إنا لله وإنا إليه راجعون

لا ينصر اللهُ المسلمَ في فلسطين بالحجر والشجر؛ حتى إنهما ليقولان له: "يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهوديٌّ خلفي؛ تعال فاقتله"؛ إلا مِن خِذلان الناس له وتركِهم نصرتَه.

فيا أيها المسلم ليس بمَخذولٍ مَن اللهُ ناصرُه..
ويا أيها المخذّل ليس بمَنصورٍ مَن اللهُ غالبُه..

في الجـهـ!د الذي تُرفع رايتُه لإعلاء كلمة الله نصرةً للإسلام والمسلمين= شرفُ عقدٍ مع الله في شراء الجنة بالأموال والأنفس، وهو شرفٌ لا يناله إلا مَن أخلص لله في نيّته، فاصطفاه الله اصطفاءً لمبايعته، لأن تكون يد الله فوق يده، يرمي الله برميته، ويضرب الله بضربته.

❁ {وإنّ هذه أمّتكم أمة واحدة وأنا ربّكم}

• اعلم أخي المسلم أنّ حديث النبي ﷺ: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" هو خبرٌ منه ﷺ عن المؤمنين قبل أن يكون أمرًا للمسلمين، فلن تكون عضوًا في هذا الجسد الشريف بغير صحّة إيمانك، ولهذا قال ﷺ: "مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم".

ثمّ على قدر قوّة إيمانك تشتدّ أواصرك مع هذا الجسد، فيحملك الإيمان على أن تهديَه إن كنت قلبًا، وتبصّره إن كنت بصرًا، وتعلّمه إن كنت سمعًا، وتذبّ عنه إن كنت يدًا، وتسعى له في حاجته، ولا تألو جهدًا في منفعته، حتى إنك لتَسهر له وتُحَمّ إذا اشتكى مِنه عضوٌ، لا يهدأ لك بال، ولا يستقرّ لك جَنان، حتى تُشكِيَه.

أما إذا ضَعف إحساسك بأعضاء جسدك، فمرضك أشدّ حينئذٍ مِن شكواهم، فلا داء أدوى مِن موت الإحساس، يموت مِنه العضو وينفصل عن الجسد، وما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ، فتعاهد منك الإيمان والإحساس.

والمسلمون جميعًا بحمد الله جسدٌ واحدٌ ما داموا يقرؤون كتاب ربّهم، لم تنجح لعدوّهم خطّةٌ في تفريق شعوبهم، كيف ودينهم واحد، ورسولهم ﷺ واحد، وقبلتهم واحدة، ولغتهم واحدة، مجمعون على تعظيم الله وكلامه وبيته ورسوله ﷺ وسائر مقدساتهم، {أشدّاء على الكفّار، رحماء بينهم}، وهي صفة مَن يكون مع رسول الله ﷺ، فلا يخذلون إخوانَهم، "وهم يدٌ على مَن سواهم"، يودّون لو خُلّي بينهم وبين عدوّهم، قد وحّدتهم ضدّه قريبًا مباراةٌ بين المغرب وإسبانيا، ألا توحّدهم اليوم معركةٌ بين الإسلام والكفر..!!

اللهم بلىٰ، والله أكبر!! ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين، ولكنّ المنافقين لا يعلمون.

❁ نبع العلوم - علي العامري

• ما حَفّ اللهُ به نبيَّه ﷺ ممّا يحبّ من الفأل.

❁ نبع العلوم - تويتر

جعل الله عيدكم عَلِيًّا بالحسنِ عامرًا..?