قد يجمع الله في الوقت نوعًا من النعمة التي توجب شكرًا، والمحنة التي توجب صبرًا كما أن يوم الإثنين في ربيع الأول مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه هجرته، وفيه وفاته.

ابن تيمية.

حديث الفرح!

الله يهنينا بسيدنا محمد ﷺ ..

عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: أن أعرابياً دعى رسول الله ﷺ بصوت جهوّريٍ وهو جالسٌ مع أصحابه فقال: "يا محمد المرءُ يُحب القوم ولمّا يلحق بهم! "

يستفتيه في الهوى!

قال سيدنا صفوان رضي الله عنه..

فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوًا من صوته: هاؤمُ!

فقال له سيدنا صفوان: ويحك! اغضُض من صوتك، فإنك عند النبي صلي الله عليه وسلم، وقد نُهيتَ عن هذا!

فقال الأعرابي: والله لا أغضض، -ثم أعاد-:
المَرْءُ يُحبُّ القَوْمَ وَلَمَّا يلْحَقْ بِهِمْ؟

فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم (( المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَومَ القِيَامَةِ )) .

رواه الترمذي وغيره، وَقالَ: (( حديث حسن صحيح )) .

قال سيدنا أنس رضي الله عنه : (( ما فرحنا فرحًا أشد ما فرحنا بقول النبي ﷺ (( المرء مع من أحب )) .

وقال أنس: (( أنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بعملهم )) .

قال: ابن الأثير في لفظة “هاؤم!”
: هي بمعنى: تعالى، وبمعنى: خُذ.
ويُقال للجماعة كقوله: هاؤم اقرءوا كتابيه.

وإنما رفع رسول الله ﷺ صوته من طريق الشفقة عليه، لئلا يحبطَ عملُه، وذلك من قوله تعالى: “لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي..”

فعذره لجهله، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته حتى كان مثل صوته أو فوقه، لفرطِ رأفته به.

ﷺ !

مع الله : كلما انكسرت كلما اقتربت ?

**عن عبدالله بن الحارث، قال:

(ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم)

?**

• أن تَهبني ياربّ حكمةً و هدى و رشاد من لدنك.. أن يتّسع قلبي بمحبتك و التعلق بك..

ألا تجرفني الدنيا مهما فُتحت لي.. و أن تجعلها في يدي و تُخرجها من قلبي..

ألا تُطغيني نعمك، و أن أكون عبداً شكوراً كما تُحب .. ?

يا وليّ يا حميد ..

أخبرني أين يُباع النسيان، وكيف لي أن أعود لنفسي

?️ Manchester by the sea (2016)

اللهم لا مانع لما أعطيت و لا مُعطي لما منعت ❤️****

- أروّض نفسي رغم فشلها، ألا تقلق
أربيها لتهدأ حتى لا تخوض حروباً خاسرة…

في بداية رحلتي مع الأمومة، كان يَغلب عليّ هاجس ( شن ندير نشاط للصغار )، خوفاً عليهم من الملل ، و حرصاً على تنشيط عقولهم، و كنت أشعر بالتشتت الشديد حينها، مع كل منشور يظهر لي و كل مقطع يؤنبني ضميري أكثر و أشعر أنني لابد أن يمتلئ وقتي بأنشطة أطفالي، و كانت المسؤولية كبيرة حيث كانت أعمارهم متقاربة جداً و أكبرهم كانت في عمر الثلاث سنوات..

و في يوم لا أذكر له تفصيلاً، لمع في رأسي تساؤل ( هو خيره الكساد ) ؟

وجدتهم يجيدون اختراع أنشطة ماتعة و مسلية لأنفسهم فور شعورهم بالملل، إذ أن الملل نفسه لا يجد وقتاً ليتسلل لهم، بل وجدت أن الإبداع في أنشطتهم أكثر متعة أحياناً من محاولاتي لابتكار أنشطة أن تقليد أخرى.

باعتبار أن ابنتي كانت وحدها لأنها الأولى، كانت الأنشطة لا تتوقف بتاتاً، كنّا بشكل شبه يومي نقوم بأنشطة معاً دون تخطيط و لا تعب فقط تجمعنا نصف ساعة تقريباً أو أقل ربما إما بالرسم أو التلوين أو الحروف أو الصلصال و غيرها، لقد كان تركيزي عليها و معها جيداً،

ثم حين كبرت الأسرة و أصبحوا ثلاثة ، عرفت أن الجودة و الكم أهم، من الكيف، و أنني لا يجب أن أسمح للآخرين أن يرسموا لي حدود وقتي مع أطفالي دون وعيي مني و لا قصد منهم، حين يظهر لي مقطع فيه اقتراح أو فكرة ما للأطفال، انظر إلى وقتي و جهدي و ظروفي، و أراقب مدى قدرتي الجسدية و النفسية على القيام بذلك، ثم في أقرب فرصة مهما كانت غير مناسبة منطقياً، نقوم به معاً فالمنطق يغيب كثيراً حينها.

لقد تعلمت كيف أفهم أولويّاتي مع هؤلاء الصغار، و رغم التخبط اليومي في وقتي و صعوبة تنظيمه و الفوضى و صعوبة ترتيبها، كنت أعذر نفسي و أرحمها!

لم يكن يزعجني حينها شيء - غير التعب الطبيعي و توابعه مع ثلاثة أطفال في عمر متقارب- إلا التعليقات الجانبية التي كنت أسمعها أحياناً من حولي، لقد كانت هذه التعليقات العشوائية الغير مدركة إلا لموضع وقوفها، تشبه المقاطع و المنشورات التي تمرّ عليّ خلال تصفّحي، مع فارق الدوافع لها، الظاهر نصيحة و الباطن تنظير مُطلق دون اعتبار لضوابط النصيحة و ظروف المنصوح.

الذي اختلف لاحقاً هو ردة فعلي و انطباعي، فأنا أعلم الناس بظرفي و قدرتي و مزاجي و قدرتي على التحمل و غيرها من ظروفي المحيطة التي اعلمها و أقدرها و لن انتظر أحداً ليقدّر ما أفعل، أو يفهم سبب الفوضى و التخبط الذي أعيشه في ذلك الوقت،

أندم اليوم على الوقت الذي هدرته في تبرير و توضيح و تفسير ظروفي و شرح صعوبة ما أمرّ به، خصوصاً حين يكون الشخص المنظّر أبعد ما يكون عن الواقع، و دوافع انتقاده غالباً لم تكن إلا عبثية لأجل الانتقاد لا أكثر. لقد ساهمت في إقحام نفسي في مشقّة نفسية كنت في غنى عنها.

و اختصر ذلك في قولي - باعتقادي- أن أولى مراحل الراحة في رحلة التربية ألا تقارن الأم ذاتها و ظروفها بأحد مهما كان يشبهها في ذلك، و أن ما نراه اليوم في سباق التربية و النصائح و الاستعراض و التنظير، لا يجبرك أحد على الالتزام به و لا حتى الاهتمام به ، يكفي أن تأخذي منه ما يعينك و يفتح في ذهنك آفاقاً تأخذين منها ما يناسبك و يناسب ظروفك الأسرية و الجسدية و النفسية و غيرها .

إن إدراك خصوصية المرحلة، بما فيها خصوصيتك أنت باعتبارك أم سواءً لطفل أو عشرة، ستبقى لك ظروفك الخاصة التي لا يجب أن تشبه أحداً، و تبقى لك خصوصيتك التي يجب أن تحترميها أولآً حتى يحترمها من حولك - علماً بأن احترامهم ليس فرضاً - يعني ( ما ترهقيش نفسك عليهم ) ، فإن معظم هذه التدخلات إن قمنا بحصرهاط ستجدين أن اثنان منهم يحرص على مصلحتك حتى لو أخطأ في طريقته في النصيحة فاعذريهم و قللي من شعور الغضب منهم، و البقية ينظّرون و ( يتفلّحون ) عليك! فابتسمي و أومئي برأسك ( هزي راسك فوق و تحت مع ابتسامة ?. ) و لا بأس بمنحهم فرصة التنظير و إعطائهم شعور ( عندك حق أنت صح )، فهم لا يعلمون كيف يمرّ يومك منذ الصباح و حتى صباح اليوم التالي مع كتاكيتك الصغيرة الجميلة .

ستعلمين مع مرور الوقت أن رحلتك التربوية مميزة و خاصة و أن جميع الأطفال في هذا العالم يشبهون بعضهم إلى حد كبير، و كذلك الأمهات، لكنّ لكل منهم رحلته و كونه و كيانه الخاص به الذي يميّز رحلته هذه ❤️

مثلما جُعِل بداية شهر رمضان هو مقدمة للعشر و ليلة قيام القدر تحديداً المجهولة لدينا ، فإن هذه العشر هي مقدمة ليوم عرفة المعلوم لدى العالمين ❤️‍?**

يا وليّ يا حميد وفّقنا و اغث قلوبنا ….**