القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 2 months, 3 weeks ago
جيل التغيرات:
-----------------
لا يدرك الكثير من أبناء جيلي أننا محظوظون جدا بالحياة في هذا الظرف، لأننا عشنا مرحلة انتقالية بين زمنين مختلفين تمام الاختلاف، الأول: زمن صدره لنا الاستعمار بعد أن ورثه عن العثمانيين وورثوه هم أنفسهم عن العصر الوسيط، كان هذا الزمن ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا امتدادا لما قبل عصر الآلة والثورة المعلوماتية، زمن الريف بمختلف تمظهراته، بالحياة التي صارت تبدو لنا الآن قادمة من عالم الخيال.
طفولة كانت قاسية، لكأنها اليوم عذاب أليم، لكنها كانت تعرف من أنواع الألعاب ما قد نحتاج موسوعة لحصرها، طفولة فاعلة اقتصاديا تحمل عصاها باكرا لتراقب أبقارها ومواشيها حذر دخول الحمى، تعود هذه اليد العاملة الصغيرة النشطة والمتعبة لتناول فطور "باسياس" ثم تنقلب لمواضعها، تشغل الوقت بألعابها، تحفظ مالها وتتعلق بأرضها، طفولة فقيرة عليها ملابس مرقعة "مطببة"، تشتاق لحذاء أو "صندالة"، وبيدها شيء من "الكسرة" في "الزوادة" تنتظر به موعد العودة الأخير.
في أرضنا كانت "ختيوة سيدة المكان، رحم الله ختيوة، عاشت لأبناء أخيها جارنا: عمي مسعود طيب الله ثراه، كان وجودها جزءا من المكان، جزء من الزمان، جزء من الحياة، فإن تخلف أحد الكسالى منا كانت مسؤولة عن كل القطعان.
كانت "اختيوة" عندما يسافر والدي إلى فرنسا مغتربا من أجل رزق أهله وأولاده تنوب عن غربته ختيوة، ولأنها جارة في زمن الجيران والطيبة كانت تنتقل لتنام عندنا، كنا صغارا، وكانت والدتي في في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات، فكانت الرجل الذي يذهب عنا خوفنا الشتوي بتعبير جاري العزيز Rabah Ra (ابن أخيها)، فتؤنسنا ونحن نسكن منطقة معزولة ليس فيها سوى عائلتين (بوبيدي وبوربيع)، فكانت عنوان الألفة والأخوة والجوار.
هناك في القرية كانت الأسرة الكبيرة بأعرافها، لم يكن الناس يخاطبون بعضهم إلا بأسماء التقدير، كان سيدي وخويا واختي، ودادة ولالة وببا ومما، كان هذا قبل زمن: طاطا وعمو!!! لقد كان للكبير قداسة غابت من السلوك والممارسات، هناك كانت الأسرة المعاشية تفلح أرضها، وتصطف "المراجع" وهي تحمل حدودها الفاصلة كما خطها الأجداد والآباء، وكان للتكافل دور في تحقيق اليد العاملة الكافية عندما تعوض "التويزة" غياب دعم يمكنه تجاوز عجز الأسرة الواحدة، وكانت "البحيرة" جزءا مركزيا من الميزانية قبل أن تضيعها ثقافة الوظيف والتوظيف.
هناك في القرية كان الحب يتلصص من النوافذ والعيون التي تسقى فيها الأبقار، أو التي تقصدها "العواتق" لملء قرب الماء، وربما انبلج من تخطيط أم ترسل بنتها لتستعير الماعون من الجيران فتنتهي من التردد المغمور بالحياء والأدب باكتساب فارس الأحلام، هناك كان للجار معنى وأي معنى، وكانت له على الصغار سلطة وأي سلطة، كان ذلك قبل زمن: واش دخلك في بني، أنا برك اللي نربيه!!!
هناك في ذلك الدوار البعيد كان الجامع جامعة، واللوحة محفظة وسيدي الشيخ عالما وبركة، وختم الجزء والحزب والربع حفلا وزردة، هناك أيضا كان السفر معنى آخر، "الغائب" كان مجاهدا لأجل الرزق، ترتقب عودته زوجة مشتاقة وأم ملتاعة وبنت تتطلع لحب مفقود، والعودة بمعايير ذلك الزمن لحظة تستحق الاهتمام والتسجيل في محط الذكريات، بل ربما أرخت بها الأيام.
في تلك القرية كان الشتاء قاسيا، يتم الإعداد له باكرا، حطبه مكدس في مخزنه، ومؤونته معدودة في مكانها، الزيت والسمن والقمح والشعير والجوز والزبيب والتين والزيتون، وربما رضي رب الأسرة يوما فذبح لأهله عتروسا جمع له العائلة واعتبرها يوما مشهودا، لم يكن يومها الثلج مصدر فرح لكنه نذير بأيام شديدة تبذل الجهود لتجاوز قساوتها
هناك في تلك المشاتي الجبلية طرقات ضيقة جدا، لا يمشي فيها الحمار بحمولته إلا بحسابات دقيقة، ويتعب تابعه من تعرجها، ترهقه صعودا ونزولا ويفرح عندما يصل لطريق أوسع بقليل يمكنه من إضافة ثقله لثقل الحمولة ....
في دوار آخر ينتظر الأولاد عيد الربيع لتخصهم الأمهات بكسرة مدهونة تسمى :الملة ليست للأكل؛ لكنها تدحرج في سباق بين أقراص الخبز نحو واد سحيق، وتبرز مظاهر الفرح التي تنتظر مظاهر الزهور وتودع علامات الشتاء.
هناك بعيدا كانت "المراجع" تحرث بالزوايل والبغال، وتحصد بالمنجل وتدرس بالأحمرة، وكان الجميع أجزاء من دورة اقتصادية صعبة ولكنها ناجحة بقدر ما كانت وسائلها تسمح بالنجاح.
لا يزال الكثير مما قد يقال، فقد كان جيلا وزمنا يستحق أن يؤرخ له، ومشكلته في الذين عجزوا عن استغلال هذه الطاقات الجبارة المقاومة والمكافحة.
متابعات:
-----------
الهويات التي صنعها الاستعمار هي التي تفكك الدول وتعمق جراح الحروب الأهلية في مختلف المناطق بالقارة الإفريقية، فقد حول منظروا الاستعمار الانقسامات القبلية والتمايزات الثقافية والتباينات الاجتماعية إلى هويات سياسية متناحرة، ورسخ هذا المخيال وورثه للنخب التي حكمت بعده، فدفعت بمخططاته لنهاياتها وهي: حمام الدم، وهو ما نشاهده في مالي، تشاد، إفريقيا الوسطى، بوركينافاسو، السودان، والتي تدفع اليوم ثمن هويات متخيلة.
في سوريا يتم اليوم استدعاء ذات الخطابات التفكيكية، ولكن تحت يافطات أخرى، فإذا كان الإسلام جامعا يتم استدعاء التقسيم: عربي- كردي، وإذا كانت العربية جامعة يتم استدعاء السنة والشيعة والدروز، وإذا كانت الجغرافيا جامعة يتم إنتاج هويات حلبية ودمشقية وحمصية، ومن خلف كل ذلك الكيان وإيران والغرب يستفيد ويبحث له عن وكلاء.
هذا الخطاب الذي فكك دولا، وأنتج حروبا أهلية هو منتوج دراسات القرنين 19 و 20، وهو سبب مأساة رواندا الرهيبة بين التوتسي والهوتو، وهو قابع في خلفية الصراع العبثي الأليم بالسودان، ومع كل ذلك لا يزال الكثير من الذين لا يستفيدون من الدروس، مصرين على عرقنة دولنا وإحياء نعرات التفكيك والهويات المتخيلة.
المصافحة:
ــــــــــــــــــــــــ
لا يغفر لك الغرب أن تمنتع عن مصافحة المرأة، لكنه لا يبالي إذا ألقيت عليها وعلى أبنائها أطنانا من المتفجرات، ولا يعترض أن تشردها وترملها وتيتمها وتجعلها تائهة فارة من البرد والجوع والقهر، والسبب أنك بعدم المصافحة تعلن رفضك لربوبية الغرب، وعندما تفعل كل تلك الجرائم فإن انتسابك لدينه الهمجي يغفر لك ما تقدم من فعلك وما تأخر.
الغرب المتعجرف جعل نفسه إلها ورث المسيح، لكنه لا يحمل السلام للعالم بل يحمل الحرب والدمار تنفيذا لأمراضه الموروثة من زمن وحشيته القديمة قبل أن يخرج من همجيته وحروبه إلى الشرق ويكتشف طعم الحياة.
السابع من أكتوبر ...
يوم العبور المبارك ..
يوم إذلال الصهاينة.
خانيونس يا قلعة الجبابرة.
يوسي ميلمان:
إيران تشن أيضًا حربًا إلكترونية حيث أرسلت رسالة زائفة إلى الإسرائيليين بمغادرة الملاجئ والغرف المحصنة وأن الهجوم قد انتهى.
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 2 months, 3 weeks ago