لَم أعرِف أبداً كيفَ أتلافى شعورَ أنني وَحيد، إنَ مَعرفة الناسِ ومُحاولة المؤالَفة مَعهم تجعلُ من الهوية الصامِدة فكرة بِلا روح، مثلَ حبلٍ مَعزول في قاعِ بئرٍ مُتطيِّن الأرضية، إنَ الشعور المُثابِر "باللاحياة" يَجعلنا غير واثقينَ من نتيجة المَعنى، فالمَعرفة هيَّ تَعَود رقيق أَلَفتهُ سوناتة الوَجع، وتحتَ تأثير كُل إنفعالٍ يَفصلُ الأنفاسَ ينشقُ الشَغف بفعل ضَغط المَراراتِ المُستَفِزة لكُل شهوانيٍ وجَميل، إنَ النوستالجيا أوديسة العَقل، لأنَها تُريحُ الإنسان المُفكر، مُحولةً حقيقته إلى حيوانٍ مُخَدر في أشجان المَصير، إننيَّ "حزين" في التَمثُل الأول، للشَكل العضوي من اللَحم، ولساعات طَويلة أجِدُ نفسيّ في غيابٍ يجعلني أتَخيلُ الحَتميّ مُجردَ كابوس يخلقهُ الإغماء المُستمر الأشَدُ فزعاً من كومة موتى لا تُعرَف هويتهم، إنَ الشَرِسَ الذي يحتلنا حينَ ينطفئ في لحظات الضَعف يُعيدنا إلى "الوحدة"، إلى الفِراق الأبدي، إلى الحَضارة المُبعثرة في نظر "إنسان الأنا" الحديث.

تعالَ.
اتبعْ صوتي
صوتي العالقَ في الهواء 
صوتي الذي
تستعيرُ منه الناياتُ، حُزنَها
صوتي الذي منذُ ألفِ عام
ما زالَ يُنادي عليكَ.

• آلاء حسانين | يخرجُ مُرتجفًا من أعماقه

من يبلغ الحيين أن مهلهلا
أضحى قتيلا في الفلاتِ مجندلا

هذا الصباح
آلمني قلبيّ لأننا لم نعد كما كنا
حبيبين مخلصين..

هذا الصباح
قاسي
من دونك.

الضجرُ ، ثَمرة الفُتور الكئيب.

"لدي منزل في مواجهة البحر
وقربة تفتح الأزهار الربيعية الدافئة.
منذ اليوم، سأُراسل ُكل أحبابي
وأخبرهم عن سعادتي وما أنبأتني به تلك السعادةُ الخاطفة
سأنقلهُ إليهم
سأعطي اسمًا دافئًا لكلِّ نَهَرٍ وجَبل.
أيها الغريب، أدعو لك بالخير أيضًا
أتمنى لك مستقبلًا مشرقًا
أتمنى أن يكون حبيبك عائلة لك بالنهاية
أتمنى أن تنال سعادة في الدنيا
أمَّا أنا فأتمنى فقط أن أكون في مواجهة البحر
مع تفتح الأزهارِ الربيعيِة الدافئة"
— خاي زاي

أنا وانت وبس ؟…