قال يونس بن عبيد لرجل: آمرك بثلاث:

بالتودد إلى الناس، فإنه نصف العقل،

والاقتصاد في النفقة، فإنه ثلث الكسب،

وحسن المسألة، فإنه نصف العلم،

وقال لرجل: أنهاك عن ثلاث:

إياك والأمراء، وإن قرءوا عليك القرآن وقرأت عليهم،

ولا تخلون بامرأة لست منها بسبيل،

ولا تمكن أذنيك من صاحب بدعة.

[الإشراف لابن أبي الدنيا 169].

وعن أبي إسحاق الشيباني، قال: قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ثلاثة سعادة، وثلاثة شقاوة،

فأما السعادة: فامرأة صالحة مواتية،

ودابة تضعك من أصحابك حيث أحببت،

ومسكن واسع كثير المرافق.

وأما الشقاوة: فامرأة سيئة الخلق،

ودابة سوء، إن أردت أن تلحق أصحابك أتعبتك، وإن تركتها خلفتك عن أصحابك،

ومسكن ضيق قليل المرافق.

[إصلاح المال لابن أبي الدنيا 292].

عن مَعْمَرٌ قالَ أخْبَرَنِي صالِحُ بْنُ كَيْسانَ قالَ:
اجْتَمَعْتُ أنا والزُّهْرِيُّ- ونَحْنُ نَطْلُبُ العِلْمَ-

فَقُلْنا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنا ما جاءَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ:
ثُمَّ قالَ الزُّهْرِيُّ: نَكْتُبُ ما جاءَ عَنْ أصْحابِهِ فَإنَّهُ سُنَّةٌ.
قالَ فَقُلْتُ أنا:لا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ لا نَكْتُبُهُ.
قالَ: فَكَتَبَ ولَمْ أكْتُبْ فَأنْجَحَ وضَيَّعْتُ.

[أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (11/ 258 - 259/ 20487)]

قال الآجري -رحمه الله- في الشريعة:
علامةُ من أرادَ اللهُ به خيرًا؛ سلوك هذا الطريق:
كتاب الله، وسنن رسول الله - ﷺ -، وسنن أصحابه - رضي الله عنهم.

قال الإمام الحافظ حرب الكرماني رحمه الله تعالى :

فمن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحداً ( يعني لا يتبع الأئمة من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام )
فهو قول فاسق مبتدع عدو لله ولرسوله ولدينه ولكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وإنما يريد بذلك :
إبطال الأثر وتعطيل العلم وإطفاء السنن
والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف

فعلى قائل هذا القول لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ...

[ عقيدته التي نقل عليها إجماع الأئمة ص 89 ]

قال الدّارِمي - رحمه الله - :

" أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن

مَهْدِيٍّ ، عَن سُفْيَانَ ، عَن وَاصِلٍ ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ

لَهَا : عَائِذَةُ ، قَالَتْ : " رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ

الله عَنْهُ - يُوصِي الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَيَقُولُ : 

" مَنْ أَدْرَكَ مِنْكمْ مِنَ امْرَأَةٍ أَوْ رَجُلٍ ، فَالسَّمْتَ الْأَوَّلَ

السَّمْتُ الْأَوَّلُ ، فَإِنَّكُمْ عَلَى الْفِطْرَةِ " .

قَالَ عَبْدُ الله : السَّمْتُ : الطَّرِيقُ .

[ مُسند الدّارمي / بابُ كراهية أخذ الرأي : 219 ]

الرد على هذه الضلالة :

حكم من قال القراءة على الحركة فعل العبد والمقروء كلام الله غير مخلوق ?

قال أبو داود: كتبتُ رقعةً وأرسلت به إلى أبي عبد اللَّه، وهو يومئذ متوارٍ، فأخرج إليَّ جوابه مكتوبًا فيه: قلتَ: رجل يقول: التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن ليس بمخلوق، ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟ قال: هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وما أراه إلا جهميًّا، وهذا كلام الجهمية، القرآن ليس بمخلوق؟ قالت عائشة: تلا رسول اللَّه -ﷺ-: ﴿هُوَ الَّذِي أنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ﴾ [آل عمران ٧] الآية، فقالت: فقال رسول اللَّه -ﷺ-: «إذا رَأيْتُمْ الذِينَ يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم؛ فإنهم الذِينَ عَنى اللَّهُ عز وجل» ، والقرآن ليس بمخلوق .
«مسائل أبي داود» (١٧١١ - ١٧١٢).

يقول الإمام ابن بطة -رحمه الله-:

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَهَكَذَا إِيمَانُنَا قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَنِيَّةٌ وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَإِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ وَالْفِعْلِ، إِذْ كَانَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَا عَلَى الْقَوْلِ، فَمَنْ قَالَ: «إِنَّ الْإِيمَانَ مَخْلُوقٌ يُرِيدُ الْقَوْلَ فَهُوَ كَافِرٌ»
فَقَرَأَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: ??وَإِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ وَالْفِعْلِ، فَرَمَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالرُّقْعَةِ مِنْ يَدِهِ، وَغَضِبَ شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا أَهْلٌ أَنْ يُحَذَّرَ عَنْهُ وَلَا يُكَلَّمَ، هَذَا كَلَامُ جَهْمٍ بِعَيْنِهِ، وَإِنَّمَا قُلْتَ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ، هَذَا مِثْلُ قَوْلِ الْكَرَابِيسِيِّ، إِنَّمَا أَرَادَ: الْحَرَكَاتُ مَخْلُوقَةٌ، هَذَا قَوْلُ جَهْمٍ، وَيْلَهُ إِذَا قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ مَخْلُوقٌ، فَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟.
"الإبانة الكبرى"

°•

قال أحمد بن حنبل :

أقامت أم صالح معي عشرينَ سنَة ، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة !

(طبقات الحنابلة 583/2)
.•

{ من أقوال وأحوال السلف بعد رمضان }

- "قال أبو عمرٍو الشيبانيُّ: قالَ موسى عليه السلامُ يومَ الطُّور: يا ربّ! إنْ أنا صليتُ فَمِن قِبَلِكَ، هان أنا تصدَّقْتُ فمن قبَلكَ، وإن بلَّغْتَ رسالاتك فَمِنْ قِبَلِكَ، فكيف أشكرك؟ قال: يا موسى، الَآنَ شكرتَني، فأمَّا مقابلة نعمة التوفيق لصيامِ شهر رمضانَ بارتكابِ المعاصي بعده، فهو من فِعْلِ مَن بدَّلَ نِعْمةَ اللَّهِ كفرًا، فإن كان قد عَزَمَ في صيامِهِ على معاودةِ المعاصِي بعدَ انقضاءِ الصيامِ، فصيامُه عليه مردودٌ، وبابُ ألرَّحمةِ في وجههِ مسدودٌ"
(لطائف المعارف، ص: [136]).

- "قال كعبٌ: مَن صامَ رمضانَ وهو يُحدِّثُ نفسَهُ أنَّه إن أفطر رمضانَأن لا يعصِي اللَّهَ، دخلَ الجنةَ بغيرِ مسألةٍ ولا حساب، ومَن صامَ رمضانَ وهو يحدِّثُ نفسَه أنَّه إذا أفطر عصَى ربَّه، فصيامُه عليه مردودٌ"
(لطائف المعارف، ص: [136-137]).

- "قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبَّل منهم"
(لطائف المعارف، ص: [148]).

- "قال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان وسلِّم لي رمضان وتسلَّمه مني متقبلًا"
(لطائف المعارف، ص: [148]).

- "خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته: أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبَّل منكم"
(لطائف المعارف، ص: [209]).

- "رأى وهب بن الورد قومًا يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تقبَّل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبَّل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين"
(لطائف المعارف، ص: [209]).

- "كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له: إنه يوم فرح وسرور فيقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملًا فلا أدري أيقبله مني أم لا؟"
(لطائف المعارف، ص: [209]).

- "قال الحسن البصري: إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقونفيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك، في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون"
(لطائف المعارف، ص: [210]).

- "روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه"
(لطائف المعارف، ص: [210]).

- "قال قتادة: كان يقال: من لم يُغفر له في رمضان فلن يغفر له فيما سواه"
(لطائف المعارف، ص: [211]).

- قال الحسن البصري: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"
(لطائف المعارف، ص: [278]).

ومن فهم المفتي أن يعرف حال المستفتي فلا يجيبه بما يزهده في فعل المندوبات

فقد سئل ابن مسعود عن ليلة القدر متى هي؟

فأجاب بأنها ليلة في السنة كلها.

وهذا من باب ترغيبهم في المداومة على الطاعات رغم أنها في رمضان قطعا

قال أبي بن كعب رضوان الله عليه:

«بَلَى أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ، فَعَدَدْنَا، وَحَفِظْنَا

وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُخْبِرَكُمْ فَتَتَّكِلُوا»

[صححه الترمذي]