد المرأة هو في بيتها وفي حسن معاشرتها لزوجها وكما هو واضح فإن الجهاد ليس بالأمر الهين ففيه التعب والمشقة والصبر فكذلك ينبغي على المرأة أن تصبر مع زوجها وأن تطيعه فيما هو جائز ومقبول ويمكنها أن تقدر على ذلك .
ومن خلال تلك الأهمية القصوى في العلاقة الزوجية نلاحظ وخصوصا هذه الأيام التي كثر فيها الطلاق أن المرأة أو الرجل أو أهلهما يتخلون عن الآخر بأسباب كثير منها بسيط وصغير فمثلا الزوج يعتقد أن مشاكله مع زوجته من امتلاكها هاتفا نقالا لإنها تتصل مع أمها ليلا ونهارا وتتغير أخلاق زوجته معه من كثرة هذه الاتصالات والتوجيهات فيقوم بمنعها منه ولكن الأهل بدورهم يعترضون ويخلقون المشاكل على ذلك السبب الصغير وربما يصل الأمر إلى الانفصال ومنها غيرة المرأة المفرطة التي تجعلها تتعقب زوجها في كل صغيرة وكبيرة وتتابعه في حركاته ونظراته وكلماته مما تجعله حالة طوارىء معها وتخلق المشاكل بحسب أوهامها وظنونها التي تتصورها وربما ينتهي الأمر إلى الطلاق كل ذلك هدم لتلك العلاقة العظيمة التي أهتم بها الإسلام .
سيد جعفر ٢٠٢٤/٧/٤ 

من باب الشعور بالآخرين الذي هو فضيلة في حد ذاتها وهو أنك تمتلك شعوراً تجاه بعض الناس فإننا لا نعلم في هذا الحر الهجير الذي وصلت درجة حرارة نهاره إلى ال٥٠ لا نعلم كيف تمر هذه الساعات الصعاب على الفقراء الذين لا يمتلكون الأجهزة الحديثة في التبريد ولا أجور دفع الكهرباء حيث انقطاع الكهرباء الحكومية ساعات كثيرة فكم من طفل يتألم من شدة الحر ومن شدة النعاس في وقت واحد ولكنه لا يقدر أن ينام لعدم امتلاك أبويه ما يسد حاجته ويوفر له سعادته وكم من مريض يتقلب على فراشه وهو يرجو نسمة هواء باردة وكم من امراة أرملة أو فقيرة تمر عليها الظهيرة بأحرج الأوقات حقاً إنها معاناة كبيرة تعيشها هذه العوائل الفقيرة فالله الله في الفقراء وفي مساعدتهم والوقوف إلى جنبهم فإن الخير في ذلك .
سيد جعفر ٢٠٢٤/٦/٢١

حينما يتصف الفعل الإنساني بالخُلق والقيمية لابد أن يكون ناشئا من مبدأ فاعلي أي من نفس ذات الإنسان بلا تكلف وبلا تعمل وبلا صعوبة وإنما يصدر عنه لإنه متشبع في ذاته ومتجوهر في حقيقة نفسه .

أقول: نلاحظ كثيرا من الازدواجية عند بعض الأفراد في تعاملهم مع الآخرين خصوصا في موارد الفائدة والمصلحة فنجد الطبيب مثلا في مجال عمله العام الحكومي يتصرف مع مراجعيه بنوع من الحدة والجفاء واللامبالاة وعدم الاهتمام وفي نفس الوقت حينما تراجعه في عيادته الخاصة تجد الخلق العالي والاهتمام الواضح والكلمات الرشيقة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تعامله الأخلاقي المختلف والمتعدد والمتضاد لم يكن ناشئا من جوهره وحقيقته كإنسان وإنما تعدد واختلف بتعدد واختلاف المصالح والفوائد وعندئذ سيفقد الفعل قيمته الأخلاقية الذاتية ويكون مبنيا على أساس المصلحة والنفعية .

سيد جعفر ٢٠٢٤/٦/٣